syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
مهرجان المصطلحات والإفلاس الفكري العربي ... بقلم : نزار علي

يطالعنا الكثير من المنظرين و المثقفين بسيل من المصطلحات القديمة و الجديدة القديمة ..


فهذا يقول .العروبة الحقيقية هي الحل و ذاك يقول القومية العربية الحقيقية هي الحل  . ويتابع مثقف آخر ..تطبيق الديمقراطية الحقيقية هو الحل لمشاكلنا .... وهذا يقول ..إن القومية السورية الحقيقية هي الحل .. و هذا يقول ..إن الشيوعية الحقيقية هي الحل ... الحرية الحقيقية هي الحل .... الوطنية الحقيقية هي الحل ...

 

مهلا ... نلاحظ أنه دائما هناك كلمة حقيقية أو حقيقي ترافق  كل المصطلحات السابقة أي أن المنظّر يشير إلى أن المصطلحات الموجودة على الساحة هي نسخة وهمية و النسخة الأصلية الحقيقة بحوزته وحده  .. و هناك معنى ضمني يرافق كل مصطلح سابق وهو ( العودة ) العودة لأصولنا ..العودة لعروبتنا ..العودة للماضي ..العودة ..العودة . لا أعرف لماذا لم يطرح مفكر ما مصطلح (الذهاب ) مثلا . الكل يريد إعادة التاريخ و لكن بنسخة معدلة جديدة .. لماذا لا تفكر بالمستقبل ؟ لماذا لا تستقي العبر من التاريخ و تستعمل هذه العبر لبناء مستقبل مشرق بدلا من محاولة العودة للتاريخ بنسخة منقحة؟ الشجرة تستخدم جذورها للنمو إلى الأعلى و إعطاء الثمار وليس للنمو إلى الأسفل .

 

إن ما سبق وإن دل على شيء يدل على إفلاس فكري حقيقي خطير يعاني منه المفكرون ( العرب ) و يدل أيضاً أنه علينا إعادة التفكير بكل المصطلحات ... و لا أفهم لماذا و لا مفكر عربي طرح فكرة جديدة أو حل جديد ..كل الأفكار المطروحة هي عبارة عن نسخة معاد تنقيحها لفكرة قديمة . الموضوع مشابه لعملية قيام مطرب حديث بإعادة توزيع أغنية قديمة لأم كلثوم .

 

الأخطر من ذالك ...أنه بدلا من أن يقوم المفكر أو المنظر بتشخيص المشكلة بشكل موضوعي ..يقوم أتوماتيكيا بتحميل أمريكا و إسرائيل و الصهيونية و الدول الإمبريالية المسؤولية بشكل فوري نافيا أي مسؤولية عليه أو على أي شيء داخلي .... بالتأكيد الدول الغربية تلعب دورا في تعميق مشاكلنا  و لكنها قامت باستغلال ثغرات معينة تعاني منها شعوبنا ودولنا وثقافتنا و فكرنا و نفذت إلى الداخل عبر طابور خامس أو أي شيء ... استغلت تخلفنا للنفاذ إلينا ..

الحل هو بتطوير أنفسنا قبل أن نفكر بتدمير الولايات المتحدة و سحقها ..... لن تستطيع الولايات المتحدة و لا غيرها منعنا من التطور و التفكير و الارتقاء ....إنه قرار شخصي بحت و ذاتي بحت ..قد تستطيع الولايات المتحدة اضطهادنا ولكنها لا تستطيع منعنا من التفكير السليم .. الحل هو بالقضاء على التخلف ..هذا هو الموضوع ببساطة .

 

المواطن العربي  يتوق إلى فكر جديد ..فكر ينهض بالواقع المأساوي الذي يعاني منه  ,, فكر يحرره من اليأس ...شيء عملي ..شيء فعال ..نحتاج إلى التقدم للإمام ... المواطن العربي يتوق إلى فكر إبداعي .....

 

عفواً لن يستطيع المفكرون و المنظرون إسعافه  ..فهناك (مؤامرة)  و لن نستطيع فعل أي شيء ... فلنرضى بنصيبنا من الحياة و نستسلم و نقبع في بيوتنا و أوهامنا ..أليس هذا ما يدعو إليه المفكر و المنظر العربي المعاصر؟

 

2011-11-21
التعليقات
ياسر ح
2011-11-21 11:04:36
إسلاما" وخمارا" ولحية وتمرا"
كيف تخاطب قوما" يرون في العودة للخلافة الإسلامية ربيعا" عربيا" وتغطية المرأة نفسها حفظا" لفرج ذكر هائج,والتقيد الحرفي والشكلي بالنص أساس النجاح والإذدهار,كيف ترجو الفكر ممن يرى فكره القديم مقدس من النقاش أو حتى التعريض وكأن الرب لديه مايخشى كشفه.ولم تستخف بالتأمروقدأسكرت قنابل النيتوعقولنا فلا نرى أوجب من إغلاق ذرائعها واجبا" ولا أعظم من درئ محاذيرها جهادا",لو أردت خيرا" لنهضت وتكلمت وعبرت وغيرت وصرخت قبلا" لكنا رفعناك إلى مصافي القديسين ولو مت إلى عروش الشهداء,ولكن الآن لاصوت يعلو صوت ا

سوريا