syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
العلمانية والدين-أوروبا (1)... بقلم: الدكتور المهندس أكرم شحيدة

يعود ظهور مفهوم العَلْمانية إلى العصور الوسطى وتحديداً في العام 1648 عند توقيع صلح "وستفاليا" الذي أنهى الحروب الأهلية في أوروبا وقاد إلى ظهور الدولة القومية الحديثة.


يقول د. عبد الوهاب المسيري في كتابه العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، المجلد الأول، ص 5 " انتشرت في الآونة الأخيرة مصطلحات مثل: التحديث والتنوير والعقلانية والعَلْمانية ... إلخ. وأحرز المصطلح الأخير على وجه الخصوص شيوعاً غير عادي في منطقتنا العربية والإسلامية، بل على مستوى العالم، بحيث أصبح واحداً من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلي (الاجتماعي والسياسي والفلسفي) الحديث في الشرق والغرب".

ويقول في كتاب العلمانية تحت المجهر الذي اشترك في تأليفه مع الدكتور عزيز العظمة، ص 11-15 " يرد في المعجم الفكري والسياسي العربي عدة مصطلحات مثل "الاستنارة" و"التحديث" و"العولمة" شاع استخدامها، وانقسم الناس بخصوصها بين مؤيد ومعارض.

 ولعل من أكثر المصطلحات شيوعاً وإثارة للفرقة مصطلح "العَلْمانية" الذي يتم الحوار أو الشجار بخصوصه بحدة واضحة، تعطي الانطباع بأن هذا المصطلح محدد المعاني والأبعاد والتضمينات. ولكن إذا دققنا النظر قليلاً، وجدنا أن الأمر أبعد ما يكون عن ذاك، والمصطلح هو ترجمة لكلمة Secularism الإنجليزية، وكان معنى المصطلح في البداية محدود الدلالة ولا يتسم بأي نوع من أنواع الشمول أو الإبهام، إذ تمت الإشارة إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة وحسب، بمعنى "نقلها إلى سلطات غير دينية"، أي إلى سلطة الدولة أو الدول التي لا تخضع لسلطة الكنيسة.

 وفي فرنسا، في القرن الثامن عشر، أصبحت الكلمة تعني (من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية) "المصادرة غير الشرعية لممتلكات الكنيسة". أما من وجهة نظر المفكرين الفرنسيين المدافعين عن مثل الاستنارة والعقلانية المادية والمعروفين باسم "الفلاسفة" (ويشار إليهم أيضاً باسم "الموسوعيين")، فإن الكلمة كانت تعني "المصادرة الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة". ولكن المجال الدلالي للكلمة اتسع، وبدأت تتجه الكلمة نحو مزيد من التركيب والإبهام على يد جون هوليوك (1817 – 1906) أول من صك المصطلح بمعناه الحديث وحوّله إلى أحد أهم المصطلحات في الخطاب السياسي والاجتماعي والفلسفي الغربي.

 

 وقد حاول هوليوك أن يأتي بتعريف تصوَّر أنه محايد تماماً (ليست له علاقة بمصطلحات مثل "ملحد" أو "لا أدري"). فعرَّف العَلْمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية، دون التصدي لقضية الإيمان، سواء بالقبول أو الرفض". والحديث عن "إصلاح حال الإنسان" ليس حديثاً محايداً كما قد يبدو لأوّل وهلة، فهو يفترض وجود نموذج متكامل ورؤية شاملة (للإنسان والكون) ومنظومة معرفية قيمية يمكن "إصلاح حال الإنسان" حسبها.

 

 والتطور اللاحق لمعنى المصطلح لم يساعد الأمر كثيراً، فقد تقلص عند بعض المفكرين بحيث أصبح يعني "فصل الدين عن الدولة". وهي من أكثر التعريفات شيوعاً للعَلْمانية في العالم، سواء في الغرب أو في الشرق".

 

وقد تماثلت معاني هذه الكلمة في مصادر عالمية معروفة. ففي قاموس المورد تعني حرفياً "الدنيوية" أو "المذهب الدنيوي". وفي دائرة المعارف البريطانية "هي حركة اجتماعية هدفها توجيه الناس إلى الاهتمام بالدنيا وعدم الاهتمام بالآخرة مضفية على نفسها نزعة إنسانية". أما في قاموس أوكسفورد، فتعني دنيوي، مادي، و لا ينبغي للدين أن يكون أساس التربية والأخلاق.

