صاحب مزرعة أبقار وأغنام وابل أوكل لأحد موظفيه الإشراف على المزرعة والاعتناء بدواب المزرعة ومن منطلق تشجيعه على حسن الأداء  اعلمه انه سيستبدل راتبه بنسبة من الحليب الذي يتم بيعه شهرياً وسيكون الدخل مجزيا أكثر من الراتب  

وبعد مرور  شهرين حضر صاحب المزرعة وقت الظهيرة  واستفسر من عمال المزرعة عن المشرف فابلغوه انه لا زال نائما في غرفته الخاصة ولا يستيقظ إلا في العصر عند حضور باعة الحليب لدفع قيمة الحليب الذي باعوه ودق صاحب المزرعة باب غرفة المشرف ليصحو متثاقلا ويفتح الباب ويجد صاحب المزرعة أمامه وعاد إلى سريره ليكمل نومه مما أثار استغراب صاحب المزرعة البالغ من العمر ضعف عمر المشرف ,  بلع صاحب المزرعة الموقف الغير مقبول وتمالك أعصابه و جلس بجانب السرير واخذ يتحدث مع المشرف  بهدوء قائلا ان المزرعة بحاجة لبذل جهود أكثر من مجرد جمع غلة الحليب المباع ووافقه المشرف الكلام بهز رأسه وهو نصف نائم  وغادر صاحب المزرعة على أمل أن يجد كلامه أذاناً صاغية وبعد أسبوع مر صاحب المزرعة وفوجئ بالمشرف يناوله رزمة من الأوراق النقدية مبتسما وقائلا له لقد أنجزت الكثير فلقد بعت جميع دواب المزرعة وطردت العمال وأخذت حصتي من ثمن الدواب حتى استطيع النوم بهدوء  

وهنا لم يتمالك صاحب المزرعة نفسه وقال له لقد أوكلت إليك أمانه لإشجعك على حسن الأداء وان تهتم بدواب المزرعة وتشرف على العمال وكأن المزرعة ملكا لك وخصصت لك نسبة من مبيعات الحليب دون ان تدفع أي نسبة من ثمن ارض المزرعة ولا أجور العمال ولا طعام الدواب ودفعك الطمع وحب الاسترخاء والنوم معظم  النهار بسبب السهر طوال الليل في لعب القمار وأخر المطاف اقدمت على بيع ما لا تملك من دواب المزرعة وأنت طبقت المثل القائل (إذا أكرمت الكريم ملكته والتكملة  يعرفها القارئ )  

وعلى شاكلة مشرف المزرعة الكثير من البشر الذين كلما أحسنت إليهم انفتحت شهيتهم على المزيد بغض النظر عن انه حلال أو لا وحاولوا التطاول عليك بدل التعبير عن العرفان بالجميل وكلما تعاملت معهم باحترام تجاوزوا حدود اللياقة المفترضة بسبب عدم  تقديرهم لحسن  المعاملة التي تلقوها من الآخرين والنابعة من ضمير وأخلاق وقوه وليس من ضعف او خوف  لان الإنسان العاقل والواعي والحكيم لا يخاف إلا من خالقه ولا يخاف على رزقه مادام مؤمنا بان الرزق على الله

ماجد جاغوب