تعتبر الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيروئيدية كالإيبوبروفن " بروفين " و ديكلوفيناك الصوديوم " ديكلون " أو " فولتارين" و غيرها ... من أكثر الزمر الدوائية استعمالا ً و ذلك لتأُثيراتها المضادة للالتهاب و المسكنة للألم و الخافضة للحرارة .. و بالتالي تشكل علاجاً مزيلاً للعديد من الأعراض المترافقة مع الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان ...
و لكنها في الوقت نفسه و في كثير من الحالات لا تعتبر علاجاً بحد ذاتها و إنما فقط مستحضرات مترافقة لإعطاء شعور بالراحة للمريض أثناء العلاج .. و هذه الصفة بحد ذاتها مشكلة ؛ إذ أن استعمالها العشوائي و الغير ممنهج قد يغطي أحياناً الأعرض دون أن يعالج السبب المرضي مما يؤدي إلى تطور خفي للمرض و خصوصاً في الحالات الإنتانية ....
طبعاً بالإضافة إلى أنها كأي زمرة دوائية تملك آثاراً جانبية مزعجة للمريض كآثارها القلبية و الدموية و الكلوية و التنفسية .. و لكن يبقى أكثر الآثار الجانبية شيوعاً هي الآثار الهضمية و التي تتجلى بنزف و قرحة هضمية و خصوصا عند الاستعمال المديد و الغير مترافق مع وقاية دوائية للمعدة ...
لذا يتم تنبيه المريض دائماً بتناولها بعد الطعام لتخفيف هذه الآثار قدر الإمكان ....
إلا الثمن الرخيص لأغلب أفراد هذه الزمرة و تأُثيراتها المسكنة و المريحة أدى إلى استخدام عشوائي لها جعل نسبة حدوث القرحات المرتبطة بها مرتفعاً جداً ؛ مما دفع أخصائيي الفارماكوجي لوضع القرحة المرتبطة بهذه الأدوية في تصنيف مستقل عن الأخرى ........
أما بالنسبة للقبضة الأمنية التي أحكمت سيطرتها على سوريا في العقود الماضية .. فقد كانت مشابهة للمجموعة الدوائية السابقة ... حيث أعطت نتائج إيجابية متمثلة بإزالة جميع أعراض الإرهاب و خصوصاً بعد تعرض سوريا لرض قاس في الثمانينات .....
و لكن رويداً رويداً .. بدأت تستعمل هذه القبضة بشكل عشوائي و دون إشراف طبي ؛ حيث أنها كانت تعطي شعوراً بالراحة الأمنية من الإرهاب و عدم الألم .... و لكن في الوقت نفسه لم يكن يرافقها علاج للأسباب المرضية و البيئة المنتجة لهذا الإرهاب مما أدى إلى تطوره بشكل خفي ...
و من جهة أخرى كان انتشار الفساد من أهم التأثيرات الجانبية لهذه القبضة ؛ حيث أدت إلى تخريب البطانة الحامية للمعدة في المجتمع السوري ؛ و دون السماح للجسم بأن يشعر بهذا الألم بسبب تأُثيرها المسكن و الكابت .. مما أدى إلى تخريب تراكمي و نزف و استنزاف مستمر بالجسد السوري و تحويل المعدة السورية إلى معدة فاسدة لا يحصل منها البلد إلا على القليل من خيرات الغذاء بينما الباقي يهدر نتيجة النزف المستمر و المخفي ...
و بعد هذه السنين عندما تعرض الجسد السوري لحادث مؤذ ذهب به إلى العناية المشددة ؛ اكتشف أن المريض مصاب بقرحة الفساد و أن البؤر الإرهابية في حالة يرثى لها بعد أن تفشى بها الإنتان لأن المسكنات قد أخفت أعراضها المؤلمة دون أن تعالجها ... و كان من الطبيعي أن توضع خطة علاجية متكاملة ... تبدأ بالابتعاد عن الاستخدام العشوائي للقبضة الأمنية الغير ستيروئيدية بحيث لا تعطى إلا وفق معايير دقيقة و في وقتها المناسب مما يجعل المريض يضطر لأن يتحمل الآلام و أن ترتفع حرارته لأن الباراسيتامول الأمني الذي يتم استخدامه أقل فعالية من ناحية تسكين الألم و خفض الحرارة و لكنه ـ أيضاً ـ أقل آثاراً جانبية ...
كما بدأ المعالج بإسعاف المعدة الفاسدة بوضع خطوات جريئة للإصلاح لترميم القرحات في بطانتها ... و أيضاً استخدم صادات حيوية نوعية لمعالجة البؤر الإرهابية التي اشتد إنتانها بحيث يستهدف العلاج الخلايا الجرثومية الممرضة و بأقل أذية لخلايا الجسم ...
و أخيراً القيام بعمليات جراحية دقيقة و نوعية لاستئصال النسج التي تموت التهابياً ...
و بالتالي فإن كل من يدعو الطبيب إلى تسكين سريع للآلام فما هو إلا طلب لجرعة عالية من المضادات الالتهابية الغير الستيروئيدية تستعمل عشوائياً و تذهب بالمريض إلى التهلكة ... و من يطلب أن يكون هناك عملية نوعية دقيقة فهو يجب أن يراعي حالات النزف المزمنة في المعدة و بالتالي الحالة الغير مستقرة للمريض مما يجعل هكذا عملية صعبة إن جاءت في غير وقتها ...
و من يدعو إلى استخدام صادات أكثر فاعلية ؛ فعليه أن يراعي انتقائية الصادات للخلايا الممرضة فقط ....
و لذلك فعلى المريض أن يتحمل أوجاعه قليلاً حتى يتم العلاج الحيوي النوعي و الشافي ...
و عليه أن يثق بطبيبه الذي عالج فأجاد .. و ما الشفاء إلا من عند الله
شكرا" أجدت ولكن ثق بطبيبك فرئيسك طبيب وعيون كمان,وحسساس جدا" فالعين بها رمد الآن ومن لها غير طبيب العيون.
منذ متى كان المرض يداوي الجسد ويطالبه بالصبر ريثما يتمكن منه .تاكد بان الجسد لن يحتمل الخيارات الكثيرة فاما الشفاء واما الموت .