لم أُصعق بخبر إستقالة مدير الجزيرة السيد وضَّاح خنفر، بل تفاجأت؛ لأنه من المتوقع بالنسبة لي أن يتغير رأس الهرم الشرير الناطق بالضاد إعلانيًا، والذي يقوده هذا الرجل الذي يُسمى مؤسساتيًا مدير، وإداريًا لشبكة الجزيرة الإعلانية، أو كما يسموها (إعلامية).
كنت من المُعجبين، والمتابعين للجزيرة، وقد أكون (ما أزال)، لكن المهم بالنسبة لي، هو تغيير سياسة هذه المجموعة الإعلانية، من فن المتمكن، إلى بدعة الممكن، إذ بعد أن استقطبت، جيشًا من الجمهور، الذي لم يمتد من المحيط إلى الخليج وحسب، بل عبر الكرة الأرضية قاطبة؛ فقد سقطت بعد أن أنحاز مسارها من الذروة، إلى الهوة.
ولكن الجزيرة الآن قد تغير مديرها السيد وضَّاح خنفر، كان شخصًا مهنيًا. أمَّا السيد المدير الجديد الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني،. فهو مهندس في النفط ليس إلا، والشك الذي يراودني الآن هو (هل وُضع هذا الرجل كمرحلة إنتقالية، أم أنه أداة لما وراء شخص المدير؟ وخصوصًا بما أنه ليس بأكاديمي، وإلى حد كبير ليس بخبير)، وفي الحالتين وكسوري محب لوطنه، أرجو أن يكون المُرَاد من هذا التغيير، تغيير في النهج بالعودة، إلى الجمال القديم الذي عاشته المحطة منذ إنطلاقها سنة 1997 إلى فجر هذا العام، وانفجار الفورات العربية، أو كما تُسمى من قِبَلِهم بالثورات، إذ مارست هذه المحطة جزءًا لا يُستهان به من الحرب الكونية الألكترونية (e-war) التي يقودها مَن يقودها على الشعب العربي العُزَل، من كل شيء خلا شرفه، وضميره، وسلطة دوله الشرعية، ومحبته لوطنه؛ في الوقت الذي احتشد فيه الناس من حكَّام وشعوب في عداء غير محدد من حيث الهدف، ومسيَّر من حيث الأدوات والوسائل في النهاية.
وعود على بدء ليس المهم خنفر بل من يتابع أخباره، وجزيرته، إذ أنَّ المهم برأيي أن يمتنع المواطن العربي عن ذلك، وأن يسعى في بناء الأوطان والأبدان.
فقد قالت مرة الفنانة المصرية حنان الترك: عندما يمر المرء بتجربة ما عليه ألا يقول: يا ربي لدي مشكلة كبيرة؛ بل أن يصعد فوق المشكلة، ويقول يا ربي يا كبير، أنا لدي مشكلة صغيرة. إذ علينا في محنتنا هذه ألا نقل لله لدينا مشكلة كبيرة، بل يا مشكلة أنا لدي رب كبير. وهنا المقصود مشكلتنا عمومًا.
لن يشاهد احد بعد اليوم هذه القنوات المغرضة وسوف نتابع اعلامنا الوطني حيث لا مظاهرات ولا ازمة اقتصادية ولا معامل تصفي عمالها ولااسواق شبه متوقفة ولا مازوت مفقود ولا غلاء المواد الاساسية فقط ابو جانتي ورجال العز
لماذا نتابع الجزيرة ونحن نتابع كل شيء في اعلامنا الحر الحقيقي؟ ولكن استغرب اذا كنت ترى أن الثورة في سورية هي فورة فمالك ومال ثورة مصر وتونس وليبيا وبيقة الثورات العربية التي أسقطت الطغاة لماذا تسميهن فورات ؟أنتم تريدون الناس يمشون على ديدنكم فقط؟ ستبقى الجزيرة رغم كل الانتقادات هي الفضائية العربية الاولى على مستوى العالم العربي