syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
النبوءات و السياسة و ربيع الشرق الأوسط -الجزء الثالث ... بقلم : د. نازك محمد

وحول الجزئية الثانية في الحديث أوضح الشيخ الكبيسي : "أنه من وجهة النظر القرآنية كل شيء يسبح بحمده وتجاوب مخلوقات الله مع كلماته هذه ترددات لكل مخلوقات الكون وكل مخلوق له وظيفة وقانون...


فقانون النار الاحتراق والماء الاستطراق والهواء الاسترقاق ومن قوانين شجر الغرقد أن يتعاطف مع اليهود ولا ننس أن الله هو رب اليهود كما هو رب العباد وعطاءات الربوبية عامة لا فرق بين مؤمن وكافر . لذا لابد أن نقر بالحقيقة التالية : أن الآيات والأحاديث المتشابهة التي يتجدد معناها حسب تجدد الوعي والثقافة والمعرفة يكون تأويلها تخميناً وهو يعتمد على التجربة... وقد أخبر النبي الكريم بكثير من الحالات المستقبلية ولم يفهمها المسلمون إلا بعد أن وقعت فعلاً فكان وقوعها هو الطريق الوحيد لمعرفة معناها ولا يمنع هذا من التأمل ومحاولة الفهم ولكن نقول: إن انتصار المسلمين علي اليهود أمر حتمي وعلى الغرب كذلك .

 

و لكن للأسف  فإن بعض العرب و المسلمين لم يفهموا لا القرآن و لا السنة , و باتوا كما قال الله بوصف أمثالهم من أهل الكتاب الذين لم يفهموا كلام الله و رسائله التي أرسلها مع أنبيائه بقوله :"كمثل الحمار يحمل أسفاراً" , و هذا ما نراه حالياً في حكومة قطر و السعودية و الإخوان المسلمين أولئك الذين يدعون الإسلام و قد انضموا و بشكل واضح الى التحالف اليهودي المسيحي , و لعل أمير قطر بانضمامه الى ذلك التحالف يظن أنه سيعرج به الى السماء مع شعب الله المختار القديم (اليهود) و الجديد (أمريكا) و حلفائهم ليشاهدوا الحرب من فوق الغيم و ليحميهم الله من الأشرار و هم يبادون إبادة كاملة في هذه الحرب الأخيرة , و من ثم يعيد الله الصهاينة و حلفائهم إلى الأرض ليعيشوا بسلام و أمان و ازدهار !!!

 

و لم يتذكر أمير قطر و بقية قيادات الدول العربية الإسلامية كالسعودية أيضاً (للأسف) كلام الله عز و جل في كتابه العزيز القرآن الكريم ما قاله عن اليهود و أنهم أخون أهل الأرض , و أنهم لم يعودوا شعب الله المختار كما يزعمون في نبوءاتهم المزيفة و المحرفة , و بات حكام النفط لا يتحركون قيد أنملة إلا بإملاءات أمريكا و الصهاينة , ظناً منهم أن ذلك سينقذ حكمهم و سلطانهم , و غاب عن ذهنهم أن الإسلام الصحيح ليس بإتباع الدين بالشكل الذي يحلوا لهم و يحرفونه كما يشاؤون على لسانات شيوخهم الذين لا يفقهون شيئاً من الدين , و ليغسلوا عن طريقهم عقول الناس البسطاء و يقودونهم لتحقيق نبوءات اليهود الصهاينة المزعومة , كالشيخ القرضاوي الذي تلقى المعمودية عند حاخامات اليهود في إسرائيل , و هو الأب الروحي لأمير قطر , و الشيخ العرعور الذي أثبت قضائياً أنه يمارس فعل اللواطة و الذي حرمه الله عز و جل , هذا الشيخ الشاذ المدعوم من قبل آل سعود و خدام الحرمين الشريفين !!! .

 

فقام هؤلاء بدعم ما صنعوه من ثورات مصطنعة في الدول العربية , فقاموا بحملات إعلامية و تحريض إعلامي لم يسبق له مثيل لما أسموه بالربيع العربي , كخطوة كبيرة من خطوات أجندة التلمود المحرف لتجهيز المنطقة العربية للسيطرة الأمريكية الصهيونية , فقاموا بتمويل المهربين و الإرهابيين في سوريا بالمال و السلاح و معدات الاتصال المتطورة , و قاموا عن طريق شيوخ الفتنة لديهم كالقرضاوي و العرعور و الصياصنة و غيرهم من شيوخ الفتنة بحث أتباعهم على قتل المدنيين و أفراد الجيش و الأمن السوري , و إعطائهم الأوامر بالتحرك عن طريق قنواتهم الفضائية.