 

أما عربياً، فقد اعتمد مجمع اللغة العربية تعريف العَلْمانية بأنها " مشتقة من العَلْم، أي العالم أو الدنيا، والعلماني هو خلاف الديني أو الكهنوتي". "ومن هنا يتبين أن ضبط المصطلح (العِلمانية) بالكسر خطأ من وجهين: 1. أن العِلمانية بالكسر هي في الإنجليزية Scientisism، وليس Seculaism وتعني بالعربية المذهب العلمي. 2. ان هذا الخطأ المتعمد يراد به التعمية أحياناً حتى يظن القارئ أنه المذهب العلمي الذي يعلي من شأن العلم.، لترويجه وضمان قبوله لدى المثقفين. وقد أدى هذا الخلط المتعمد إلى انقسام الناس إلى مؤيد ومعارض للعلمانية(1)"

 

. ومما تقدم وبالاستناد إلى مراجع أخرى (2)، يتبين أن العَلمانية اسم لمذهب (فكري، عقدي، اجتماعي) يهدف إلى حمل الناس على إبعاد الدين عن حياتهم ويهدف سياسياً واقتصادياً إلى جعل القوانين الوضعية هي أساس السياسة والاقتصاد دون الاستناد إلى الدين. كما يهدف اجتماعياً وتربوياً إلى خلق نظام اجتماعي يستمد قيَمَه من الفلسفات البشرية وأسس التضامن الاجتماعي وصرف الناس عن العمل للآخرة وقصر اهتمامهم على ملذات الحياة. كما يهدف إلى قصر الإيمان بالمادة المحسوسة ورفض الإيمان بما لا يدرَك.

 ويعود ظهور العلمانية في أوروبا إلى الأسباب التالية:

 1.     فقدان الثقة في الكنيسة كمصدر للمعرفة وسلطة للتوجيه.

 2.     نمو البحث العلمي المضاد للفكر الكنسي الديني، وانبهار الناس بنتائجه القريبة من الفهم والإدراك.

 3.     اتخاذ الأوروبيين موقف العداء تجاه الدين ورجاله.

 4.     نجاح الثورة الفرنسية في إقامة أول دولة لا دينية في أوروبا.

 5.     نظرية التطور التي كانت إيذاناً بانتهاء وصاية الكنيسة الفكرية على أوروبا وانسحابها من الميدان إلى الأبد.

  


 (1) التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القرآن الكريم، عرض ونقد، منى الشافعي، جامعة الأزهر، 1429 هـ، ص 44.

 (2) سقوط العلمانية، أنور الجندي، بيروت، 1973. العلمانية-نشاتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة، د. سفر الحوالي، 1998.

2010-11-11
التعليقات
محسن سالم
2010-11-13 18:06:42
١٤- المواطن الصالح يهتدي بعقيدة صالحة
أشكر الأخ د. المنهدس أكرم شحيدة جزيل الشكر على أصالته العلمية وعلى حواره البنّاء الرفيع. وعلى ذكر الصلاح ، فكثيرا ما نسمع بحرص الدول على إنشاء المواطن الصالح ، إعتمادا على مفهوم العلمانية للوطنية وللصلاح!! الجندي الروسي الذي كان يحرق قرى آمنة كان في ميزان بلده مواطنا صالحا ، والمدفعي الفرنسي الذي كان يقصف بيوت دمشق كان في ميزان فرنسا مواطنا صالحا!!. الإسلام يحرص على بناء الإنسان الصالح الذي يصلح في الأرض على ضوء المنهج الرباني العادل الذي لا يشوبه هوى الناس وانحرافهم بالمفاهيم.

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-12 20:12:49
إلى الأستاذ م. جميل السيد
أشكرك على الأسلوب الرصين في الحوار. ما عرضتُهُ حتى الآن هو محاولة للتوصيف بشكل موثّق وبعيداً عن التعميم. ماذكرته صحيح عن كون الإنسان يمكن أن يكون صالحاً بغض النظر عن انتمائه العقيدي. الخطير في الأمر عندما نعتبر أننا نمتلك الحقيقة المطلقة. وهذا يشمل جميع الاتجاهات كما وضحه بشكل مفصل د. روجيه غارودي في كتابه "الأصوليات المعاصرة". ليست المشكلة في العقيدة مهما كان مصدرها، إنما المشكلة في كيفية تطبيقها على الذات وعلى الآخر.

