كان من المتعارف عليه قديما ان المختار وانسجاما مع اسمه هو من يختاره الاهالي في بيئة اجتماعيه متواضعة كمرجعيه لحل الاشكالات المحلية وليكون عنوان لاهالي الحي او التجمع السكاني ويكون على قدر من الحكمة والعقلانية والتوازن والاتزان وفي سن متقدمه فوق الخامسة والأربعين
وبطبيعة الحال مادام هو عنوان الحي فان وضعه المالي معقول وبيته على قدر المنصب ليستقبل الزوار والضيوف من داخل التجمع وحتى من خارجه وهو المخول بالاحتفاظ بسجل المواليد والوفيات وختمه وتوقيعه ضرورة لاستصدار شهادة حسن السلوك
ومع تغير الظروف تحولت مهنة المختار الى تجاره موروثة والورثة ليس بالضرورة لديهم ميزات الاباء واحتمال ان يكونوا فاسدين ومفسدين ومستغلين لحاجات الناس ومصاصي محافظ وجيوب الاهالي ويتلقون الرشوة من صاحب سوابق لكي يتمكن من إصدار شهادة حسن سلوك وبدل أن يكون منصب المختار يشعر الناس بالأمن والأمان وعنوان لحل المشاكل أصبح مصدرا للقلق وبؤرة لافتعال المشاكل لكي يؤدي دوره ليس كما يفترض بل لما يخدم مصالحه الشخصية ليبرز نفسه وليبرر بقاءه في منصبه وبدلا من ان يقوم بخدمة الأهالي أصبح المطلوب من الأهالي التسابق على تقديم الخدمات المجانية والهدايا كسبا لرضاه او اتقاءا لشره وتحول المنصب من تكليف الى تشريف ومن سلطه خادمه الى تسلط قمعي
وفي احدى التجمعات الزراعية حدثت مشاكل داخل افراد العائلة الواحدة التي كان كبيرها من زلم المختار وحاول المختار حشر انفه لكي لا تستغني العائلة عن كبيرها ولكن جهوده باءت بالفشل ولكن كبير عائله في مزرعة اخرى بينه وبين المختار مشكلة كراهية تاريخيه من الماضي وكانت الفرصة ذهبيه للمختار لإرسال بعض زعرانه الى داخل المزرعه ليعيثوا فيها فسادا تحت جنح الظلام وفي الصباح اخذ أفراد العائلة بتوجيه اصابع الاتهام لبعضهم ولتبدأ الاضطرابات في المزرعة حتى تكون مبررا لتدخل المختار وتصفية الحساب مع كبير العائلة الذي يضمر له الحقد والعداء وينتظر الفرصة للانتقام منه ولم يفكر أفراد العائلة في المزرعة بان المختار وراء التخريب وخرجت الامور من مستوى التخريب الى التعارك بين افراد العائلة الواحده ليجلس المختار على شرفة بيته ويدخن الارجيله وهو ينفس مشاعر الحقد مع دخان الارجيله ويشعر بالفرح يغمره وهو يراقب سيارات الاسعاف تنقل ابناء العائلة الواحدة الى مراكز الاسعاف او الى المقابر ومع دخان الارجيله المنفوث كانت تنزل افكار جهنميه الى رأس المختار في الاستيلاء على المزرعة وضمها الى املاكه بعد قتل او طرد من يبقى على قيد الحياة ويرفض الاستعباد