syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
المستشار الرشيدْ ذو الرأي السديد !.... بقلم : الشيخ عبد القادر الخضر

إنً أسباب سقوط عروش الحكام العرب هي إفتقارهم للقرار السديد في الأزمة العاتية نتيجة لإهمالهم ضرورة تواجد الخبراء والأخصائيين , والمفكرين الأكفاء في عز الأزمات بقربهم !


لقد بنو الجامعات وأفقروها من أهم عنصر في بنيتها وهو مراكز البحوث وإن وجدت فهي فارغة وعاجزة عن تقديم المشورة الصحيحة لأنً الموجودين فيها عاجزين عن نصح أنفسهم فكيف الحال بمصير الدولة ونظام الحكم ! تواجدوا في وظائفهم بكرت واسطة , أو رشوة معلومة ! أو بصلة قربى ! فهم لا يملكون تقديم المشورة اللازمة لأنفسهم لأنهم ينطبق عليهم المثل :

 

فاقد الشيء لا يعطيه ؟ عجبي ! نحن أمة إقرأ , ولا نقرأ !

الحكام العرب يبنون قراراتهم على الأخبار والإشاعات , ومن القنوات التلفزيونية والصحف وقلما يستقونها من مراكز بحوث متخصصة أو من ذوي الرأي الرشيد هكذا يصنفنا الغرب وسياسيه 

 

إنً آفة الحكام العرب ؟ هي فقدانهم للمستشارين الأكفاء وقت الحاجة , وصدق من قال :

صديقك من صدقك وليس من صدًقكْ ؟

 ويختار الحكام العرب مستشاريهم من طبقة المتزلفين والمنافقين والفقراء إلى الفكر المستنير في تحليل الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة بأقصر زمن , وبأقل تكلفة , وبأعلى مردود

وعادة" يختارون مستشاريهم من الأقرباء وبالرأي الرشيد فقراء , او من فئة منبوذة  من المجتمع مؤهلاتهم الولاء , يعززون أقوالهم بأفكار , وأفعال توافق الحاكم بآنيتها ولكنها بعواقب الأمور وفي الأزمات مدمرة وتحمل الخراب بطيًاتها .

قال بعض الحكماء :

 

إيًاك والعجلة في معالجة الأزمات فإنها تكنى أم الندامة لأنً صاحبها :

يقول قبل أنْ يعلم , ويجيب قبل أنْ يفهم , ويعزم قبل أنْ يفكَر , ويقطع قبل أنْ يقدَرْ , ويجهد قبل أن يجرب , ويذمُ قبل أنْ يختبر , ومن كانت هذه الصفات فيه جانب السلامة وحظي بالندامة ؟

والنًاس ثلاثة , رجل , ونصف رجل , ولا شيء ! 

 

فالرجل من إجتمع فيه إصابة الرأي مع رجاحة العقل , وشجاعة القلب

وقال أحمد :

الرأي قبل شجاعة الشجعان           هي أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لنفس مرة"              بلغت من العلياء كل مكان

ولربًما طعن الفتى أقرانه                بالرأي قبل تطاعن الأقران

 

وحلل معي رأي وزير السوء والفقير للرأي الرشيد في القصة التالية :

 حينما استنجد المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف بالأندلس بيوسف بن تاشفين لقتال الأسبان ؟ قال ملوك الطوائف ووزراء السوء وأمراء الترف لا تطلب مساعدته وقالوا له ناصحين  :

 

الملك عقيم ولا يجتمع سيفان في غمد واحد  !؟

 فأجابهم المعتمد ابن عباد بكلمة صارت مثلا" إلى اليوم وكانت من البلاغة بحيث أخرس فيها جميع المتخاذلين حينما قال :

وقال للمتخاذلين والمتأملين من عدوهم ألفونسوا – الأذقونش -  أن يفي بعهوده ومواثيقه وأن يرضخوا لمطالبه أو يحاربهم !؟

يا قوم إني من أمري على حالتين :

 حالة يقين وحالة شك ؟ ولابد لي من إحداهما ؟ أما حالة الشك :

 

فاني إن استندت الى ابن تاشفين أو الى – ألفونسوا – ففي الممكن أن يفي لي ويبقى على وفائه ويمكن أن لا يفعل فهذه حالة الشك .