رومانيا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-12 20:04:08
شكر خاص للأخ محسن سالم
في الحقيقة، لقد شعرت بالغبطة من حجم ونوعية المشاركات التي قدمتموها. إنها تعكس عمق ثقافتكم وتأكيدكم على أن الحوار الحضاري بعيداً عن التشنج هو أحد أهم العوامل التي تمكننا من تحقيق الفائدة المرجوة من تلاقح الأفكار كما قال الإمام الشافعي (رض): "رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيك صواب يحتمل الخطأ". وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدلّ على أن إعطاء المساحة للرأي الآخر، يمكن أن يسهم بشكل حقيقي في تجاوز الصعوبات.

رومانيا
محسن سالم
2010-11-12 15:59:27
١٣- كلا لم يكن الدين في ذاته هو مصدر السوء
فلم يكن (الدين) فى ذاته إذن هو مصدر السوء فى الحياة الأوروبية فى تلك الفترة ( ولنذكر أن أسبانيا – وهى جزء من أوروبا – كانت مزدهرة فى نفس الوقت بتأثير دين الإسلام - الدين الصحيح ، كذلك كانت صقلية وغيرها من الأصقاع الأوروبية التى دخل فيها الإسلام ) إنما كان (فساد الدين) هو السبب فى ذلك الظلام الذى اكتنف أوروبا فى قرونها الوسطى المظلمة الحالكة السواد. لقد نهض الإسلام بقبائل العرب وغيرهم من الأمم التي اسلمت بعد انحطاط وضلال ليكونوا خير أمة اخرجت للناس فهذا هو أثر تطبيق الدين الصحيح.

سوريا
محسن سالم
2010-11-12 15:56:31
١٢- إنما بالإسلام تمدنت حواضر المسلمين
ويقول ليوبولد فايس (محمد أسد) فى كتابه (الإسلام على مفترق الطرق): وأمام أبصار العلماء والمفكرين الأوروبيين ، ظهرت مدنية مهذبة راقية خفاقة بالحياة... ولكن الذى صنعه العرب كان أكثر من بعث لعلوم اليونان القديمة ، لقد خلقوا لأنفسهم عالما علميا جديدا تمام الجدة ، لقد وجدوا طرائق جديدة للبحث وعملوا على تحسينها ، ثم حملوا هذا كله بوسائط مختلفة إلى الغرب. ولسنا نبالغ إذا قلنا إن العصر العلمى الحديث لم يدشن فى مدن أوروبا النصرانية ، ولكن فى المراكز الإسلامية:فى دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة.

سوريا
محسن سالم
2010-11-12 15:52:27
١١- أثر الإسلام في تكوين العقل الحديث
يقول (راندال) فى كتابه (تكوين العقل الحديث): وبنوا (يقصد المسلمين ، وإن كان يستخدم لفظة العرب تحاشيا لذكر المسلمين !) فى القرن العاشر فى أسبانيا حضارة لم يكن العلم فيها مجرد براعة فحسب ، بل كان علما طبق على الفنون والصناعات الضرورية للحياة العملية ، وعلى الإجمال كان العرب يمثلون فى القرون الوسطى التفكير العلمى والحياة الصناعية العلمية اللذين تمثلهما فى أذهاننا اليوم ألمانيا الحديثة.

سوريا
محسن سالم
2010-11-12 15:32:37
١٠- الحرية الفكرية .. تلك ارساها الإسلام
ويقول روجر بيكون ( فى القرن الثالث عشر الميلادى ) : (من أراد أن يتعلم فليتعلم العربية لأنها هى لغة العلم ) . لقد وجدت أوروبا حين احتكت بالمسلمين عالما عجيبا بالنسبة إليها ، ليس فيه بابوات ولا رجال دين ! وليست فيه أسرار عقيدية يختص بعلهما فريق من الناس دون فريق .. وليس فيه ( نبلاء !) يستعبدون الناس فى إقطاعياتهم .. وليس فيه حجر على العقول أن تفكر ، ولا حجر على العلم أن يبحث ويجرب وينشر أبحاثه على الناس .

