syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
قارئة الأحزان ... بقلم : عصام ع سلامة

كان لي شرف الجلوس مع الوطن لِبضع دقائق على شرفتي , بعد دعوات تجاوزت الخمس بعد المائة . تقصّدت أن أقدّم له قهوة تركية قائلا في نفسي : هل سيكتشف مصدرها ؟ مرّ اللقاء سريعا ً, لم أستطع من خلاله أن اقرأ ماذا يخبّئ بأعماقه وما يخبّئون له ...


خرجت صفر اليدين أمام دهائه ولم أحصل على معلومة أو إقرار يثلج صدري ,, لم يبقى لديّ سوى فنجانه الذي أرتشفه بسرعة مثنيا على البن البرازيلي الطيّب ؟ استعنت بإحدى العرّافات المشهورات لِتقرأ الفنجان , جاءت البصّارة ... ومن دون مقدمات جحظت عيناها مع أول نظرة إلى قعرِ الفنجان مستغربة الرسومات والخرائط القابعة على جدرانه  , مدّعية بأنها مفزعة وغير مألوفة إطلاقا ... توسّلت لها بمساعدتي متمنياً وداعياً لزوجها المقعد بالشفاء ,ومتضرّعا لله بأن بِحفظ أولادها الأحد عشر , أشرت إليها بأن تحّل شيئاً ضئيلا من طلاسم ورموز الفنجان  وأنا احلّلها وأسقطها على الواقع ...

 

- أرى دخاناً رمادياً ضائعاً متنقّلا بين السحب الباردة .

+ إنه برهان غليون يلّف القارّة العجوز بحثا عن اعتراف ,

- هنالك قلم و كتلة شحم تنام وتصحو بين الفينة والأخرى  ,

+ إنه الاستاذ وليد المعلم يشطب دولا وقارّات ,

 

- ثمّة ثعبانا يبّخ سمومه من مكان جميل وأنيق ,

+ إنّه وائل الحافظ من باريس يتّوعد  ,ويكّفر الناس ذهابا وإيابا  ,

- هنالك وعاء غير ثابت , يجوح يمنة ويسارا ,

+ إنّه الدكتور قدري جميل يتمايل تارة مع النظام وتارة ضدّه ,

 

- أرى كفّة ميزان عريقة  ترتفع أحيانا وتنزل أكثر الأحيان ,

+ انّه الأستاذ ميشيل كيلــــــــــو .. يكيل بمكيالين ,

- أرى مزمارا كبيرا , صوته مزعج , لا يطرب ولا يبهج ,

+ إنه الصرخة الغير مدّوية خالد عبّود يزعق على محطة الدنيـا ,

 

- أرى قبرا جماعيا ,, وقد صحى نزلائه فجأة ..

+ انها جامعة الدول العربية تدين وتعاقب وطنــــــــي ،،

- أرى رجلا ملتحيا يضع طربوشا ,, يمتطي حصانا عجوزا,,

+ إنّه رجب طيّب أردوغان حفيد السلاطين العثمان يحّن لولاية الشام  ،

 

- أرى عقالات وجلاليب وسيوفا وإبلا ,, تهرول شمالا ,,

+ إنّها هجمة بدوية خطرة لا تقلّ خطورة عن هجمتهم التاريخية الكبرى ,

- أرى جبلا هرما اّيلا للسقوط وعلى وشك أن يصبح فتاتا ,,

+ إنّه حزب البعث العظيم ,, حامل رسالات الوحدة والحرية والاشتراكــــية ,

 

- أرى أشلاء بشر وبحر دماء , ودموعا وخيما ,,

+ إنها مدينتي الذبيحة الغارقة بدمائها ودموعها وقد أصبحت بيوت العزاء معلما لها ,

- أرى صبيّة جميلة ,, وشمعة وثلج ومطــر ,

+ إنها سوريا العظيمة وعيد الميلاد  ,ميلاد مجيد لبلد جديد مغتسل بالثلج ونقاء المطر ..

         أصمتي  هنا .. وكفّي عن القراءة يــا    قارئة أحزان  وطنــــــــــي .

 

2011-12-27
التعليقات
لينا
2011-12-29 03:59:11
قصر نظر
لم تشاهد هذه القارئة ما فعله المجرمون القاتلون الذين ارادوا ان يلوثوا سماء الوطن بداخانهم الاسود .. دخان الحقد المستعر بمال النفط الحرام . ولم تتكلم عن مخارج وحلول للخروج بالوطن الى بر الامان وطريقة فعالة تعيد وصل ما انقطع ...

سوريا
مراقب 1
2011-12-28 22:30:31
ارى
-ارى مقالا لم يقدم و لم يؤخر ولم يفد ولم يضر +إنه مقال الأخ الكاتب

سوريا
زهرة الربيع
2011-12-28 13:30:55
معك حق
لو ضليتي مكملة مع قارئة الاحزان لحتى يئستي من الحياة ......و يئست منك الحياة ....بس نسيت تقول مقطع مهم لالناكلياتنا اللي هوي:"ارى برجا عاليا شامخا ومتماسكا مطلي بماء الذهب و مرصع بالالماس و الاحجار الكريمة .....انه القائد الشامخ و الباقي *بشارحافظ الاسد*".....بس نحنا لحالنا كتبناها و فهمناها بعد ما حفرناها على جدران قلوبنا

سوريا