أما حالة اليقين :

فاني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله وان استندت إلى  ألفونسوا أسخطت الله تعالى  فإذا كانت حالة الشك فيها فلأي شيء أدعْ مايرضي الله ؟ وآتي مايسخطه !

لكنًه خالفهم بأخذ قرار حاسم بالاعتماد على مستشارين أكفاء وأصحاب رأي وتدبير ! 

 

وكان له النصر المؤزًرْ في معركة الزلاًقة الشهيرة

المستشار العتيد صاحب الفكر الرشيد هو ما يحتاجه الحاكم ليعزز به حكمه ويستقر برأيه أحوال البلاد والعباد و لكنً الحكام العرب إعتمدوا على فئة من المستشارين كانت صالحة في سابق العصر والأوان واليوم هي فقيرة إلى ما يدبر أحوالها الشخصية فكيف بحال الأمة  والحاكم , أتحدى الحكام العرب لو أنهم أجروا إختبار لمعاونيهم ومستشاريهم والمقربين منهم بأنْ يسألوهم عن إجادتهم لإستخدام الحاسوب وإستعماله للإستفادة من ثورة المعلومات وتسخيرها في تعزيز حكم الحاكم وتجنيب البلاد والعباد من خطر الأزمات والجوائح بمختلف صنوفها بل إني على يقين من أنهم لا يحفظون جدول الضرب ولكنهم يجيدون الضرب بمختلف صنوف أدوات التعذيب للتعساء ممن يقعون تحت أيديهم !

 

امًا ما هو آخر كتاب قرأه مستشار الحاكم أو أحد قادته الموثوقين ! في السياسة , أو الاقتصاد  أو بتخصصه العسكري والأمني حتى لكان العجب !

بل لو سأل أحد الحكام العرب لمستشاريه وقادته ماهية الأزمة المالية العالمية الحالية وما هي أسبابها ومن يقف وراءها وهل لها تأثير على الأزمة التي تعيشها بلاده ويكتوي بنارها مواطنيه لعجزوا وتبرطموا ولكن لو سألهم عن البنات والحفلات الماجنة وطرق النصب والفساد لكانوا أساتذة وخبراء فيها وكم خجلت من رؤية غرفة نوم وزير داخلية مصر السابق وفيها كان ألبسة نسائية ومعدات ترف لنزواته !

 

إنً من قال :

الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ قوله صحيح والأصح أيضا" في الزمن المناسب وفي برنامج تطوير دائم ومناسب لقدراته ومؤهلاته طالما هو على كرسي المنصب !

لأنً ما كان صالح قبل عشرات السنين عفا عليه الزمن وأصبح في خبر كان بزماننا المتغير بالثانية بعد ثورة المعلوماتية , والكيَس من كاس نفسه وأعدً للأمر عدته قبل أنْ أوانه !

 

صدق من قال :

ما خاب من إستشار ؟ وما ندم من إستخار !

 

قلت ما تقدم والله من وراء القصد

       

2011-11-03
التعليقات
الشيخ صالح حسن عبدو
2011-11-03 17:42:59
لا فض فوك
جزاك الله خيرا على ما أسلفت فكلامك هو همنا وهو سبب كل الازمات في المجتمعات المعاصرة وربما الغابرة فلو استشار الحكام أهل العقول والألباب لما وصلنا إلى ما نحن فيه من تشرذم وعدم قدرة على تقريري المصير لذلك موسى قال: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي طه29 فليس المشكلة أن يكون الوزير أو المستشار من أهل الرجل ولكن الطامة الكبرى أن يكون ذلك المستشار لا يستشار لعقله إنما لقرابته والله أعلم وهو من وراء القصد

سوريا
صالحة
2011-11-03 03:51:30
المستشار امين وقادر على حل الازمة
المستشار العتيد صاحب الفكر الرشيد هو ما يحتاجه الحاكم ليعزز به حكمه ويستقر برأيه أحوال البلاد والعباد و لكنً الحكام العرب إعتمدوا على فئة من المستشارين كانت صالحة في سابق العصر والأوان واليوم هي فقيرة إلى ما يدبر أحوالها الشخصية فكيف بحال الأمة

سوريا