سوريا
محسن سالم
2010-11-12 15:30:38
٩- ليست النهضة بالعلمانية إنها بالإسلام
يقول التاريخ أن أوروبا بدأت تخرج من ظلمات قرونها الوسطى المظلمة حين احتكت بالمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ، سواء عبر الحروب الصليبية أو البعوث التى بعثتها للتعلم فى مدارس المسلمين فى الأندلس بصفة خاصة ، وفى صقلية وغيرها من البلاد التى نورها الإسلام . بل تقول الروايات التاريخية إن رجال الدين المسيحى أنفسهم كانوا يتعاطون الثقافة الإسلامية فى تلك المدارس ، أو فيما ينقل منها إلى اللغات الأوروبية ، وإنهم كانوا يترقون فى مناصب الأكليروس بقدر ما يحصلون عليه من تلك الثقافة

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-12 13:21:23
إلى الأخ برهان محمد سيفو
حقيقة أن المقال ليس متناقضاً. فما أوردته في المقال، جاء في سياق تطور مفهوم العَـلْـمانية، لأنها لم تأتِ منذ البداية بفكرة فصل الدين عن الدولة. أما موضوع فصل الدين عن السياسة، فهو كلام حق يراد به باطل. لأننا عندما نعتقد بوجود خالق للكون وإليه يرجع كل شيء ومنه يبدأ التشريع، فعندئذ لا يمكننا الفصل بالشكل الذي تروّج له العَلْـمانية. أما عندما تكون عقيدتنا دينية-براجماتية كما في السياسة الأمريكية مثلاً، فالتبرير لقهر الآخرين باسم الإله ليس عَلْـمانية، وإنما تشويه لكل ما هو إنساني. ولك تسميته ما تشاء.

رومانيا
م.جميل السيد
2010-11-12 06:27:57
وجهة نظر مدعومة من قوى غيبية
شكرا للدكتور كاتب المقال.. و انا اوجه رسالتي الى مثقف: بغض النظر عن محاولاتك دخول الجنة و اثبات طريقتك بالحياة التي تشارك بها افراد مجتمعنا. انا لا ارى اي مشكلة اذا كانت العلمانية تفصل الانسان عن الدين اذا كان الدين لا يطور الانسان لا اخلاقيا و لا اجتماعيا. اعرف الكثير من اللادينين و هم اكثر اخلاقا و مبادئ من المتدينيين البراغماتيين الذين يبررون كل اعمالهم الشريرة باسم الدين, بينما لا تجد هذا عند العلماني.. و شكرا مرة اخرى و بانتظار المزيد .ز عسى ان تجد في مراجعك نفس الاسباب التي جعاتني علماني

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-11 20:03:20
إلى الأخ متابع
نؤكد لكم أننا لا نقوم بترديد آراء الآخرين. لكننا نحاول أن نعرض مختلف الآراء بأسلوب محايد وموثق وبعيد عن التشنج. وسوف تستنتجون ذلك في الأجزاء القادمة. وفي النهاية، سوف نبدي رأينا الشخصي في ما عرضنا علّنا نصل بمشاركاتكم البنّاءة إلى بعض الحلول. وللحديث بقية. شكراً لك.

رومانيا
برهان محمَّد سيفو
2010-11-11 19:55:49
عذراً فالمقال متناقض
لقد قلتم أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة(أي عن السياسة)‘ثم ذهبتم عكس الاتجاه حينما قلتم أن العلمانية هدفها إبعاد الدين من حياة النَّاس و إغراقهم في الملذَّاتِ ...! حصل لديكم خلط مقصود سيدي الكريم، فتحدثت عن العلمانية في النتيجة ملبساً إياها ثوب مصطلح آخر لا يناسبها هو : "النزعة العلموية الغربية "،لا أعلم كيف للصراع الإيديولوجي أن يحولنا من ناس يتفكرون، إلى تابعين للتشدد يعمي بصيرتنا،ناقشوا لكن بأمانة و انفتاح: فالعلمانية تعني حصرا المباعدة بين الدين و السيّاسة،و بالتالي ففيها لا مكان لدولة الفقية ،و لا مكان فيها لدولة القطب فهي دولة مؤسسات لكلّ المواطنين ... احترامي.

