كثيراً تأملت وكثيراً فكرت لكني لم أصل الى حلٍ يرضيني او يريحني من مشكله التفكير هذه...!
أقول في قرارة عقلي وليس بتفكيري العاطفي كيف سيكون الإصلاح في بلد يحتاجه عمليا وليس علميا ؟؟؟
كنت امشي على الرصيف مع زميل لي وبيد كل واحد منا علبة عصير طبيعي وعندما انتهينا من الشرب رماها على قارعة الطرية فقلت لماذا لم ترمها في (( الحاوية)) !!! فقال انها بعيدة ...
والحق على البلدية لأنها لا تكثر منها في الطريق ؟
تأملت حقا اهو الحق على البلدية ام على زميلي ؟؟؟
هي مثال وليست قصة ، لماذا الحق على البلدية او المحافظة او الحكومة بصغر حجم المشكلة او كبرها ؟
نحن كلنا نريد الإصلاح ، لكن يجب ان يتصالح الفرد مع نفسه أولاً ويدرك أن معنى الإصلاح ليس قوانين حكومية او هي مسؤولية الدولة وانه مجرد من هذه المسؤولية ويجب عليه أن يشاهد كيفية الإصلاح !!!
فالشخص منا يركب تكسي الاجرة وعندما ينزل يكون العداد على سبيل المثال 50 ليرة فيطلب السائق زيادة ، ولنفرض انه حدث سجال بين الراكب والسائق وصدف وجود شرطي المرور بالجانب و جاء مستفسرا عما يجري فالراكب هنا يقول للشرطي لا يوجد شيء انا اسأله عن عنوان لا اعرفه ((مثلا)) ويمضي الشرطي .
هنا يستوقفني الزمن لحظة ! اين حكمة العقل ؟؟ ولماذا يتم تحكيم العاطفة ؟؟ الم تكن هناك مشكلة ؟ ولماذا لم يشتكي الراكب ؟؟
ومثال آخر وقد جرى معي شخصياً ، ذات مرة كنت اشتري من عند جارنا السمان وإذ بدورية التموين تجول دخلت مسرعا وقلت له (( إذا عندك دخان تهريب خبيهن في دورية تموين ))!!! فبغض النظر عن التدخين وانه مضر .
المسألة مسألة التهريب وضرره ... لماذا حذرته وانا على يقين ان عمله مخالف للقانون (( الذي بالأصل هو السبب الرئيسي للازمة الحالية في سوريا من خلال تطبيقه وأحترامه)) ................................................
هناك الكثير والاكثر من هذه الامثلة التي هي في مجملها تعتبر الجزئيات ، فنحن يجب علينا ألا ننتظر المراسيم ولا التشريعات لنلقي عليها فشلنا ان فشلنا مرة اخرة.
في كل العلوم النظرية والتطبيقية يجب النظر والاهتمام بالجزئيات حتى يتم الوصول للكليات وتمام الامور فهي إن اهملت لا يكون هناك كليات يبنى عليها مجتمع ينادي بإصلاح .
فمهما أتينا بحكومات فاضة وحكومات جديدة ومتطورة ، إذا المجتمع لم يصلح ذاته أو يتصالح مع ذاته
فَــ ستكون مثل سابقتها .
هذا ما تفعله أنت يا طير الحباري وجيد أنك تعترف بخطأك لكن لاتشمل الجميع فهناك من يدافع عن حقه بأسنانه ولا يترك أحد يغشه أو يتلاعب به وهم كثر ونتمنى جميعا أن نقتدي بهم لأنهم شجعان ولا يخافون لومة لائم وأنا أعتبر تصرفك هذا خوف وليس شجاعة ويضر بأهلك وأولادك وعائلتك أولا وبعدها بالمجتمع وسامحني ,