أزمات من نوع آخر
في زمن الربيع البهي دخل الحلبة كثير من الراقصين على أنغام آلات موسيقية وطبول ليست من الثقافة العربية واعتبروها فرصة لن يكررها التاريخ لانه ليس لاي منهم تاريخ صلاح الدين ولا نضالات جيفارا
وبعض الداخلين الى المسرح شقين الاول من الجيل الجديد الطامح للسلطة وليس لمصالح الامة والثاني شيبا أتت إليهم الفرصة بعد ان دب اليأس في نفوسهم وقد هرموا وهم على الرف او تحت خشبة المسرح من الخلف وفجأة أعمت أضواء الشهرة بصرهم وبصيرتهم فهرعوا للتخبيص أمامها دون تمييز ولا تمحيص وتم توزيع الألقاب التي لا تحتاج إلى شهادات سوى الانسياق والتساوق والمضحك المبكي ان البعض يحتفظ أمامه بورقه يخفيها ويلاحظ المشاهد أن المفكر الهمام ينظر أمامه كثيرا لان لقب الباحث او المفكر الذي البسوه إياه أوسع كثيراً من قدراته العلمية والثقافية والفهم السياسي وعليه فهو اعجز من ان يفهم معادلات الصراع الدائر في أكثر من بقعة جغرافيا وطن او أوطان
كما يحب البعض ان يسميه من منطلق التشدد بإتباع وصايا سايكس بيكو وهو بقدراته الذاتية المتواضعة لن يتمكن من المشاركة في الحوار إلا بما هو مكتوب او تم تلقينه اياه من وراء ستار او بالشتائم التي ليست بحاجه إلا لقواميس مصطلحات الشوارع أو باستدار عواطف سلبيه استنادا إلى حوادث فرديه من المحتمل ان تكون ملفقه الهدف منها تشويه الطرف الذي يعتبر بالنسبة له نقيضا وليس شريكا في الوطن وينسى البعض قول الإمام علي رضي الله عنه احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك هونا ما )
اما الجانب الآخر من المعادلة فهو فئة القافزين على ظهر الموجة وهي في أوجها وبعد انطلاقها بزمن والقفز من على ظهر الموجة بقوة وبسرعة عند اقترابها من الهدف لاستباقها بهدف جمع المكاسب والمناصب دون خسائر تذكر من جانبهم فهم لم يصطدموا بالكيان السابق ولم يقدموا على تقديم التضحيات الجسام لتغيير الواقع بل ربما كانوا احد أركان الكيان السابق أو المركونين كعنصر خامل وفجأة قدموا من خارج حدود الجغرافيا او ظهروا من تحت خشبة المسرح لنفض غبار الزمن المتراكم على رؤؤسهم أما البدلات وربطات العنق والساعات فهي تبرع من فاعل خير بدليل تكرار توجيه الباحث الهمام نظره إلى معصمه ليس من منطلق الحرص على الوقت بل لأنه لم يعتد على لبس ساعات ثمينة ...
ولكن الزمن دائما يحمل المفاجآت في جعبته مع دوران عجلته ومن برز إلى الأضواء بعد طول انتظار حتى اقترب منه ملك الموت وهو ينتظر تحت خشبة المسرح من الجهة الخلفية ولكن دعاؤه وأمله في تغيير الحال ومنحه الفرصة لم يتوقف ويفاجأ الناس بأنهم يحتاجون فترة لمعرفة من هم زعماؤهم الجدد ومن هم أولياء أمورهم وبعض الراقصين يستطيعون القفز ومن لا يتقنه يغرق ثانية وتضيع مصالح الشعوب بين الراقصين والقافزين ومن تبعهم لجهل أو لإنعدام فطنة او تعلقا بأذيال بعض الراقصين والقافزين على مبدأ المثل القائل (جاور السعيد تسعد) او لإطماع ماليه أو لتنفيس أحقاد لأضرار فرديه ولا يمكن القول بشكل عام الا انه يجب علينا ان نحتكم إلى عقولنا وليس إلى عواطفنا ومشاعرنا سواء كانت ايجابيه او سلبية حبا او كراهية على أمل أن نتعود على أن نفكر بهدوء ونتخذ قراراتنا بحكمة ودراية ووعي وليس انجرارا ولا انسياقا وراء الغير
المحبه والكراهية أن تكره من يكرهك أو تحب من يحبك، فهذا أمر طبيعي، ومع أن المحبة مريحة والكراهية متعبة فإن المحبة في بعض الأحيان تكون متعبة إذا كان الحب من طرف واحد فقط ولا يدري عنه الطرف الآخر المحبوب شيئاً، أما أن تحب من يكرهك ولا يتمنى لك الخير ولا يعير محبتك أي اهتمام بل يقابل حبك بالاهمال أو التحقير أحياناً، فهذا أغبى أنواع المحبة ولا يمارسه إلا الأغبياء عديمو الفطنة وهو محبة المقموعين للأسياد غلاظ القلوب . أما أن تكره من يحبك ويتمنى لك الخير وتحاول إهماله وتحقيره فهذا ما يمارسه أناس متكب