syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الاقتصاد السوري ... لن ينهار !... بقلم : نزار علي

كثر في الآونة الأخيرة المبشرون بانهيار الاقتصاد السوري و الليرة السورية و يبدو أن هذه الإشاعة يراد بها التأثير على الواقع الاجتماعي لسورية و تحقيق نوع من الضغط أو نوع من العقوبات من المعارضة على الشعب ( وليس النظام) وباعتبار أن العقوبات الدولية أتت مخيبة لآمال المعارضة و باعتبار أن الشعب أصبح عدوهم كونه لم يستجب لدعواتهم المريضة, أحيانا نشعر أن المعارضة تريد ليس إسقاط النظام فحسب نشعر أنها تريد إسقاط الشعب السوري ككل  و نلاحظ هذه الرغبة الجامحة بتدمير الوطن من خلال متابعة ما يقولون عبر وسائل إعلامهم القميئة و المقرفة , لا شيء يدعو للغثيان و القرف أكثر من مشاهدة أبناء وطن معين يسعون بشكل محموم لتدمير وطنهم .


لاحظنا أنهم لا يستندون على أي مرتكز علمي في استشرافهم المستقبل بما يتعلق بالاقتصاد السوري و يمكن أن يفسر ذالك إما بغرابتهم عن الاقتصاد السوري أو بأنهم محكومين بأجندة خارجية هدفها التهويل و نشر الذعر و عدم الاستقرار و تحطيم الروح المعنوية للشعب.

 

بالنسبة للاقتصاد السوري فهو اقتصاد منغلق و البعض يعتبرون هذه الانغلاق نوع من السلبية أو نوع من نقطة الضعف و لكن في الحقيقة يعتبر هذا الانغلاق من أركان قوة الاقتصاد السوري فقد صمم الاقتصاد على الموائمة بين تلبية حاجات الأفراد  و بين تحقيق الاستقلال السياسي منذ فترة الثمانينات و حتى محاولات الانفتاح كلها تمت بشكل مدروس و مقيد .

 

لا يوجد في سورية سوق للأوراق المالية أو سوق للأوراق النقدية على نطاق واسع و بالتالي لا أحد يستطيع أن يضارب و يعبث بالعملة الوطنية أو برأس المال القومي .

 

هناك تقييد صارم على حركة رؤوس الأموال و حركة تحويل الأموال وحركة تبديل العملات بشكل أوتوماتيكي .. فالمصارف الأساسية في سورية هي ملك للدولة أما المصارف الخاصة والتي أخذت شكل شركات صرافة أكثر من شكل مصارف حسب المعايير الدولية ,, فهي مقيدة بقيود بقوانين و إجراءات صارمة و يجب أن لا ننسى أن هذه المصارف مرتبطة عضويا بالمصرف المركزي الذي هو ملك للدولة أيضاً.

 

بالنسبة للكتلة النقدية الموجودة في البلاد (بالليرة السورية ) تقسم هذه الكتلة إلى قسمين ..نقود مخصصة للاستهلاك و نقود مخصصة للادخار .بالنسبة للنقود المخصصة للاستهلاك فهي موجودة في أيدي المواطنين العاديين و الذين لا يملكون رؤوس الأموال و هؤلاء لن يقوموا بتهريب رواتبهم إلى لبنان هذا شيء مؤكد ....أما النسبة للنقود المخصصة للادخار فهي أغلبها موجود في المصارف التابعة للدولة ..أو المصارف الخاصة المسيطر عليها من قبل الدولة  (بغض النظر عن ملكية هذه الأموال).و بالتالي تستطيع الدولة ( النظام) التأثير على حركة هذه الأموال بعدة وسائل.

 

بقي فقط النقود المخصصة للادخار الموجودة في أيدي رجال الأعمال ( الكاش)..لنفرض أنه قام قسم منهم بالهرب بهذه النقود ماذا سيؤثر ذالك على الاقتصاد القومي ؟؟ إن هذه النقود هي في الأساس خارج التداول و لن يؤثر خروجها على الاقتصاد بشكل ملموس بل على العكس لو أنه تم طرح هذه النقود للتداول لكان حصل نوع من زيادة غريبة في الطلب على السلع الاستهلاكية مما يؤدي إلى التضخم .....و حتى لو حصل هذا التضخم فهو حل لمشكلة البطالة من المعروف أن معدل البطالة يتناسب عكسا من معدل التضخم.

 

بالنسبة للعقوبات الأوربية و التركية حديثا و موضوع عدم شراء النفط من سورية الذي سيؤثر على مخزون القطع الأجنبي في المصارف السورية (حيث اضطرت الحكومة لتقييد عملية منح إجازات الاستيراد )هذا العقوبات ضعيفة التأثير لأن النفط هو بحد ذاته سلعة شبه كاملة السيولة وهناك المئات من الشركات التي لم تعترف بالعقوبات التي تستطيع شراءه و إعادة بيعه لطالبيه  في أي مكان في العالم و تزويد الخزانة بالقطع الأجنبي..

