syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
اين قانون المراتب الوظيفية الذي يمنح كل موظف عام فرصة الارتقاء نتيجة لكفاءته وليس لارتباطه بالكبار... بقلم : عبد الرحمن تيشوري

لن اعود الى الوراء واتحدث عن مشاكل الادارة وسلبيات المرحلة الماضية لكنني سابدأ من تسرع واستعجال الحكومة الحالية في اقتراح الاصلاحات دون  ان تأخذ بعين الاعتبار المشاكل المؤسسية الموجودة في سورية والتي تعوق تنفيذ الاصلاحات بصفة يومية وترك السياسات تخضع لسيطرة الفساد وآليات المؤسسية السيئة والانظمة القانونية المبهمة واليات تنفيذ القوانين الضعيفة ونقص الشفافية في الادارة وعدم الاستفادة من خريجي المعهد الوطني للادارة والعجز عن ادارة الخدمة العامة وتقديمها للناس بشكل حضاري وسريع وغير مكلف وانا اقول بالاستناد الى ما تعلمته من الخبراء الفرنسيين في المعهد الوطني للادارة ان مفتاح الانتقا ل الناجح الى الاصلاح والنظام القائم على اساس السوق هو الحكم الديموقراطي الصالح الرشيد اساس المؤسسات الرئيسية القابلة للمحاسبة والمساءلة ووجود نظام تنافسي تطبق فيه القواعد نفسها على جميع المشاركين فيه يتضمن الجوانب التالية:


*حقوق ملكية ثابتة

* انظمة ضد الاحتكار- سياسات حماية التنافس-

 

*تنفيذ العقود باحترام نص القانون

* انظمة قوية لحوكمة الشركات

* انسياب حر للمعلومات – شفافية –

الاتجاهات المعاصرة في الفكر الإداري الحكومي أولاً- حكومة قادرة على تطوير إمكاناتها وهياكلها وأدواتها وأساليبها بعيداً عن طريقة المعالجات الإجرائية:

 

- دراسة أوضاع البيئة المحيطة وتشخيص المشكلات.

- توطين التقانة الجديدة والمتجددة والاستفادة منها.

- الاستخدام الفعال لتقنية المعلومات.

- الاستثمار الأمثل للكفاءات والخبرات والتركيز على اقتصاد وإدارة المعرفة.

 

ثانياً- حكومة تعنى بمسائل التحفيز وإشراك كافة القوى والفعاليات الوطنية في التنفيذ.

ثالثاً - حكومة تحتضن وتطور آليات المنافسة في أوساط كافة القطاعات بعيداً عن الاحتكار.

 

رابعاً - الانتقال من الإدارة بالقوانين واللوائح إلى الإدارة بالرسالة والأهداف والنتائج ومستويات الأداء.

خامساً- الانطلاق من الاحتياجات الوطنية والمجتمعية والتنموية.

سادساً- حكومة تسعى إلى تحقيق المزيد من الإيرادات وتفعيل استخدامها وتقليص الهدر في النفقات.

سابعاً- الحكومة الوقائية بدلاً من الحكومة العلاجية ع/ط تعزيز دور أجهزة الرقابة وتفعيلها وتحسين مستوى الكفاءة لديها.

ثامناً – حكومة الفريق والتعاون والمشاركة بديلاً للحكومة البيروقراطية.

 

تاسعاً- حكومة موجهة بالعملاء الداخليين والخارجيين.

اقتصاد السوق الاجتماعي والديموقراطية والاصلاح – دعم متبادل –

• قيم الديمواطية والاصلاح مثل الشفافية والمساءلة والتشارك والتضامن والتنسيق اساسية بالنسبة للحكومة الفعالة المستجيبة والى النشاط الاقتصادي المزدهر

 

• لا بد من وجود قوانين ولوائح تنظيمية سليمة يعززها احترام القانون لكي تنمو الاعمال بقوة في اقتصاد السوق الاجتماعي

• لا بد من كوادر مؤمنة بهذه القيم وتحملها وتتبناها توزع في المفاصل الرئيسية لتنفيذ سياسات الاصلاح ليس كما يحصل مع المعهد الوطني للادارة حيث لا تعرف الحكومة اين هؤلاء وتوزعهم بطريقة مذلة ومهينة بينما قال لنا الفرنسيون ان الادارة تعرف ان فلان سيعمل كذا وهي تخطط لسنوات وسنوات ؟؟؟؟

 

