syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
ساري في سنّ العشرين..؟!... بقلم : هيفاء ديب

باللّهِ عليكَ يا قاتلِي أنْ أبعثْ ليْ رسالةْ...

أخبرنِي: إن كانَ ضميرُكَ مرتاحْ..؟


ما أخبارُ طفولةِ أطفالك.؟..

هل تعرفْ قصّةً بحزنِ قصّتي  بطلُها قاتل..

 

كانت رصاصاتُ سلاحِك عنواناً ذهبيّاً

لكن قبلَ ذلك...هل تعرف تاريخ طفولتي ؟!

 عندما كانتِ العصافيرُ تطيرُ فرحاً تزقزقُ طرباً

كنتُ وقتها طفلاً ناعماً..

 

لم أدركْ حينها كمْ أنَّ التمعّنَ بها كان جميلاً..؟!.

كنتُ أبحثُ عن شيءٍ يرضِي شغفِي باللّعبِ...!

وقرّرتُ وقتها أن أمارسَ طقوسَ طفولةٍ مكتوبٌ لها الموتُ...

هيَ منْ ألحَّ عليَّ...

 

أنا – والله - لا ألومُها..!.

تريدُ أن تتحررَ من قيودِ المنازل...

من رقابة ِالأهل...

من إملاءاتِ أخوتي..

 

من اصطدام كرتي بجدارٍ...بمزهريةْ..

طفولتي المشنوقةُ على أعتابِ بابِ القدر...

هكذا قرّرتُ أن أبدأَ مسيرةَ الإلحاحِ

على دماغ أمٍّ لم تكترثْ إلاَّ لسعادتي..

 

لعشقي للمرحِ للَّهو لنداءاتِ الطفولة:

(أريد أن ألعب..)

لم أعلمْ أن شيطانَك في الخارج يرقبُني .... يريدُ أن يسرقَ منّي حياتي..

يريد أن يأخذَ كل سنينِ عمرِ أمّي وهي تربّيني ...

 

هل كنت تمزح ..؟!. أتجابه طفلاً يحملُ الحبّ.. والبسكويت.؟!..

كيف كانت رصاصتُك بطعمِ الحنظل؟!

بلونِ دماءِ الدرّة وكل ّشهداء أطفالِ غزّةْ..

لكن ثمّة من أضاف عليها المرّ فأصبحت أشدّ مرارة..

 

هل أدركتَ يا قاتلِي ليالٍ طوال

أمّي تمسحُ عنّي غبارَ الحرِّ...

تضمَدُ جراحاتِ جسمِي..

تضمد أيضاً جراحاتِ قلبِي...؟!..

 

كمْ مرّةً أزالتْ عنّي غبارَ اللّعبِ...

كم مرّة مدّتْ يدها على جبينِي

تتحسّسُ حرارةً قد تذبحنُي....

هل أدركتَ يا قاتلِي كمْ أنّك لمْ تقتلني...!..

 

بل قتلتَ أمِّي عشرين ألف مرة...

 ذبحتَها من الوريدِ إلى الوريدِ عشرين لانهاية ألفَ مرّة

هل أدركتَ يا قاتلِي أنَّ طلقاتَك

أيقظَت بأمِّي حبَّها الجامحَ للوطن

 

هل أدركتَ يا قاتلي أنَّ الصليبَ الحزينَ لعنكَ عشرين ألف مرّة..

ويلٌ لك من لعنةِ الصّليب..

هل أدركت يا قاتلِي... أنّي سأعودُ وأخبرهُم بكَ

هل أدركتَ يا قاتلِي أنّ اللهَ موجودٌ...

 

عندها ستعلم يا قاتلِي كمْ أنَّ ناراً ستهلكك ألفَ مًّرة..

وستلعن يومها ساعة قرّرتَ فيها قتلَ طفولةٍ ذنبها أنّها تمسك بيدها بسكويتاً..

ستلعنُ دقيقةً صنعَتْ منّي التكنولوجيا خبرْ

غيرَ كلّ ذي خبر..

 

لإعلام ذائف لا يأبه بذكاءِ  البصيرةِ والبصر...

حصّن فؤادك يا قاتلي...إنِ استطعتَ

لأن لعنةً منَ اللّهِ

سترديك قتيلا ألفي مرّة...

 

 

إهداء: إلى روح الشهيد ساري وإلى قلب أم ساري؟

 

2011-12-09
التعليقات
نزار علي
2012-01-29 20:27:18
الرائعة هيفاء
اسمحي لي أن أقول أن عذوبة روحك تكاد تنفذ من بين كلماتك و أحرفك .. أول مقال قرأته لك كان بعنوان ( زفاف إلى الغربة ) و كان في نهاية المقال وعدا بتكملة القصة و هذا الكلام كان في الشهر 7 من العام 2011 ,,أي منذ شهور ..أريد أن أقول لك ..نحن مازلنا بانتظارك ..

سوريا
قارئ ومتابع
2011-12-09 22:55:23
واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت
سلمت يداك سيدة هيفاء واتمنى ان لايبقى قاتل ساري او اي طفل اخر ولاحنى اي قاتل حيا لعشرين سنة اخرى ولا حتى عشرين ساعة واقول اهلا بعودتك للكتابة فقد اطلت الغياب وعسى المانع خيرا

سوريا
محمد عصام الحلواني
2011-12-09 13:34:33
الله في الأطفال
سلام الله على كل حر شريف يروي تراب هذا الوطن بأغلى ما يملك . لو أستطاع قاتل ساري أن لا يلحق به وينجو من القاب فليفعل . ساعد الله قلب أمه وأبيه . وسلمت يداك أستاذتنا الفاضلة فلقد والله سرني قرائة أسمك بين العناوين هذا الطفل قربان هذه الأمة نقدمه الى الله ونرجوه أن يقطع يد الخونة عن بلادنا والسلام

سوريا