 

بالنسبة للقطاع الصناعي في سورية وهو قطاع حيوي في أي اقتصاد حتى لو كان متخلفاُ, سيستفيد من موضوع تقييد حرية الاستيراد بشكل مؤكد خصوصا قطاع الألبسة و مواد البناء و الإكساء و أي صناعة أخرى تضررت من عملية فتح الأسواق للسلع الأجنبية ( خاصة التركية). و من المعروف أنه حتى لو كانت كلفة استيراد سلعة ما أقل من كلفة تصنيعها محليا تظل السلعة المحلية مستحقة الدعم و أكثر خدمة للاقتصاد الوطني لأن نسبة مساهمة صناعة و بيع سلعة محلية في الدخل القومي أكبر بكثير من نسبة مساهمة استيراد نفس السلعة و بيعها في السوق حتى لو كان هامش الربح أكبر في الحالة الثانية .

 

أما القطاع الزراعي عامود الاقتصاد السوري فعلى ما يبدو سينتعش هذه السنة فلم يكد يبدأ شهر أيلول بالتقويم الشرقي حتى هطلت الأمطار مما جعل المزارعين يستبشرون خيراً هذه السنة ناهيك عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في السنة الفائتة بسبب تجاوز الكثير من المناطق المعدل السنوي للهطول ..من المؤكد أن هذه المقالة المليئة بالأخبار الجيدة و التي تبعث على التفاؤل ستكون ( حسب النظرية النسبية لأنشتاين ) (   Theory of relativity ) ستكون محببة لكن من يحب وطنه سوريا و ستكون ثقيلة الدم ومكروهة لكل من يكره وطنه ( بغض النظر إذا كان من المولاة أو المعارضة ) فأي الشخصين أنت ؟؟؟

 

2011-10-03
التعليقات
solaiman
2011-10-05 20:46:57
سوري
الحقيقة أن القائمين على الإقتصاد السوري غامضون جداً فلا أرقام متوفرة ولا معلومات موثقة وهذا برأيي سر قوة الإقتصاد السوري أتمنى التوفيق للكاتب وننتظر مقالات جديدة له

سوريا
نزار
2011-10-05 10:08:09
شكرا لتعليقاتكم
إلى جميع من شارك بالتعليقات ..شكرا و الجدير بالذكر أن هذه المقالة تشرح استحالة انهيار الاقتصاد السوري و لكنها لم تتطرق إلى موضوع تضرر الاقتصاد الذي هو شيء مؤكد ..الأخ مراقب نلاحظ فعلا تضرر قطاع السياحة و النفط و لكن ليش بالشكل الذي نستطيع أن نقول فيه أن الاقتصاد سينهار ..بتصوري يستطيع الاقتصاد أن يصمد في ظروف مماثلة أكثر من خمسين عاماُ.أما من الناحية السياسية و الاجتماعية إن الذي خسر عمله بسبب الأجواء لن يحمل النظام المسؤولية بل سيحمل قادة المعارضة من الخارج المتعاملة مع دول عدوة لسورية.

سوريا
أبو الشباب
2011-10-05 08:50:29
ملخص سريع للمقالة
هاد ملخص المقالة حسب ما فهمت: "لن ينهار الاقتصاد السوري لأنه أصلاً منغلق وكسيح وغير موجود، ولأن البلد تدار كمزرعة أصلاً، وعلى الرغم من انقطاع أكثر من 50% من مصادر الدخل فلن يحصل انهيار فالحل بسيط وجاهز. 1. ذبح بعض الغنمات. 2. تجويع الغنمات الآخرى. هكذا تنخفض النفقات وتبقى المزرعة شوكة في عيون كل جيرانها الحاقدين المغرضين وتكون قد تغلبت على المؤامرة. معلومة مهمة: كاتب المقال سمعان بأنشتاين، وبيقلكن اللي ما بتعجبه المقالة بيكون يا عيب الشوم عليه".

سوريا
أبو الشباب
2011-10-05 08:46:20
والدليل على كلامك
كلام رائع والدليل أني كمستثمر (سابق) صرفت كلشي معي سوري لدولار (بالسوق السودا مو بسعر حكومتك)، وهربت برات البلد بعد ما صرفت هالكم عامل اللي كانو عندي. طبعاً فيك تخوني بس أنا مالي مستعد أشحد ويجوعو ولادي مشان المسؤولين الأكارم يصيروا مليارديرية. وخليهن بالأول يحطوا مصاريهن بالبنوك السورية بدال الأوروبية اللي شطبوها من عالخارطة. عفكرة آخر جملة بمقالتك ذكرتني بالإيميلات تبع الدين "إذا أرسلت الرسالة لعشر أصدقاء سيكتب لك بيت في الجنة.. هل سيمنعك الشيطان عن إرسالها؟".. هههههه

سوريا
عاشق الهجرة
2011-10-04 21:46:42
ضياعة وقت
يالطيف شو متفائل بس غريبة انا ليش تقلعت من الشركة يلي خسرت الملايين !!! وليش منعو الاستيراد وليش وليش ....حبيبي الاقتصاد منهار قبل ماتبلش الاحداث مو من اليوم. ان شاء الله نعيما

سوريا
أديب موالة
2011-10-04 15:51:45
كيف يعني ؟؟؟
كيف تهريب ادخار رجال الأعمال لن يؤثر على الاقتصاد لأنه أصلا خارج التداول ؟؟؟ هل نسيت انه لن يهرب بالليرة السورية بل سيتم بالدولار بما سيؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار و هبوط قيمة العملة المحلية !!!