 

كما أنهم مولوا و دعموا غزو ليبيا و جعلوها قاعاً صفصفاً , و سفكوا دماء الآلاف من الأبرياء ليمهدوا لأنفسهم الطريق لنهب ثرواتها بحجة حماية حقوق الإنسان و إرساء الديمقراطية الكاذبة , كما كانوا قد فعلوا في العراق من غزو و إرساء للحرب الطائفية و سفك للدماء البريئة و تقسيم للبلاد و نهب للثروات , و دائماً بحججهم الواهية بإرساء الديمقراطية و حقوق الإنسان!!! 

 

 فتباً لهؤلاء الذين يدعون الإسلام , و الإسلام منهم براء . هؤلاء الذين نسيوا أن الله عز و جل قال في كتابه العزيز : " إن حزب الله هم الغالبون" , و المقصود بحزب الله هنا الفئة التي تتبع الإيمان بالله بشكل نقي و سليم و ليس وفق أهواء أعداء الله و القوم الذين استحقوا غضب الله عز و جل من اليهود الصهاينة الذين بشرهم الله بعذابه .

 

أم أن هؤلاء العرب الذين يدعون الإسلام هم في الأصل من صنع الصهيونية العالمية و الماسونية , حيث أن هناك تساؤلات كثيرة عن الأصول الدينية لمعظم قيادات دول الخليج العربي و بقية الدول العربية الأخرى , و الذين لم يستلموا الحكم في بلادهم الى بمباركة و تزكية الصهيونية العالمية و الماسونية ليمهدوا الأرض في الشرق الأوسط و يجهزوها ليحكمها أسيادهم من الصهاينة و تحقيق نبوءاتهم المزعومة .

 

و متخذين من جامعة الدول العربية "مطية" لهم لتنفيذ مخططاتهم في الشرق الأوسط لإعادة رسم خريطته وفق نبوءاتهم المزعومة في تلمودهم المحرف !!!

 

و للأسف ممكن أن نجد بعض الأشخاص من الغرب أكثر وطنية من العرب أنفسهم و أكثر إنسانية ممن يدعون الإنسانية و الحفاظ على حقوق الإنسان و هم بدعوتهم للإنسانية و الديمقراطية الكاذبة بسفك دماء الأبرياء ممن لا يؤمنون بنبوءات تلمودهم المحرف , فإننا نجد (جورج غالاوي) و هو عضو في مجلس العموم البريطاني يدافع عن القضايا المحقة للشعوب العربية أكثر من العرب أنفسهم فيقول : "آسف , و لكن عند الخيار بين بلد مقاوم للاحتلال الاسرائيلي و المتحالف مع المقاومة الفلسطينية و اللبنانية , و بين ملوك الخليج المتخمين بالنفط ..... فأنا أقف مع سوريا" , و قد قال أيضاً : "اشترت قطر كأس العالم , و الآن اشترت جامعة الدول العربية , فإلى متى سيبقى العرب منقادون بمالكي محطات الوقود ؟؟ " .

 

و قد أشار د.الكبيسي : "إلى أن الله سبحانه وتعالي أهلك عاداً الأولى , ونعتقد أن عاداً الثانية هي أمريكا وأعتقد أن الله لم يهلكها لأنها ستدخل الإسلام حتماً وما أشبه اليوم بالبارحة , فعندما اجتاح المغول والتتار العالم الإسلامي وجعلوه ركاماً وبنوا من الجماجم جبالاً , كانت هذه المجزرة الرهيبة ثمناً لدخول المغول في الإسلام كرد فعل منهم عما فعلوه بالمسلمين من قسوة ووحشية لم تحتملها ضمائرهم , وأمريكا اليوم تُعد للمسلمين في كل بقاع الأرض خططاً تقشعر لها الأبدان وإن شاء الله سوف تستيقظ على مؤامرات اليهود عليهم , ومن ثم ينقضون عليهم ويدخلون الإسلام زرافات ووحداناً , ولقد بدأت طلائع هذا الأمر الآن , فأصبح الغرب والأمريكان يعرفون عن الإسلام أكثر مما يعرفونه عن الدين المسيحي بعد أحداث 11 سبتمبر رغم أن ما يقرؤونه مشوش , لكن العقلية الغربية قادرة على الوصول في النهاية إلى الفهم الصحيح" .

