syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
المعارضة مفتاح الأزمة السورية... بقلم : هادي الوطن

كشفت الأزمة السورية على مدى أربعة أشهر النقاب عن وجود مجموعة من المثقفين والسياسيين داخل سورية وخارجها لهم وجهات نظر مغايرة لأراء الحكومة السورية بعضها أنطوى تحت جبهات وحركات وهيئات مثل هيئة التنسيق الوطنية وجبهة التحرير وتيار الدولة السورية ...


بينما رأينا شخصيات فضلت الاستقلال والنأي بنفسها عن الحركات والتنظيمات المعارضة الأخرى مثل ميشيل كيلو وغيره وهذه الشخصيات والحركات بدأت تعبر عن وجودها منذ تولي الرئيس بشار الأسد سدة الرئاسة في سورية وأعترف بها السيد الرئيس بالقول بوجود معارضة وطنية في سورية وكشفت هذه المعارضة النقاب عن وجهها وارتفعت أصواتها بقوة على أثر الأزمة والتي وصلت لحد أن الغرب حاول استمالتها واستمالة ممثليها في الخارج بشتى الإغراءات حتى وصل الأمر إلى اتهامها من قبل مجلس اسطنبول بالخيانة والعمالة للنظام لرفضها إغراءات الغرب وإملاءاته والتي وصلت لحد تعرض أفرادها للضرب أمام الجامعة العربية على أيدي مؤيدي مجلس اسطنبول وإن مواقف هذه المعارضة التي ترفض التدخل الأجنبي في سورية سواء التدخل العسكري أو المشاريع التي طرحها الغرب من أجل إيجاد ذريعة للتدخل المباشر في سورية مثل الممرات الآمنة أو منطقة حظر جوي وغيرها من المشاريع التي تبدو أهدافها المعلنة هي إسقاط النظام في سورية تحت ذريعة حقوق الإنسان وحماية الشعب السوري وما شابه ذلك

 

ولكن المراقب للوضع السوري على الأرض يجد أن الهدف الأساسي هو تدمير الدولة السورية وتدمير الشعب السوري من خلال بعث الطائفية والصراعات الأهلية بين أبناءه

وهذا ما أدركه المعارضين في سورية جيداً في الوقت الذي يسعى فيه مجلس اسطنبول من خلال مطالبته بالتدخل العسكري إيهام الغرب بأنه ممثل ل80% من الشعب السوري وتقديم خدماته للغرب

وهنا يبرز الفرق بين الخائن والوطني بين العميل والحريص على وطنه وأمنه واستقراره بغض النظر عن وجهة نظره إلى الحكومة ومع ذلك ومع كل مواقف المعارضة السورية الوطنية نلاحظ أن بعضها يرفض الحوار مع الحكومة وكأن الموضوع مجرد العداء للحكومة في كل ما تفعله ولو كان في مصلحة الوطن

وربما يكون الأمر لكون بعض هيئات المعارضة لها شروطها ومواقفها وتدعي عدم رغبة الحكومة السورية في تحقيق هذه الشروط والمطالب رغم أننا خلال الشهور المنصرمة شهدنا محاولات الحكومة المتكررة في عقد مؤتمر للحوار حتى كان ما نسميه باللقاء التشاوري هو عملية جس نبض من قبل الحكومة للمعارضة والتي رفض بعض أطيافها المشاركة في هذا المؤتمر

ورغم ظهور بعض بوادر تغيير المواقف المتشددة من قبل الحكومة السورية من خلال تغيير الدستور وحذف المادة الثامنة أو إطلاق حرية الأعلام في سورية أو من خلال القبول بشروط المبادرة العربية في سحب الجيش من المدن وهو ما كانت تطلب به بعض هيئات هذه المعارضة وبل اتخذته ذريعة لمقاطعة المؤتمر التشاوري واعتبرت تحقيق هذا الأمر من قبل الحكومة شرطاً لازماً للحوار ولكن للأسف نجد أن بعض أطيافها أنجر وراء محاولة ترضية مجلس اسطنبول تحت مسمى توحيد المعارضة حيث نلاحظ أن بعض هيئاتها يحاول من خلال الدعوة للتوحد مع مجلس اسطنبول بغض النظر عن الاختلاف الكبير بينهما والذي وصل لحد الضرب أمام الجامعة العربية - يحاول الاستئثار بقرار المعارضة في الداخل مما يزيد الأمر تعقيداً ويزيد من هوة الخلاف بين أطياف المعارضة السورية في الداخل السوري حيث أن هناك حركات أخرى ترفض التعاون مع مجلس أسطنبول مثل تيار الدولة السورية وحركة التحرر الديمقراطي وغيرها