سوريا
بطل الابطال
2011-10-04 10:15:17
ياريتك ماغزيت
اولا انا مواطن عادي مسحوق مثل غالبية الشعب ولست منتفعا وبالتالي فانا حر وليس لي معلمين ويقتضي ذلك انني اتحرى قول الحقيقة ، دخلنا الشهر السابع في الازمة ومنهم من يتجاهل وجود ازمة ومنهم من يحاول تصغيرها وكان الهم الاكبر للعثور على طريق لحل الازمة هو المحافظة على السلطة وعليه فاختير الحل الامني دون النظر لمصلحة الشعب وهنا تفاقمت الازمة ودخلنا دوامة لاتعرف مخرجا فالدماء التي تسيل ليست ماء والمشكلة لم تعد محصورة بانهيار اقتصاد من عدمه المشكلة اصبحت الان انهيار الدولة ، فشكرا لمساعيكم ولمكابرتكم .

سوريا
مراقب
2011-10-04 08:49:57
اهلين اقتصاد
تخبط واضح في تحليل الكاتب. يعني شلون ما راح تتاثر او تنهار الليرة بعد ان انهار اكبر اساسين اقتصاديين لها و هما السياحة23% و البترول 28%؟ هذا عدى عن قرار وقف الاستيراد وتنشيط التهريب و خربان بيوت الشركات التجارية بعد ان تم تدمير بيوت الصناعيين و من قبلهم المزارعين. اصلا من هلق و رايح لازم يزيد ايمان الناس بالله لانو متل هيك اقتصاد بدو قدرة الهية لحتى تمشيه. و بعدين نظرية النسبية لاينشتاين مو راكبة بالمرة بهالمقالة وما بعرف ليش الكاتب مدخلها بالموضوع

سوريا
نزار
2011-10-03 23:18:22
إلى بطل الأبطال
الاقتصاد السوري قطعا تضرر لا أحد ينكر ذالك و الفضل يعود للمعارضة مبروك عليكن هالإنجاز معلمينك صحيح لعبوا صح و قدرو يأثروا عالاقتصاد السوري قدروا يرجعوا البلد لورا عشر سنين ..مبروك هالإنجاز شو الخطوة التالية ؟؟ قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين بالتعاون مع دول أجنبية ؟؟ حلو برنامج وطني و الشعب رح يحبكن كتير اذا انتبهت المقالة مانا حول عدم تضرر الاقتصاد السوري ..المقالة حول عدم إمكانية انهيار الاقتصاد السوري .

سوريا
محلل
2011-10-03 22:08:51
تخبيص
*أما النسبة للنقود المخصصة للادخار فهي أغلبها موجود في المصارف التابعة للدولة .أو المصارف الخاصة المسيطر عليها من قبل الدولة (بغض النظر عن ملكية هذه الأموال).و بالتالي تستطيع الدولة ( النظام) التأثير على حركة هذه الأموال بعدة وسائل*. كلامك ذكرني بالنظرية الشيوعية في زمن الاتحاد السوفيتي. نظريا هالله هالله و عمليا يعلم الله. يعني شو بدي رد لرد. تحليلاتك من اصلها غلط جملة و تفصيلا. و للرد عليها لازمها مقالة اكبر منها. بس الظاهر إماانك مالك علاقة بالاقتصاد من اساسه او انك خريج كوريا الشمالية

سوريا
بطل الابطال
2011-10-03 18:10:44
ياريتك ماغزيت
لا أعرف ماهي الاسس العلمية التي اعتمدتها في مساهمتك هذه ولككني أكاد أجزم انك خريج احدى الدول الشرقية التي تم ايفادك اليها من اموال الشعب : بكل الاحوال انا لست بالمستوى العلمي لاناقشك في صحة ماورد من عدمه المؤكد ، ولكن لدينا مايجري على أرض الواقع ، فانخفاض سعر صرف الليرة مؤشر ، تناقص احتياطي العملات مؤشر أخر وتعليق الاستيراد مؤشر ثالت وبتحب اسردلك اكتر ولا بتسحب مقالتك واحسن ماطمنا خوفنا حتى ناخد حذرنا شورايك مو بيكون احسن ةلا معلمينك دبروا حالهن وطالعو أموالهم لبرا

سوريا
حلبي
2011-10-03 11:13:13
حكي
الحكي كتير والمواطن مسحوق سحق

سوريا
سامر عبد الرؤوف
2011-10-03 08:23:03
أنشتاين
أنا معك بكل الذي قلتة إلا فيما يتعلق بنظرية أنشتاين بدون زعل مالها علاقة بالموضوع و شكرًا

سوريا