يقولون أن "الحب أعمى" فكيف إذا الذي وقع في حب شخص ذكرا كان ام انثى أعمى فعلاً كيف يمكن أن يكون الشعور يا ترى؟
نحن نتذكر الأغنية الأجنبية القديمة التي تتكلم عن قصة حب شخص يقع في غرام انثى لا تدري بحاله, وإنما تهرب دائماً كي لا تقع في فخ الشعور بالشفقة التي يشعر به غالبيتنا تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن شعور الحب بالذات ألا يتعدى هذا الشعور ؟
إليكم ما تخيلت وما شعرت إزاء هؤلاء الضريرين اللذين يقعون في حب أحدهم... وأنا أعمى
نعم بكِ أبصرت الحب وأنا أعمى
أيا ليتني لم أُبصرِ
فلا تقولي كفى! ولا تغادري
ولا تشفقي على قلبي
وعلى نفسك لا تتحسّري
***
أَوَ تنكرين معرفتك بي الآن
و منذ عامين عرفتني
وجدِّتِنِي بين صفحاتٍِ كتبْتُها
ومع ذلك قلت الآن أضعتني
***
كم مرةً برفقتي أردتِّ التواجدَ
وإن أخلفتُ وعداً ظلمتني
خوفي حين ألقاكِ و تري فيّ العمى
تخشين على قلبك مني فتهربي
***
أما الآن وقد عذرتِ مني ابتعادي
وأنا راقدٌ هنا وحدي في العَتَبة
كوني ضريرٌ ما مُنعت عن الهوى
حين لبّى قلبك النداءاتَ من رواياتي
***
فتحت لي باباً على الدنيا
فلي رجاءٌ عندك ألاّ تغلقيه
إن كان العمى بيننا حاجزاً
فقلبي لك يسمعك ويراكِ
***
الظلام شتاءٌ باردٌ قاسٍ يجتاحني
وصوت البومة الساهرة على النافذة
تقلق مني راحتي إن غفوت
وصدى الصمتِ في غرفتي الشاحبة
يؤرقني ويزيدني غربةً إلى غربتي
***
شاءت الأقدار أن أهواكِ
فلا تقفي عكس التيار
وإن شئتني أن أنساك
وأن تبقي ذكرى على صفحاتي
فقلبك له وحده أن يختار
***
ها قد علمتِ ما قاسيتُ من حبي ومن ألمي
ورأيت فيّ ما حُرمتُ أن أراه في نفسي
وواساك مَن حوْلَنا في حظك العاثر معي
وقيل في حبنا ما يكفي من أقاويل
أن دعيه....أن دعيه
لذا عديني في آخر زيارة لك إلى عليتي
بأن تساعديني أن أُتمّ ما بدأت من سطور
وأسمعيني القصة ذاتها أسمعيني
أَدخلي عالمي ولو ساعةً القليل من النور
ولا تتوقفي عن القراءة
فما تقرئين الآن
هي أسطورة حبي الأعمى لك
***
يكفيني ضياء المصباح بين يديك
فأنا أشعر باحتراق الزيت فيه
وأشعر بجذوة تلك النار
كما هي النار التي أشعلت في داخلي
وأتخيلك وأرسمك
بتفاصيل وجهك الملائكي
***
فما رأيتك يا حبيبتي
إلا في الظلام....!
وما استطعت أن أحبك
إلا في الظلام....
ولن أستطيع!
لذا ابقي مستيقظة الليلة فقط
ولا تنامي أو تغفي
فصوتك الآن هو الدفء لقلبي
في شتائي الدائم الحزين
ولتبقِ لي حلماً جميلاً
فلا جدوى من حياةٍ
طالما كانت بلا نورٍ حياتي
رؤية جديدة و جميلة ، (فما رأيتك يا حبيبتي إلا في الظلام....! وما استطعت أن أحبك إلا في الظلام.... ولن أستطيع!) أظن قصديتك تصلح للبصر و البصيرة ، شكرا لك
بشكل طائش ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه صاح الجنون نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بك ؟ لقد افقدتك بصرك ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟ أجابه الحب :- لن تستطيع إعادة النظر لي , لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي (كن دليلي ) وهذا ماحصل من يومها يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ إليكم , أنا آتٍ إليكم كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه ثم ظهرت الرقّه المختفية في القمروبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس واشار الجنون على الشوق ان يرجع من باطن الأرض الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعد الآخر ماعدا الحب كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب واقترب الحسد من الجنون , حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون قال :- الحب مختفاً بين شجيرة الورد إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد
وذهب الولع بين الغيوم ومضى الشوق الى باطن الأرض الكذب قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه لقعر البحيرة واستمر الجنون :- تسعة وسبعون , ثمانون , واحد وثمانون خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيهاماعدا الحب كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجيء لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب تابع الجنون :- خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون وعندما وصل الجنون في تعداده الى :- المائة قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها
فى قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معاً وتشعر بالملل الشديد ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصيةاقترح الإبداع لعبةوأسماها الأستغماية أو الغميمةأحب الجميع الفكرةوالكل بدأ يصرخ : أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا أن أبدأ الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد وأنتم عليكم مباشرة الأختفاءثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ واحد , اثنين , ثلاثة وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء وجدت الرقه مكاناً لنفسها فوق القمروأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة
تحتاج الى تحليل فلسفي لأنها تعبر عن صراع داخل شخصك الكريم يتفاعل مع عواطف الكفيفين لترتقي بالإنسان داخلك و لتسمي بالروح جمالا فوق كل جمال...و لتضعي في النهاية بصمة الأنسنة و البراءة كون الأعمى يرسم بلا ألوان..يرسم لونا واحدا هو قلبك الذي أبدع هذه الكلمات...دمت بخير
.أجل الحب الذي أوقد نارا داخلي صهرت كل القيم والمبادئ و الخوف والدموع , لتصب في بوتقة دائمة الاشعاع ,يتحول الى نواة ليصبح حبا نوويا يأخذ طاقته من الحب نفسه , ثم ينير العالم و تغزو أشعته الكون مخترقة كل الستائر والمظلات.