سوريا
برهان محمَّد سيفو
2010-11-11 19:54:32
عذراً فالمقال متناقض
لقد قلتم أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة(أي عن السياسة)‘ثم ذهبتم عكس الاتجاه حينما قلتم أن العلمانية هدفها إبعاد الدين من حياة النَّاس و إغراقهم في الملذَّاتِ ...! حصل لديكم خلط مقصود سيدي الكريم، فتحدثت عن العلمانية في النتيجة ملبساً إياها ثوب مصطلح آخر لا يناسبها هو : "النزعة العلموية الغربية "،لا أعلم كيف للصراع الإيديولوجي أن يحولنا من ناس يتفكرون، إلى تابعين للتشدد يعمي بصيرتنا،ناقشوا لكن بأمانة و انفتاح: فالعلمانية تعني حصرا المباعدة بين الدين و السيّاسة،و بالتالي ففيها لا مكان لدولة ا

سوريا
محسن سالم
2010-11-11 19:41:02
٨- شرود أوربا إلى العلمانية غير مُبرَر
ومن هنا نقول أن الظروف التى أحاطت بالدين فى أوروبا تفسر ولا تبرر . . تفسر شرود الناس فى أوروبا عن الدين ولكنها لا تبرره .. فإنه لا شيء على الإطلاق يبرر بعد الإنسان عن خالقه ، ونبذه لعبادته على النحو الذى افترضه على عباده ، سواء بالاعتقاد بوحدانيته سبحانه ، أو بتوجيه الشعائر التعبدية إليه وحده ، أو بتنفيذ شريعته ، فهذا التصرف المنحرف من الإنسان الذى نبذ الدين وابتعد عن الله ، هو الذى قال الله فيه {بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } أى أنه لا يقبل منه عذر فيه.

سوريا
محسن سالم
2010-11-11 19:31:35
٧- نشوء العلمانية في أوربا أمر منطقي
وكما اورد حضرة الكاتب من فقدان الثقة في الكنيسة ، فإن نشأة العلمانية في أوروبا تبدو أمرا منطقيا مع سير الأحداث هناك ، إذا رجعنا إلي الظروف التي مرت بها أوربا في عصورها المظلمة من عبث الكنيسة بالنصرانية ، دين الله المنزل ، وتحريفه وتشويهه ، وتقديمه للناس في صورة منفرة ، دون أن يكون عند الناس مرجع يرجعون إليه لتصحيح هذا العبث وإرجاعه إلى أصوله الصحيحة المنزلة ، كما هو الحال مع القرآن ، المحفوظ – بقدر الله ومشيئته – من كل عبث أو تحريف خلال القرون.

سوريا
محسن سالم
2010-11-11 19:11:08
٦- العلمانية تعني نفي الدين وقيمه من الحياة
وهكذا يتضح أنه لا علاقة للكلمة بالعلم ، إنما علاقتها قائمة بالدين ولكن علي أساس سلبي ، أي علي أساس نفي الدين والقيم الدينية عن الحياة ، وأولي الترجمات بها في العربية أن نسميها (اللادينية). وبصرف النظر عن دعوى (العلمانيين) في الغرب بأن (العلمانية) لا تعادي الدين ، إنما تبعده فقط عن مجالات الحياة الواقعية, السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ..الخ، فإن واقع الحال في الغرب يدل على الشقاق النكد القائم القائم بين العلمانية والدين.

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-11 19:08:15
إلى Aladdin
أعتقد أني لم أقفز مباشرة إلى هذا الاستنتاج. وما يؤيد قولي أنك لو عدت إلى التالي في النص لتأكدت من صواب قولي. "والتطور اللاحق لمعنى المصطلح لم يساعد الأمر كثيراً، فقد تقلص عند بعض المفكرين بحيث أصبح يعني \"فصل الدين عن الدولة\". وهي من أكثر التعريفات شيوعاً للعَلْمانية في العالم، سواء في الغرب أو في الشرق\". وهو قبل الجملة التي أوردتموها بكثير. شكراً لك.

رومانيا
محسن سالم
2010-11-11 19:07:32
٥- إقامة الحياة بعيدا عن الدين
وكما ذكر حضرة الكاتب فإن (العلمانية) هي الترجمة العربية لكلمة Secularism, Secularite في اللغات الأوربية وهي ترجمة مضللة لأنها توحي بأن لها صلة بالعِلم ، بينما هي في لغاتها الأصلية لا صلة لها بالعلم ، بل المقصود بها في تلك اللغات هو إقامة الحياة بعيدا عن الدين ، أو الفصل الكامل بين الدين والحياة . تقول دائرة المعارف البريطانية في تعريف كلمة Secularism هي حركة اجتماعية تهدف إلي صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلي الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها.

