syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
إشراقة النصر في تشرين ... بقلم : ناديه ياسين سراقبي

تشرين.. في الخوافق تورق فجراً, ترتسم في العيون أملاً, يعانق خارطة الوطن الواحد.


لقد ظهر الإنسان العربي على حقيقته, قوياً, شجاعاَ, تواجهه الصعاب, فيقهرها, تواجهه التحديات فيسحقها, ويكره العيش ذليلاً, ينظر إلى السّماء, فيراها قرب هامته, وينظر إلى الأرض, أرض الوطن التي يعيش فوقها, فيرى فيها دماء آبائه وأجداده, أصلاً لعزته و كرامته.

 

 في الأول من تشرين ذلك اليوم الأغرّ, دخل الوطن العربي أروقة الزمان, يفتح دفاتر التاريخ و ارتحل الرّجال إليه تاركين عيونهم فوق الساحات المزروعة بالحديد والنّار.

 

على وقع أقدام رجاله تنفس الصبح, انتشرت حزمة الضوء, وسار الرجال خلف القائد العظيم, يصيغون لأمتهم فجر يومٍ جديد, فعلى يديه كانت الولادة.

حررنا صورتنا من كل ما لحق بها من زيفٍ وتشويه, فأصبحت الصورة التي تجسد كل الفداء, وكل التضحية, وكل البطولة.

 

هذه المعاني التي حققناها, وهذه هي انتصاراتنا, وهي بالتأكيد منطلق وأساس لكل انتصار آخر. هذه الانتصارات هي رصيد كبير ودائم لشعبنا وأمتنا,

لقد حطمت هذه الانتصارات غطرسة العدو, وقضت على أسطورة جيشها الذي لا يقهر, وهدمت نظرتها الزائفة حول الحدود الآمنة.

لقد أعادت حرب تشرين الخلق وليس البناء, لأنّ التصحيح فيها كان جذرياً , وحرب تشرين ليس بالحدث العابر, وإنّما منعطف  حدد خطوات المسيرة المتتابعة نحو الأمام .

 

ولأنّ تشرين أعاد للأمة العربية عزّتها وكبرياءها, ولأنّ إشراقة النصر في تشرين من أعظم الإنجازات  التي أثبت فيها المقاتل العربي قدرته على استخدام التقنية الحربية الحديثة, عبّر شاعر العروبة نزار قباني عن فرحة النصر بكلماتٍ:

 

-       جاء تشرين..إنّ وجهك أحلـى                  بكثيرٍ.. ما سّره تشرين

-       كيف صارت سنابل القمح أعلى                  كيف صارت عيناك بيت السنونو

-       إنّ أرض الجولان تشبه عينيكِ                    فماء يجري.. ولوزٌ وتينُ

-       كلُّ جرحٍ فيها حديقة وردٍ                        وربيعٌ...ولؤلؤ مكنون

 

-       يا دمشق البسي دموعي سواراً                    وتمنّي ..فكل صعبٌ يهونُ

-       وضعي طرحة العروس لأجلي                  إنّ مهر المناضلات ثمينُ

-       هُزم الروم بعد سبعٍ عجافٍ                       وتعافى وجداننا المطعون

-       اسحبي الذيل يا قنيطرة المجد                    وكحّل جفنك يا حرمونُ

 

-       علّمينا فقه العروبة يا شام                         فأنت البيان والتبيينُ

-       وطني..يا قصيدة النار والورد                     تغنّت بما صنعت القرون

-       نحن عكا.. ونحن كرمل حيفا                      وجبال الجليل واللطرون

-       كلّ ليمونة ستنجب طفلاً                           ومحال أن ينتهي الليمون

                              

 

 

                           منقولة من ديوانه" الأعمال الكاملة"

 

2011-10-08
التعليقات