هذا شعار حملةٍ تقوم بها منظمة (كفى عنفاً واستغلالاً) اللّبنانية، تؤكّد فيها دور الرجل في مناهضة العنف ضدّ المرأة تحت عدة شعارات منها (ضرب الحبيب...معيب) وشعار (لن أعنّف ولن أسكت نساء ورجال، يداً بيد لمناهضة العنف ضدّ المرأة).
لتخرج أصوات تطالب بتغيير القوانين التمييزية ضد المرأة، وهي مشابهة للقوانين السورية.. التي تكرّس المزيد من العنف الاجتماعي والنفسي ضد المرأة وهذا لن يتم التخفيف منه دون أن يجرّم بقانون خاص يحمي المرأة والطفل، أو بوضع آليات حماية ضمن القوانين نفسها التي تعاقب مرتكبي جرائم الإيذاء، وضمن القوانين التي تساعد المرأة على الوصول إلى حقها المنصوص عنه ضمن القانون، على أقل تقدير.
ومكافحة العنف لن تتم دون مشاركة المجتمع كله وإدراكه أهميّة الموضوع، لتبقى التوعية أساساً في إدراك هذا العنف، ولم يكن اتخاذ هذا المثل، بتغيير كلماته النمطية المشجعة على العنف إلى مفردات منافية له إلا أسلوباً ذكياً يعيد التفكير بالكثير من عاداتنا وتقاليدنا، وكذلك أمثالنا الشعبية التمييزية.
ومن هنا تأتي أهمية إشراك الرجال في استراتيجيات مناهضة العنف الأسري، وذلك بالعمل على ترويج الوجه الحقيقي للرجولة، البديل عن الصورة النمطية في المجتمع الذكوري، ذلك الوجه القائم على تقبل المساواة بين الجنسين في جميع ميادين الحياة قولاً وفعلاً. وقد أطلقت منظمة (كفى عنفاً واستغلالاً) ومنظمة (أوكسفام بريطانيا) منذ أكثر من عام دليلاً بعنوان (النساء والرجال... يداً بيد لمناهضة العنف) يتضمن استراتيجيات العمل مع الرجال في مناهضة العنف الأسري في منطقة الشرق الأوسط. وقد شاركت سورية في هذه الحملة لتدريب رجال لمناهضة العنف ضد المرأة.
ويتضمّن الدليل تعريفاً بأساليب عملية لإدماج الرجال في النضال لإنهاء العنف ضد المرأة، ويرى الدليل أن العمل مع الرجال أمر استراتيجي في مجال حماية المرأة من العنف، لأنّهم يسيطرون على جميع مجالات الحياة.
ليصبح حقاً من المعيب استخدام العنف وتأكيد أن العنف ليس هو القوة، وإنما هو وسيلة الضعيف ولا توافق عليه سوى القوانين التي لا تدرك أهمية المواطنة، وأن المرأة والرجل مواطنان متساويان في الحقوق والواجبات أمام القانون