عاد السنونو وأعادني إلى ذلك البيت الدافئ لأبكي ساعات الطفولة التي سافرت فيها ذات خريف ..ذات برد ولم تعد كما يعود السنونو ويعود الدفء.
عدت إلى ذلك الدار حيث ولدنا ..لعبنا ..ضحكنا وكبرنا ....أعادني السنونو إلى ذلك الدار العربي الواسع تلك التينة الشامخة .. مشيت بناظري عبر حواش الورد المتهدم . ... مررت قرب البير العربي الجاف وشربت من جفافه نخب أيام الطفولة الآفلة .........
صعدت المصطبة المحفرة بغبار الأيام ... وأطليت على خزان كان للماء .. ثم نزلت عبر الدرجات المهترئة حيث كانت ذكرى عجوز تنزل معي .... تحبو على تلك الدرجات وتنقل دلواً من الماء لتسقي القرنفل والياسمين
وكلما انتقَلت درجة جلسَت لتستريح ...ثم تعود وتمشي على مهلها وتدعي لربها وكأنها ستموت بنفس اللحظة فلا تنسى أحداً من دعائها ولا تمل الدعاء.
آه ........ذلك المنظر لن يغيب عن بالي طالما أنا حية .. كيف كان ذلك الدار يغلي بالضجة والحيوية
هناك فوق تلك المصطبة كنا نجلس لتناول الفطور .....الذي كانت تعده لنا بيديها الخشنتين اللتين حفر بهما الدهر عمراً أكبر من عمرها .. رائحة الشاي الذي كانت تعدّه لم أشتم مثلها منذ سنوات.. كل شيء كانت يمتزج بتجاعيد يديها ليصبح أطيب وأشهى
كنا نمضي أكثر من ساعة على الإفطار .... نقضي معظمها بالأحاديث والضحك والتعليق على بعضنا البعض
آه ... تلك الليالي الصامتة كانت توقظها أحاديثنا عندما نكون في طريقنا إلى الكروم ..... حيث نصل نحن والفجر سوياً .... حجارة ذلك الطريق المزدان بأشجار الزيتون وروائح البخور تشهد لنا كم كنا سعداء وكم كانت الحياة سهلة وبسيطة
بين جدران ذلك البيت الحنون وفي ظل تلك الأم الرؤوم ....شربت وكبرت وارتويت .. الآن لم يبقى من تلك الجدران سوى كل شيء .....ولكن متهدم
حلوةٌ تلك الأيام .... هناك بين شجيرات الزيتون أمضيت أجمل السنوات مع أخوة لم أرهم منذ سنوات
الأيام اللي حكيتي عنها صعب ترجع لانه كل شي تغير وحتى الشاي ما عد تغلي عالحطب صارت عالغاز ونفوس البشر إتغيرت وما ضل غير الذكريات لأحلى زمن وأحلى ناس .. شكراً لمشاعرك ولطيبتك .......
حنين وشوق للماضي الجميل اول كلمة نقولها لاحد ما عندما يتركه الحبيب انسي انسي الماضي كيف ننسي اجمل اللحظات واحلي الايام والساعات انسي ماانسي انسي تاريخي ايامي حياتي التي كانت من احلي واروع الايام ومن اغلي واجمل الدقائق والثواني كيف انسي -هل انت تستطيع ان تنسي اذا انسي فانا لااستطيع النسيان