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-11 19:01:25
شكراً لمرّيت وضحكت
في الحقيقة، أنا مسرور لأني أدخلت البهجة والفرح على قلبك، ولكن يا حبذا لو تمعنت داخل النص لوجدت أن هناك مرجعين آخرين لكاتبين يعتبران من العَـلمانيين وليسوا أزهريين كما تفضلت. إضافة إلى ذلك، أعتقد أننا يجب أن نضع مصطلحاً جديداً لما يسمى بالعَـلمانية كي لا يختلط الأمر على أحد. وبما أن العَـلمانية تؤمن فقط بما هو محسوس أو مُـدرك، وجب أن نطلق عليها اسم مذهب المحسوسية أو المدركية، وهو ما سنعرضه لاحقاً حول تطور مفهوم العَـلمانية.

رومانيا
محسن سالم
2010-11-11 18:58:54
٤- تطبيقان للعلمانية نظاما حكم غربي وشرقي
فإن كان الأول فهي الإباحية والفوضى وفساد الإستغلال وعبث المال ، وإن كان الثاني فلا مجال لإنسانية الإنسان ولا لحرية اللسان والكلمة ولا لمنطق العقول وحرية الأفراد ، وإنما المجال لكم الأفواه وتجويع البطون واطلاق غريزة الجنس وتحدي السير والنظرة في الحياة. أما ديموقراطية الإسلام ، أما حرية الإسلام فلم يشأ المجتمع الإسلامي أن يطبقها لأنه ألف التبعية للغرب او للشرق. (الإسلام في حل مشاكل المجتمعات الإسلامية المعاصرة - د. محمد البهي)

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-11 18:50:28
شكراً أخت fatima
في الحقيقة، ما دفعني إلى الكتابة في هذا المجال هو متابعتي لما يكتب من مقالات على صفحات هذا الموقع الذي نعتز به جميعاً. ولمّا وجدت أن هناك بعض الأفكار المطروحة غير واضحة وتتجه للتعميم في إطلاق الأحكام، وجدت أنه من واجبي أن أشارك في التوضيح والتخصيص وبأسلوب يحاول أن يكون علمياً وموثقاً، حيث درجت العادة في ثقافتناالعربية وللأسف على التعميم وعدم الوضوح. لذلك، سيكون هناك مزيد من المقالات حول هذا الموضوع الذي أتمنى أن أوفق في إنارة بعض جوانبه.

رومانيا
محسن سالم
2010-11-11 18:08:27
٣- مرحلة علمانية العقيدة وبث الإلحاد
ويحاول الأجنبي منذ الحرب العالمية الثانية ان يفرض على البلاد الإسلامية علمانية من نوع آخر متطرف وهو الغاء الدين عقيدة بعد إلغاء معالمه عملا في اوضاع المسلمين. وهو يحاول ان يصل بفكر المسلمين إلى الإلحاد العلمي وهو مرحلة من مراحل العلمانية تدعي الوصول إلى مجتمع غير طبقي ، وهو يفرض نظام الحكم وهوما يسميه بالديموقراطية ، وقد تكون ديموقراطية الغرب فهي النظام الرأسمالي وقد تكون ديموقراطية الشرق فهي النظام الماركسي البلشفي.

سوريا
الدكتور المهندس أكرم شحيدة
2010-11-11 18:05:43
شكراً للأخ سامر على التوضيح
أولاً: أقر بوجود خطأ طباعي فيما يتعلق بكلمة Scientisism والأصح Scientism. ثانياً: فيما يتعلق بكلمة (عقدي) فهي صحيحة وكذلك كلمة (عقيدي وعقائدي).فالعقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال:عقده يعقدعقداً.والعقيدة:الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً فهو عقيدة، سواء كان حقاًأم باطلاً.

