syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الشيوعي السوري: القمع لا يحل مشاكل المجتمعات ... بقلم : الحزب الشيوعي السوري

 أصدر الحزب الشيوعي السوري بياناً في 31/1/2011 حول الانتفاضة الشعبية في مصر ضد الطغيان والفساد والتبعية، وقدر تضحيات المشاركين فيها.. وهذا نصه:


إن الحزب الشيوعي السوري وجماهير سورية العربية تتابع بإعجاب وتقدير لا حدود له، أنباء انتفاضة شعب مصر الشقيقة ضد حكم الطغيان والفساد والتبعية الذي يقوده حسني مبارك الجاثم فوق صدر الشعب المصري منذ ثلاثين عاماً، ذاق فيها مرارة الفقر المدقع والبطالة والفساد والإفساد، والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية، والتخاذل تجاه العدو الإسرائيلي، والتخلي عن دور مصر العربي، وبيع منشآت القطاع العام، وخصخصتها، واتباع نهج اقتصاد السوق المنفلت، والسير وراء إملاءات المؤسسات المالية الأجنبية، وتسليم مقاليد الاقتصاد المصري إلى طبقة من الرأسمالية الطفيلية المافياوية التي تراكمت بأيديها الثروات الهائلة، واتجهت لتوظيفها في الخارج أو في مشاريع خدمية لصالح تلك الطبقة الجديدة التي أصبح نفوذها وقرارها السياسي هو السائد، وكانت ذروة الاستفزاز الرسمي للشعب هو تزوير الانتخابات البرلمانية.

 

 لقد تراكمت كل تلك المفاسد عبر السنين، قام خلالها الشعب المصري وخاصة الطبقة العاملة، بحركات احتجاجية واسعة النطاق، ولكن أجهزة النظام كانت تقمعها بمنتهى الشدة، وملأت السجون بالقائمين بها.

 

لقد نفد صبر الشعب المصري، وتصاعدت تحركاته حتى وصلت إلى ذروتها منذ سبعة أيام (الخامس والعشرين من كانون الثاني)، فنزلت المظاهرات الشعبية إلى قلب القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية والعريش وغيرها، تنادي بإسقاط النظام وقيام نظام ديمقراطي، وما تزال الجماهير تسيطر على الشوارع حتى هذه اللحظة، وتقوم اللجان الشعبية التي شكلها الشباب بتنظيم الحياة وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم التي تعرضت للنهب المنظم من زبانية النظام لتشويه صورة الانتفاضة ووضع الجماهير أمام أحد حلين، إما الفوضى أو استمرار النظام. ورغم الإجراءات والتدابير الشكلية التي قام بها مبارك تحت اسم الإصلاح فهي لم تخدع الجماهير المنتفضة التي رأت فيها محاولة لإجهاض الانتفاضة وتفريغها من محتواها والالتفاف عليها. واللافت هو الموقف الأمريكي الذي يحاول الابتعاد تدريجياً عن دعم النظام بعد أن أدرك أنه آيل إلى السقوط، ومن أجل مد الجسور مسبقاً مع النظام القادم. واللافت أيضاً هو الذعر الذي أصاب إسرائيل مخافة سقوط النظام المصري، نظام معاهدة كامب ديفيد المشؤومة، الذي اتخذ مواقف سلبية تجاه صمود سورية والمقاومة في فلسطين ولبنان، وما يحمله هذا السقوط من إمكانات لتغيير الخريطة السياسية في المنطقة العربية بكاملها وتهديد المشروع الأمريكي-الصهيوني بالسقوط لصالح المشروع العربي الحر.

 

يا جماهير شعبنا!

إن الانتفاضة الشعبية المصرية العظيمة، قد رفعت معنويات الشعوب العربية كلها. خاصة بعد الثورة المظفرة لشعب تونس، وامتداد الحركات الشعبية إلى الجزائر والسودان واليمن والأردن. وهي تدل على أن القمع وحده لا يحل مشاكل المجتمعات. كما تدل على أن حركة الشعوب لتحقيق مطالبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لا يمكن أن تتوقف مادامت هذه المطالب لم تتحقق.

الخلود لشهداء انتفاضة مصر!

 

كل الحب والتقدير للشباب المحتشد في الشوارع المصرية!

والنصر لنضال الجماهير العربية من أجل تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة!

ومن أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي!

 

2011-12-31
التعليقات