يعتبر "التبول اللاإرادي " عند الأطفال مشكلة كثيرة الحدوث في وقتنا الحالي، والتي تعود في معظم حالاتها حسب رأي المختصين في هذا المجال إلى أسباب وأعراض نفسية، لذلك وبعد أن تلقيت العديد من الرسائل والتي تطلب التحدث عن كيفية التعامل مع الأطفال المصابون بـ "التبول اللاإرادي " وطرح العلاج المناسب لهذا المرض النفسي أقدم لهم هذا الموضوع
والذي أتمنى أن يكون وافياً ومفيداً للجميع.
يعتبر "التبول اللاإرادي " من الاضطرابات الشائعة عند الأطفال، وقد أشارت العديد من الدراسات أن نسبة 20% إلى 25% من الأطفال يصابون به في عمر 4 إلى 5 سنوات مقابل 5% من الأطفال الذين يصابون بالتبول اللاإرادي في عمر التسع سنوات، وفي عمر الخامسة عشر تصل هذه النسبة إلى 1% فقط، وبشكل عام فإن الأطفال الذكور يتعرضون لهذا الخلل بنسبة أكبر من الأطفال الإناث.
وتؤكد الدراسات أيضاً أن 15% من الأطفال يتمكنون فيما بعد من التحكم في تبولهم ليلاً ونهاراً، وبصورة تلقائية، ولكن هذه النسبة تختلف حسب المنطقة السكنية، وعمر الطفل، والجنس.
وتعرّف الدكتورة "رغداء نعيسة " الأستاذة في كلية التربية – جامعة دمشق التبول اللاإرادي من الناحية الطبية في كتابها "الصحة النفسية للطفل " أنه: "مشكلة من مشكلات النظافة الذاتية، وهي انسكاب البول لا إرادياً من المثانة، وفي حالة مستمرة إلى حد ما لدى أطفال أعمارهم بين 4-11 سنة، وتحدث هذه الحالة نتيجة خلل عضوي أو لأسباب وراثية كالتشوهات في الجهاز العصبي، وحساسيته الزائدة أو التهاب المثانة أو الحالب أو حصوات بالكلى وغيرها ".
وتشير الدكتورة "نعيسة " أن البعض من علماء النفس يعرّفون "التبول اللاإرادي "، بأنه: "شكل من أشكال الهستيريا التي ترجع لتجارب مؤلمة ذات طابع جنسي أو عاطفي مر بها الطفل خلال طفولته، وهذه التجارب تعرّضت للكبت إلى أن ظهرت بشكل عرضي جسمي، وهو "التبول اللاإرادي "، وقد تعود إلى حدوث اضطراب في وظيفة التبول ".
وفيما يخص أنواع "التبول اللاإرادي نقول أنه يُقسم إلى نوعين: الأول تبول لاإرادي أولي يبدأ مع الطفل منذ ولادته، ويستمر إلى مرحلة متقدمة من عمره، وتبول لاإرادي ثانوي يحدث بشكل عارض في مرحلة الطفولة بعد أن يكون الطفل قد تمكن من التحكم في مسألة التبول حيث يعود إلى التبول اللاإرادي على شكل انتكاسي.
الأسباب النفسية للتبول اللاإرادي عند الأطفال:
تعارضت الآراء حول الأسباب المولدة لـ "لتبول اللاإرادي " فقال البعض أنه يحدث بسبب القلق أو لمحاولة جذب انتباه الوالدين أو عدواناً لاشعورياً على الوالدين أو دلالة على الحرمان العاطفي أو عدم القدرة على التحكم بالمثانة بالإضافة إلى التدريب الخاطئ على التبول أو الرغبة اللاشعورية في الرجوع لحالة الطفولة السابقة.
ورغم التعارض في الآراء إلا أن معظم الدراسات تؤكد على أن الأسباب النفسية تشكل ما يقارب 95% من أسباب حدوث "التبول اللاإرادي " عند الأطفال أما الأسباب العضوية فلا تتجاوز نسبة 5%.
ومن الأسباب الأخرى الغيرة بين الأطفال، والخوف بشكله المرضي، والقسوة من الأهل، والحرمان من رعاية الأم، والتفكك الأسري.
علاج التبول اللاإرادي:
يقوم بعض الآباء بانتقاد الطفل المتبول أو عقابه، وبعضهم يبدي بروداً عاطفياً نحو الطفل، في حين يحاول آخرون إقناع الطفل المتبول لا إرادياً كي يبذل جهداً أكبر، وعلى العموم فإن هذه الأساليب لا تعتبر عديمة الجدوى فقط، وإنما في الواقع قد تزيد من المشكلة سوءاً.
وتؤكد د. "رغداء نعيسة " إن أفضل نصيحة تُقدم للأبوين هي: أن يستجيبا لموضوع "التبول اللاإرادي " بأسلوب هادئ وواقعي، وأن يظهرا ثقتهما بقدرة الطفل على ضبط هذا السلوك، إذ عندما يصبح الطفل قلقاً أو مثبط الهمة حول موضوع "التبول اللاإرادي " تصبح معالجته أكثر صعوبة.
لقد تم تحقيق بعض النجاح بتحديد كمية السوائل التي يمكن للطفل تناولها بعد الساعة السادسة مساءاً، وبالطلب من الطفل أن يقوم بالتبول قبل ذهابه إلى النوم، وقد وجد إن إعطاء بعض مضادات الاكتئاب يؤدي إلى تخفيف حالة "التبول اللاإرادي " عند واحد من بين كل ثلاثة من المتبولين لاإرادياً، ولكن ما يحدث أنه عندما يتوقف إعطاء الدواء يستأنف الطفل التبول مرة أخرى لذلك يفضّل الاعتماد على العلاج النفسي، واللجوء إلى الأخصائي عندما تفشل محاولات الأهل.
شكرا للدكتورة ريما، فعلا موضوع هام، والحل هو حسب المقالة: 1-ثقتهما بقدرة الطفل على ضبط هذا السلوك، 2- بتحديد كمية السوائل 3- بالتبول قبل ذهابه إلى النوم، 4-مضادات الاكتئاب 5-العلاج النفسي، ! لقد استفدت من هالإرشادات.