تكثر في الآونة الأخيرة المقالات حول ما يسمى(قضايا الشرف) وتتشعب الامور لتصل الى مرحلة ضياع الجوهر. وتدور الاحداث حول ما يسمى القتل لاجل الشرف وحول السؤال الذي يطرحه البعض من النساء(هل الشرف محصور في فرج المرأة).

 وان هذا المجتمع منقوص الشرف والأخلاق ونسب الجهل الى المجتمع والتفريق في جريمة الزنا بين الرجل والمرأة وغير ذلك, اقول دعونا ننظر للمسألة بوجهة نظر عقلانية وعلمية وواقعية ولا نمارس مخلفات حضارة الغرب الفاسدة في ارض مجتمعنا ولا أريد ان اتكلم بالشرع والدين حتى لا اخرج البعض عن صلب الموضوع ويتشتت الامر ويضيع الجوهر..

 أولا:القتل ينقسم من حيث المبدأ قانونيا الى عدة اقسام منها القتل العمد وشبه العمد والخطأ اي ان جريمة القتل لا تؤخذ كجريمة بذاتها بل يؤخذ بالدوافع والاسباب التي يتوقف عليها نوع الحكم ومدته فلا يقاس من قتل عمدا ومثل بجثة القتيل بمن قتل خطأ بحادث سير او من غير قصد وعلى هذا الاساس يكون الحكم اما الاعدام او عدة اشهر وبين ذلك ولكن لا يوجد خلاف ان القتل حدث وانتهى والحكم ياتي رادعا للمجتمع ككل اكثر ما يكون رادعا للقاتل بذاته.

 وعلى هذا الاساس اتى ما يسمى بالقتل للشرف او بداعي الشرف.. واذا اردنا الغاء هذا السبب لابد لنا من الغاء كافة الاسباب وجعل القاتل يقتل مهما كانت الاسباب ..واعتقد ان ذلك مستحيل!!

 اما الوجه الاخر للسؤال الذي لم يطرح هو( الاغتصاب) يعني لو ان رجلا دخل بيتي واراد اغتصاب زوجتي او ابنتي او حتى جارتي افلا ادافع عن شرفي ام اقول انن الشرف ليس محصور في هذا المكان ؟

ثانيا:السؤال الذي يطرح ان شرف المرأة محصور في فرجها ؟؟؟ اقول: ان الشرف ليس محصور في مكان وان الشرف ليس امرا ملموسا فهو متغير الحجم من شخص لأخر فهدر الشرف يأتي في السرقة ويأتي بالغدر ويأتي بالغش ويأتي بالكذب واعود لأقول ليس محصورا وهو يختلف من شخص لأخر.

 ولكن..... فرج المرأة هو المصدر الوحيد للنسب الذي هو مفخرة للانسانية عموما ولمجتمعنا خصوصا ولا اريد ان اخوض عن الاطفال غير الشرعيين ومتتبعاتهم على المجتمع لاني لست بصدد ذلك..

 وادعو الذين لا يقرون ان فرج المرأة هو مصدر من مصادر الشرف اخلعوا ثيابكم واخرجوا الى الشوارع واملؤوا المجتمع زنا واطفال غير شرعيين طالبو بحضارتكم المزعومة وحولو المجتمع من اناس شرفاء الى مرتزقة..

 واختم قولي ان مجتمعنا ولله الحمد يملك من الشرف والمبادئ والقيم ما لا يملكه سواه (بغض النظر عن بعض السلبيات)بدليل فقدان المرتزقة والاطفال غير الشرعيين او نسب الام او المثلية او غير ذلك من مفاسد وان وجدت فهي بنسب قليلة ومحاربة وبطريقها للانتهاء.

 و أوجه احترامي وتقديري لكل المقالات والجهود واطلب ان نكف عن هذه النظرة التشاؤمية المنقوصة لمجتمعنا وبيئتنا و يكفي نقد ودعونا نطرح الداء والدواء معا بواقعية وعقل واسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما.....