يقال فلان لديه بعد نظر وسعة افق وعلان يمتاز بقصر النظر وضيق الافق ويتم الحكم على فلان وعلان من قبل (العقلاء وانقياء الضمير) ليس لجمال شخصهما ولا لتسلسلهما الوراثي من عائلة عريقة الحسب والنسب والثروة والجاه بل لذكاء الإنسان وحكمته وأخلاقه ومسلكياته وعمق تفكيره وصوابية قراراته وحسن تعامله مع الآخرين والاخذ بالحسبان المقومات الذاتية والموضوعية وحساب المتغيرات والاحتمالات السلبي منها قبل الايجابي والنتائج المترتبة على قراراته او خطواته العملية الامر الذي يؤدي الى نهايات معقولة
اما الإنسان الضيق الأفق الذي لا يتجاوز تفكيره ابعد من اللحظة ولا ينظر إلى ابعد من انفه ولا تتجاوز حساباته اللحظة التي يعيشها ولا الجغرافيا الضيقة التي يتواجد فيها ولا يريد ان يرى إلا ما تسول له أنانيته بفعله وما يصب في مصلحته متناسيا كل ما عداها مستهترا بالإضرار التي قد تلحق بالآخرين بسبب مسلكياته حتى لو كانوا من اقرب الناس اليه فان مثل هذا الإنسان يخسر نفسه في نهاية المطاف بعد ان يجد نفسه في وحده معنوية مزرية علما ان ضيق الأفق ليس مرتبطا بظروف الانسان الذاتية والمكانية فمن العظماء من كان ضريرا ومنهم من كان سجينا ولكن أبدعوا من خلال أفق بلا حدود (البصيره) و لم تتمكن الجدران من محاصرتهم ولم يمنعهم فقدان البصر من رؤية الدنيا كما تخيلوها ببصيرته النافذة وكم من عيون جميلة مبصره شكليا ولكن أصحابها عمي البصيرة و بلا أفق لان منهم من لديه عقل لا يريد أن يستخدمه ومنهم من يدرك ولكن يستخدم عقله بالشر ومنهم قدراتهم العقلية محدودة والفئة الاخيرة غير ملامين لأنه ينطبق عليهم (اذا اخذ ما أوهب اسقط ما أوجب )