من يدعي ان نفسية الانسان لا تنعكس في كافة جوانب حياته فهو  يفتقر الى  القدرة على التحليل السليم لشخصية الانسان

ولو تابعنا تصرفات الانسان المضطرب نفسيا والغير متزن فهو  متسرع في الاجابة على الاسئلة او التجاوب مع ما يواجهه او طريقة تناوله طعامه او شرابه او ردوده بعصبيه وصوت مرتفع او قيادته لمركبته ويحاول الطيران لو كان على مركبته جناحين ويتجاوز المركبات بشكل خطر ويقود بسرعة زائدة وتهور ويستهلك الكثير من البترول والكوابح ولا يترك مسافات امان  

وفي علاقاته الاجتماعية من السهل عليه اقامة علاقة حميمه في دقائق وليس صعبا تدميره لعلاقه تاريخيه في ثواني معدودات والاعتداء الفوري الجسدي واللفظي بدل الصداقة والعلاقة القوية والانتقال من الحب الجارف الى العداء القاتل وليس من الصعب عليه ان يسمع قريبه او صديقه او زوجته موشحات وقصائد غزل في الحب والهيام والحرص والتضحية ولكن وبعد دقائق ينقلب الحال الى النقيض ويتحول المحب الحريص المتفاني  الى مخلوق يصرخ ويضرب ويكسر ويتلفظ ببذاءة منقطعة النظير ويصاب المراقب لهذا المشهد بالحيرة هل يعقل ان مثل هذا الإنسان شخص سوي أم بحاجه إلى علاج نتائجه غير مضمونه وكيف يمكن للإنسان الطبيعي التعامل مع هذه النماذج

 ولكن الحقيقة ان هذه النماذج لا تمتلك الشجاعة وهي تبدو قاسيه في مظهرها لكنها هشه وجوهرها فارغ وتحاول اثبات وجودها بطرق واساليب تفقدها المحيطين بها لانه لا يوجد عاقل يرغب في ان يتعايش في الواقع مع مستشفى امراض نفسيه مفتوح بل نجد اي  انسان عاقل يميل الى الابتعاد قدر ما يمكنه عن هذه النماذج وتقليل الاحتكاك بها لانها نافخات كير حتى لو كانت تبدو بشكل زجاجة عطر