فالدول التي نجحت في التعامل مع هذه التحديات حققت نجاحات وحققت امال شعوبها واوجدت فرص نمو كبيرة وحلت معظم مشاكلها وسورية قادرة على فعل ذلك وشعب سورية يستحق هذه الانجازات ما هي الادارة الرشيدة ( الحكم الصالح )

• تشمل التقاليد والمؤسسات والاجراءات وكيفية صنع القرارات اليومية

 

• مؤسسات قابلة للمساءلة والمحاسبة

• اليات للحد من سوء استعمال السلطة المرتبطة يالاعمال الروتينية او اليومية او المكتبية

• وفاء الحكومة بالتزاماتها بطريقة سليمة وسريعة

• اليات تمكن المواطن من التظلم من الاجراءات الحكومية غير مكلفة

 

• وسائل تمكن المواطنون من المشاركة بصفة منتظمة في صنع السياسات وفي صنع القرار وفي وضع الاجراءات

الاثار الاولية للادارة الرشيدة

ينتج عن غياب الادارة الرشيدة نتائج وخيمة منها :

 

• سياسات لا تستجيب لمطالب الشعب

• عدم اتاحة الفرص المتساوية

• تضاؤل الشرعية

• انخفاض التاييد للاصلاح

• خلق اطر قانونية وتنظيمية غير مستقرة

• رداءة السلع والخدمات

 

• الهدر وسوء تخصيص الموارد

• تشجيع الفساد

• انخفاض مستويات العمالة والتشغيل

• انخفاض معدلات النمو وارتفاع معدلات الفقر

• مناخ غير جاذب للاستثمار ونشوء قطاع غير منظم

 

• عدم كفاءة للنظام القضائي وعدم قدرته على الانصاف

• اثارة ازمات اقتصادية وسياسية

• تعرض الامن الوطني للخطر وتعرض النسيج الاجتماعي للتفتت والتمزق

كيف تتحقق الادارة الرشيدة والاصلاح ؟؟؟

 

هنا ساضع توصيات وادوات عامة يمكن للمواطنين والحكومة تكييفها وفق الظروف والبلد لانشاء المؤسسات القابلة للمساءلة وتنفيذ برنامج الاصلاح:

• زيادة الشفافية عبر اتاحة المعلومات للجميع وخاصة معلومات حديثة دقيقة لها علاقة بالموازنة والانفاق وتقييم الموظفين العمومييين واطلاع الجمهور على كل شيء

• تأسيس وحماية حرية الاعلام وفق ضوابط وقوانين وسياسات حماية حرية الاعلام وتشجيع التغطية المحايدة للاخبار في وسائل اعلام الدولة عبر تكوين لجان مراقبة مستقلة

 

• زيادة المشاركة العامة في صنع القرار عبر الاستماع الى الناس ومشاركتهم في كل شيء ونشر مسودات جميع القوانين واعطاء الناس حق الاعتراض على القوانين واللوائح وان يكون الاستفتاء بسيط وسهل ونزيه وشفاف وسهل التنفيذ

• الحد من هيمنة المسؤول الحكومي عبر اجراءات محددة اهمها عدم تركيز قرارات التراخيص لاي امر وعبر اصدار قوانين واضحة غير معقدة وغير متضاربة ووضع ارشادات للافصاح عن كل شيء

 

• تقليل الاعباء القانونية والرسوم المفروضة على كثير من الامور وكثرة التوقيعات والاجراءات حيث اثبتت دراسة للبنك الدولي عن اداء الاعمال وجود علاقة كبيرة بين عدد وطول الاجراءات واللوائح والفساد

• اصلاح الهئيات والاجهزة الحكومية عبر تنفيذ مواثيق الشرف والسلوك وتقييم اداء الاجهزة والافراد طبقا لمعايير واضحة ومحددة

• توفير فرص التعبير عن الرأي الجريءلجميع الموظفين

 

• ضم المواطنيين الى هيئات المراقبة الحكومية

• تقوية قدرات الاجهزة الحكومية الادارية والتنفيذية عبر تطوير قاعدة الموظفين وفق مستويات مهنية مؤكدة وتقديم التدريب المهني على احدث التكنولوجيات ودفع رواتب كافية لجذب الكفاءات المؤهلةجدا وجعل الترقية على اساس الاداء بدلا من تكون حسب الاقدمية

• اصلاح السلطة القضائية بحيث يكون القضاء عادل قريب غير مكلف حيادي

 