رومانيا
fatima
2010-11-11 17:57:06
شكرا دكتور
تماما هذه هي الأسباب التي أدت إلى نشوء العلمانية في الدول الأوربية بغض النظر عن المصطلحات العربية أو الانكليزية ومعانيها في المعاجم، ويبقى السؤال ،هل نحن ملكنا ياترى هذه الأسباب اليوم ليتم التوجه إلى العلمانية، سأترك الجواب لكم بعد بحثكم في الأسباب، إلا اذا كان لدينا اسباب أخرى تدفعنا للعلمانية فعندها يجب أن يكون لعلمانيتنا مسمى آخر غير هذا الاسم ، فلنفكر ماذا يمكن أن يكون؟!

سوريا
Aladdin
2010-11-11 17:29:29
استنتاج لامنطقي
"ومما تقدم وبالاستناد إلى مراجع أخرى (2)، يتبين أن العَلمانية اسم لمذهب (فكري، عقدي، اجتماعي) يهدف إلى حمل الناس على إبعاد الدين عن حياتهم " لا ادري كيف قفز الكاتب لاستنتاج ان العلمانبة تهدف لابعاد الناس عن دينهم.

سوريا
محسن سالم
2010-11-11 17:24:48
٢- مرحلة علمانية التشريع والتفكير والسلوك
يفرض علينا الأجنبي منذ القرن التاسع عشر طريقة التفكير ويجرنا إلى مشاكل ليست من طبيعة بيئتنا ويدفعنا في متاهات ننسى فيها ديننا. فرض علينا العلمانية في تعليمنا وفي تشريعنا وفي تفكيرنا وفي سلوكنا وفي سياستنا واقتصادنا ، ففصل بين الإسلام وحكم الدولة وفصله عن الحياة العامة وتركه داخل المسجد وفي قلوب الناس يمارسونه اعتقادا وقل ما ينزلون به إلى التطبيق.

سوريا
محسن سالم
2010-11-11 17:08:04
١- العلمانية فرضها علينا الغزو الأجنبي
شكرا لحضرة كاتب المقال على اسلوبه الرصين وتأصيله العلمي لما كتبه من مصادر أمينة في البحث العلمي. وإن كان لي ان اضيف شيئا على حاشية ما كتب في الجزء الأول من مقاله ، فإني أقول أن العلمانية قد فرضها الغزو الأجنبي على البلاد الإسلامية على مرحلتين منذ القرن التاسع عشر: اولاهما علمانية في كل نشاطات الحياة: في التعليم والتشريع والتفكير السلوك والسياسة والإقتصاد الخ.. وأما ثانيتهما فكانت علمانية تهدف إلى بث الإلحاد ونفي العقيدة من اصلها.

سوريا
masoodsaeed
2010-11-11 15:48:58
بحث علمي
هالمقالة في عبارة عن بحث علمي لمعرفة مصطلح العَلمانية مكتوب باختصار بدون فذلكات او تهجم على احد

سوريا
ابو الحروف
2010-11-11 15:08:18
شكرا اخي الكاتب
شكرا اخي الكاتب مجهودك لكن حبذا في التتمة الاعتماد على مصادر محايدة بالاضافة لمصادرك ونحن في انتظار التتمة

سوريا
مريت و ضحكت
2010-11-11 15:01:51
من المراجع تعرف الموضوع
موضوع يكتب عن العلمانية و المراجع: 1- كتاب ازهري 2- سقوط العلمانية هههههههههههههههههههههههههههههههههههه.. مخجل بحثنا العلمي و حياديتنا.. انشلا مباشرة عالجنة يا كاتب المقال..

سوريا
سامر
2010-11-11 13:47:22
الاعتدال . .
نستطيع أن نقولب و نخيط مفهوم جديد للعلمانية على مقاسنا و بما يناسبنا ، و إذا قلت أنني علماني فأنا أعني بذلك أني حداثي أو متمسك بمدنيتي و ثقافتي و هويتي و بالهالة الاجتماعية التي نشأت ضمنها ، و لا يعني إطلاقاً أنني ملحد أو كافر أو أنكر الدين و تأثيره في حياتي و في عائلتي و محيطي . . انظروا إلى الحكومة اليوم تقول بأنها تتحول إلى اقتصاد السوق الاجتماعي تحديداً و ليس اقتصاد السوق بمفهومه العالمي كما في أميركا تريد الحكومة تحرير الأسواق و لكن بما يضمن عدم الانفلات لدرجة عدم التمكن من السيطرة