 

ومع ذلك كان رد مجلس اسطنبول بالرفض القاطع لذلك لأن قراره ليس بيده وبل إن من 71 عضو من أعضاءه الغير معلنين هم من الشخصيات الغربية والصهيونية الذين يديرونه حسب أهواءهم ورغباتهم الخاصة

وهذا يفسر مطالبة غليون المتكررة بالتدخل الخارجي ومواقفه الخائنة وغير الوطنية فكان الأولى لبعض أطياف المعارضة الداخلية بدلاً من التهافت للتوحد مع مجلس أسسه الغرب ويسعى للتدخل العسكري في سورية أن تسعى لتوحيد المعارضة الداخلية التي انطلقت من رحم الشعب السوري وتتشارك معها في كثير من المواقف الوطنية وهذا هو مفتاح الحل حيث يتم الحوار بين الحكومة والمعارضة الموجودة على الأرض بهيئتها الموحدة وهي المعارضة الموجودة في سورية ومن يمثلها في الخارج ويتفق مع مواقفها الوطنية بينما تلك المعارضة الخارجية التي رهنت نفسها للخارج والتي وصلت لحد المطالبة بالتدخل الخارجي هذه ليست معارضة بل هي صنيعة من المتآمرين والحاقدين على سورية وشعبها تدعي الديمقراطية ولا تريد سوى الخراب للشعب لذلك نجد أن الأولى للمعارضة الداخلية توحيد صفوفها ثم الاشتراك في حوار مع الحكومة بعد أن تحققت أغلب مطالبها التي كانت تتذرع بها مقابل الموافقة على الحوار مع الحكومة وبتحقيق الوفاق بين الحكومة والمعارضة يتوحد الشعب السوري ويقف صفاً واحداً بوجه المؤامرات الخارجية التي يديرها مجلس اسطنبول وأتباعه

 

لذلك نعتقد أن المعارضة هي مفتاح الأزمة السورية ويجب على المعارضين في الداخل السوري وممن وافقهم في الخارج تغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى شخصية أو فئوية لأننا نتعرض لمؤامرة خارجية وكل الشعب السوري على سفينة واحدة عندما تغرق يغرق الشعب كله المؤيد والمعارض وكل الشعوب في العالم عندما تتعرض لمؤامرات خارجية يلتحم الشعب كله المؤيد والمعارض لمواجهة هذه المؤامرات لأن التدخل العسكري لا يميز بين مؤيد ومعارض لأن القتل والقصف الجوي يقتل الشعب كله وهذا ما رأيناه في ليبيا والعراق وأفغانستان لذلك نتمنى من المعارضة السورية أن تتفهم الواقع السوري المتألم والنازف بالدماء والمقدم للشهداء يومياً وأن تسعى لتخفيف معاناة الشعب السوري وتغليب مصلحة الوطن فهي المفتاح للأزمة في سورية

2012-01-04
التعليقات
علاء
2012-01-04 19:28:07
صحيح ولكن
اخي بس لاحظ شغلة صغير ,,انو حتى المعارضين يللي كنا مسمايينهم شرفاء بالداخل (هيثم المالح ز ميشيل كيلو) ما قدرت اسماع بعض الناس بسوريا انو تتحملهن ,, وبعد ما اطردناهم لبرا صارو عملاء وعم ياخدو مصاري من الغرب ,,المشكلة انو لهللئ السياسةالمتبعة (اذا ما عاجبك الوضع انقلع برا سوريا)!!بتمنى ان تكون سوريا للجميع تحياتي

سوريا