• توفير اليات بديلة لفض المنازعات كالتحكيم وغير ذلك

• اقامة نظام للمحققين في الشكاوى المقامة ضد الدولة حيث يتولى التحقيق موظف عمومي يعرف عادة بالقانون والادارة والاقتصاد خريج معهد ادارة عامة يتولى التحقيق مع الهيئات الحكومية التي تنتهك حقوق الافراد وانشاء مكاتب المحققين في الشكاوى المرفوعة ضد الدولة في كل مكان

 

• محاربة الفساد عبر سياسات خاصة مستقلة شرحناها في مقالات سابقة اهمها قيام نظام لامركزي لوظائف الحكومة عبر التركيز على المحليات

• تعزيزمبادئ حوكمة الشركات داخل شركات ومؤسسات القطاع العام كما فعلت الهند في تطبيق المبادئ الاولى لحوكمة الشركات العامة

• تشجيع تاسيس منظمات المجتمع المدني وازالة الحواجز القانونية والامنية التي تحول دون تاسيس هذه المنظمات حقائق ونتائج في العالم

• ان وجود الموظفيين المحفزين والذين لديهم المعرفة هو مفتاح رئيسي في صنع الادارة الرشيدة

• ان شحن الناس للعمل ضد بعضهم وعدم المساواة بينهم وتجميع القوة والسلطة في يد المدراء وحدهم يخرب الاصلاحات

 

• عند غياب مؤسسات المساءلة تصبح الموارد عرضة للضياع • تتمتع الدول ذات الاليات الجيدة للتعبير عن الرأي والمساءلة بمستويات اعلى من الدخل وبحماية للموارد وبنسب نمو اقتصادي دائمة وثابتة ومتنامية

 

• يستطيع أي مواطن في ايرلندا ان يشرح لك كل الاجراءات المطلوبة لاي امر ويعرف كل الناس حقوقهم بوصفهم مواطنيين ودافعي ضرائب ومستفيدين من المرافق العامة

• ينفي الفساد وجود الادارة الرشيدة

• لا مكان للفساد مع الادارة الرشيدة

 

ما نرجوه ان يتحقق لدينا في سورية الاصلاح المستمر والادارة الرشيدة وان تستفيد الحكومة من اصحاب الكفاءات العالية لانهم اكثر من يفهم ويعرف ويعمل لتحقيق الادارة الرشيدة وبشكل خاص حاملي قيم الادارة الرشيدة خريجي المعهد الوطني للادارة العامة وهنا نؤكد مرة ثانية على اعادة تقييم تجربة المعهد لاعادة الامور الى نصابها ونؤكد على احداث هيئة اوزارة الاصلاح والادارة الرشيدة لان الزمن لايتنظر ولا يرحم احد والعالم يركض ونحن نراوح في المكان وكل المؤشرات هي التي تقول ذلك وليس نحن

 

2011-10-01
التعليقات
متابع
2011-10-02 14:13:08
لن تبلغوا العلا
اعتقد بأن التقدم والازدهار لهذا البلد سيكون عندما نرى الرجل المناسب في المكان المناسب وليس الرجل المدعوم في المكان الحساس ، حيث نشاهد عدة اكاديميين موظفين دون عمل بسبب ترأس عنصر مدعوم من طرف ما وخوفاً على مركزه يبقي دائرته خارج الطريق

سوريا
عبد الرحمن تيشوري
2011-10-02 08:13:38
الى المواطن الاخ الاحصائي
انا زرت المكتب وبعض فروعه عام 2007 اثناء اعداد بحث عن الوظيفة العامة وشاهدت كل ما تتكلم عنه وكتبت ذلك في بحثي وقلت انه يجب اعادة النظر بكل مؤسسات الدولة واعطيت مثالا عن ادوات واساليب الا قتصاد القياسي - الايكو متريس -

سوريا
عبد الرحمن تيشوري
2011-10-02 08:08:53
من صنع الفشل والترهل لن يصنع التطوير والتحديث
لانستطيع بمسؤولينا الحاليين ( بعثيين – سلطويين – اداريين – وغيرهم.. ) تحقيق برامج الاصلاح والتطوير لان هؤلاء هم السبب فيما وصلنا اليه كما تشير الدراسات والارقام الى ان 75% من العاملين في الدولة اليوم يحملون شهادات ثانوية واعدادية علما انه لدينا 300 خريج يحملون شهادة عليا بالادارة والالاف ممن يحملون الماجستير والدكتوراة في اختصا صات الادارة؟؟؟!!! بلا عمل وتحت امرة من هو ادنى تأهيلا وما دون وهؤلاء بحكم تاهيلهم منخفض المستوى لايستطيعون ان يكونوا يد الدولة المفكرة وعقلها المدبر وعون للرئيس بشار الا