سوريا
Rafat Katta
2010-11-11 13:46:05
مساهمة رائعة
خصوصاً و انها مبنية على وثائق تثبت بجدارة ارتباط هذا المذهب اللاعقائدي المنحط بالاستعمار خصوصاً و انه كان المحرك الاساسي لمفكري المرحلة الاستعمارية الأوربية الفرنسية منها على الخصوص و عليه بنت امريكا افكارا الامبريالية اشكرك على هذا الأجتهاد الرائع

سوريا
محمد
2010-11-11 11:54:16
ألف شكر
الحقيقة هذا هو الأسلوب العلمي الراقي والطرح الموضوعي لمناقشة قضية العلمانية والدين، ارجو من جميع الأخوة المشاركين (مؤيدين أو غي مؤيدين) أن ينتهجوا هذا النهج في البحث عن الحقيقة وأن يتجردوا من أية تعصب لآرائهم الخاصة(رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) وشكرا مرة أخرى للكاتب

سوريا
Mr. Alexander Boleslavsky
2010-11-11 10:50:18
..
العلمانية منهج منطقي وذو ضوء خلاب ومغري ، ولابد مما ليس منه بد ، الصورة كلمالا عمتتضح أكتر ... ومامضى قد مضى ونحن أبناء الحاضر ، أتحدث وأنا أشعر بالحزن ، ولست فرحانا ولاشي ، بس هاي هيي ، و فقط . شكرا للكاتب أيضا .

سان مارينو
م.إياد الدرويش
2010-11-11 09:28:36
مقالة قيمة ومفيدة
لايسعني أن أتقدم لك بالشكر الجزيل على هذه المقالة القيمة المفيدة الموثقة المختصرة , حقيقة جهد رائع تشكر عليه.

السعودية
Fearless
2010-11-11 09:17:47
مشوق حتى أخر سطر
كلام جميل علمي حول تجربة العلمانية في أوربةتجد في طياته كثير من الإجابةعلى تساؤلات الجاهلين بالعلمانية حول تعريفها و نشأتهاوالأهم أنها تجربة أوربة التي أستشعرت ضرورة الإنفلات من قبضة الدين المتزمت المتعارض مع العلم تجربة نجحت في أوربة ولكن هل ستنجح في منطقة الرسالات مع دين غير متعارض مع العلم و هو يشجعه ويحتوي في طياته كل مقومات العلمية و أسس الحياة الفكرية و الإقتصادية و السياسية وفق قالب ديني مميزغير متزمت عند المعتدلين ويحتمل السماحة والتوافق في كل المجالات!تجارب الغير قد لا تصلح للكثيريين

السعودية
مصطفى
2010-11-11 08:46:47
فهمنا بقى؟؟
يعني ما الكم سيرة الا العلمانية ؟؟ اي حدا بدو ينشهر ويكتب بيختار العلمانية ؟؟ بس ما الحق عليكم ما الحق الا على سوريا نيوز يلي عم تنشر هيك مواضيع مكررة

سوريا
متابع
2010-11-11 07:46:10
برافو
برافو برافو.. ببغاوات تردد ما تقوله الشيوخ و ( مثقفي!!) الدين.. و الآن انا سعيد لانضمام الاخ الى المليار و نصف الذين لا يقدمون شيئا الا السلبيات.. و دعو العلمانية لاهلها.. و يا ريت تشغلو دماغكم بنقد منهجكم بالحياة..

سوريا
سامر
2010-11-11 03:31:54
بعبع العلمانية قادم فاختبئوا
لايوجد في اللغة الانكليزية كلمة Scientisism من اين اتيت بتلك الكلمة؟ومن اجل التوضيح العلمانية ليست مذهب لافكري ولا اجتماعي ولاعقدي واظن ان الاخيرة مقصود منها عقائدي، العلمانية هي شكل الية العمل والحكم في مكان معين ولايوجد انسان علماني كما هو الحال مع الديمقراطية تماما فلا فائدة من قول انسان ديمقراطي بل يوجد شكل حكم ديمقراطي، للاسف انت تخلط الحابل بالنابل وارجو منك ان تقرا الكتب التي تضعها هنا كمصادر لانها مفيدة، ومن المهم ان تتعلم القليل عن لغتنا الجميلة لتكتب بها... وشكرا.

سوريا
قارئ
2010-11-11 02:20:12
شكرا
شكرا للمساهمة القيمة و التوضيح.

سوريا