 

و أنا على ثقة بأن شعوبنا العربية فيها الملايين من المسلمين الأنقياء الذين يفهمون المعنى الحقيقي للإسلام و يعون تماماً مخططات الأجندات الأمريكية و الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط و استماتتهم لتحطيم ما يسمونه بدول الشر التي تعادي مخططاتهم و نبوءاتهم و هي (سوريا و إيران و حزب الله و روسيا و الصين و حلفائهم ) , و أن الشعوب العربية لن تسمح لملوك النفط و عبدة المال من زعماء قكر و السعودية و الإخوان المسلمين و تركيا بأن يستمروا بقيادتهم و سوقهم بشكل أعمى لتحقيق النبوءات المزعومة لليهود الصهاينة و الأمريكان (شعب الله المختار القديم و الجديد حسب زعمهم) , بل أنهم يجب أن يستفيقوا من هذا الرقاد و ينضموا الى محور المقاومة و الممانعة لهذا المخطط الملعون الذي يهدف لسفك دمائهم و يسعى الى سوقهم الى هلاكهم لينبت الربيع العربي الذي خطط له علماء الدين الصهاينة للقضاء على الإسلام و المسلمين و الاستيلاء على بلاد الربيع في النهاية . 

 

و على كل حال ما سيكون لا بد هو آت , فهو مكتوب من الله عز و جل , وهو وحده يعلم الحقيقة وكل ما نستطيع نحن فعله هو ايقاظ العقول النائمة لتعرف من يسوقها و الى أين , كي لا يكون دمهم سقيا للربيع الذي ينبت شجر اللبلاب الصهيوني الأمريكي السام الذي ينوي اكتساح الشرق الأوسط بكامله.

2011-11-19
التعليقات
الصحفية ريما الزغيّـر
2011-11-20 18:29:22
سوريا بخير
شكراً لك د. نازك على هذه المقالة والتحليل المنطقي لما يجري حولنا وأرحب بك صديقة دائمة على موقع سيريا نيوز هذا الموقع المميز والذي يجمعنا بعدد لا محدود من الكتاب المثقفين والمتخصين وأنا أقول لك وكلي ثقة بأن سوريا بخير ولن يحدث ما يخاف منه بعض الناس سنبقى أقوياء بكرامتنا ووحدتنا وسننهض من هذه الأزمة أقوياء أكثر مما كنا بكثير الأمل بالشعب السوري الحر كبير والأمل بإصلاحات السيد الرئيس هذا الشاب المحبوب هو أمل كبير فلنضمد جروحنا ونترحم على كل الشهداء الأبطال وننتظر اليوم الموعود يوم النصر وهو قريب

سوريا
د. نازك محمد
2011-11-20 01:01:32
ترقبوا انطلاقة كتاب جديد لي بهذا الموضوع بالتفصيل و بعدة لغات
شكراً على إشادتك , إنا إعمل حالياً على كتابة كتاب مفصل حول هذا الموضوع و سيكون بالعربية و الانكليزية و الفرنسية إن شاء الله و سأنشره على النت بشكل مجاني , و قد حاولت جهدي أن يكون مصاغاً بشكل سهل بعيد عن التكلف ليكون أقرب ما يكون من عقل القارئ مهما كان مستواه العلمي , مع العلم أنه ليس عندي مشكلة مع أي دين أو اعتقاد أو إيمان كان , و لكن مشكلتي هي مع أولئك الذين يسيرون و يقودون غيرهم باسم الدين و الدين منهم براء, وإن شاء الله سأتم نشره ليرى الجميع كيف يساق البعض باسم الدين,و الله الموفق.

سوريا
دكتورة كانت مغتربة
2011-11-19 10:07:42
شكرا د.نازك ......كتبت وأجدت
شكرا" د.نازك على مساهمتك المميزة جدا وقرائتك الواقعية عسى الله أن ينعش قلب كل مؤمن بدين ,ووطن وعقيدة ..........أعتقدان على سيريانيوز أن تضع مساهمتك في ركن المقالات والاراء ...لقرائتك المميزة

سوريا