سوريا
عبد الرحمن تيشوري
2011-10-02 08:04:33
اشكر منبر سيريا نيوز اولا واشكركم جميعا ثانية
انا لم اقلل ان الحل فقط عند المعهد الوطني للادارة بل طالبت باحداث مؤسسة تقوم بذلك كما يفعل العالم لان اختراق الفساد يحتاج : يجب تحقيق اختراق في مؤسسة الادارة لاجتثاث الفساد اختراق مؤسسات الفساد والحزب والبحث عن سياسيين منحدرين من الادارة كفيل بانجاز الاصلاحات اختراق هذه المؤسسات الثلاث (الحزب – الفساد – الادارة -) التي ذكرتها مهمة صعبة تنتظرسيادة الرئيس بشار الأسد ، لكني أؤمن مخلصاً وصريحاً بأن التحدي الأكبر لهذا الشاب المتحمس لخدمة بلده ونظامه هو في قدرته على تشكيل قاعدة شبابية شعبية

سوريا
الصغير سيبقى صغيرا
2011-10-01 20:02:04
المسؤول
قال لي احد السفراء في احدى البعثات السورية عندما قلت له :انني احمل شهادة الماجستير واعمل حاجبا : الصغير سيبقى صغيرا والمسؤول سيبقى مسؤول

سوريا
موقف 2
2011-10-01 16:48:10
عن قرب
ونعود الآن إلى هموم الإدارة التي إن جعلناها تقتصر على خريجي المعهد الوطني للإدارة العامة نكون بذلك قد حرمنا الإدارة العامة من كفاءات مهمة ومختصةلاسيما وأنها هي التي قادت البلاد في المرحلة السابقة رغم وجود المحسوبية والواسطة والتي حققت نجاحات مهمة في مختلف الأصعدة إن الإدارة العامة ينقصها لدينا بشكل أساسي تعيين العنصر الكفء سواء حصل على شهادة المعهد الوطني أم لم يحصل فهناك مصادر واختصاصات ودورات أخرى يمكن الحصول منها على المعارف التي يأخذها خريج المعهد ومن خلال معرفتي ببعض خريجي المعهد لم أجد عند

سوريا
مراقب
2011-10-01 16:41:28
عن قرب
الكلام الذي تفضل به الأخ عبد الرحمن كلام إنشائي يجعل خريجي المعهد الوطني للإدارة العامة وكأنهم يحملون عصا سحرية لحل كل المشاكل في حين وع التركيز على الأسس العلمية لحل مشكلات الإدارة إلا أن العنصر الأساسي لحل هذه المشكلات هو وجود العناصر أو المدراء أصحاب الكف النظيفة مع العلم أنني شخصياً أعلم بوجودعدد من الأشخاص مارسوا الفساد بشكل واسع وانتسبوا للمعهد المذكور ،إن أمثال هؤلاء سيكونون أكثر فساداًلأنهم باعتقادهم أخذواغطاءاسمه المعهد الوطني للإدارة ونعود إلى هموم الإدارة والتي إن ركزنا فيها فقط على خ

سوريا
حسان
2011-10-01 11:04:38
مقال جيد فيه الكثير من المقترحات والحلول
إننا نفتقد كثيراً إلى مشاركة من لديه خبرة أو معرفة بالإدارة في أفكاره، ودفع هذا كثيرين إلى مطالبات غير منطقية وأفكار لا تستند على قاعدة مقبولة. العالم الآن يسير على معايير محددة وبعد تمارين افتراضية عديدة على القوانين قبل إقرارها والقواعد قبل إصدارها، مما يجعلنا نجرب كثيراً على الناس، والناس ليسوا حيوانات تجربة كما أعتقد. إن الكاتب وضع خطوطاً عريضة ولم يفصل في طريقة تطبيقها في مختصره، لكنه مع ذلك قدم أساساً منطقياً نظرياً جيداً أشكره عليه.

سوريا
مواطن إحصائي
2011-10-01 10:29:15
المكتب المركزي للاحصاء!!!!!!!!!!
أدعو الاستاذ عبد الرحمن الى زيارة ميدانية للمكتب المركزي للاحصاء ليرى بعينه التخريب والتدمير الاداري والقانوني والفني والأخلاقي ولترى كيف ان أسوء مكان في سوريا هو أحسن بكثير من وضع الاحصاء

سوريا