syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
اليوم الأول... بقلم : ريما خضر

يقول مثل صيني: ((إذا وقعت سبع مرات ,,فقم ثمان مرات))

دائماً نتعثر بالبدايات, نهوى مرات ومرات لنقف مرة ونتعلم فراسة ابن الفرناس في التحليق في هذا المدى المتسع الأفق لمدارات اكتشاف طموحاتنا.


كانت في هذه المدى هي ..وصوتٌ يأتي من المذياع ملائكي الخامة,فيروزي القالب, وأيلول يصدح في ذاكرتها..ونغمات ورقو الصفر ذهب أيلول..

فارتدت ذاكرتها القديمة وشردت مع كلمات أيلول واصفرار أحلامها التي تسافر دون أن تكتمل .مشروع وردي هناك على الضفة الأخرى من أيلول حجر أساس لمشاريعها القلبية أودعته منذ آخر أيلول استوقف نبضها في آخر ورقة  أغمضت عينيها لتغفو في دفاتر أيامها.

كثيراً ما ينتابك شعور بالحنين إلى أماكن قابعة في البطين الأيمن لذاكرتك التي مازالت تنبض بالشوق كلما مررت بها وتنفست الصعداء على أطلالها.

ربّما للخريف علاقة كبيرة بين حنينا الدائم وتساقط أوراق الذاكرة على رصيف الفصول أو ربما هو أيلول وندى أيلول المعتق برطوبة الصباح وصوت جرس مدرسي بانتظارك..

حدث ذات أيلول أن كنت طالبة قبل سنوات ٍ مضت واليوم..يحملني أيلول على غيمة الدمع الشجي ليسكن عيني مخيلتي..ويعيد لي ذكريات الطفولة المبعثرة  بين مقعد هنا ولوح هناك وطباشير  معلمة الصف  الملونة بغربة الدروس..

تناديني دروس الإملاء من بعيد لأجمع علاماتي بين سطور الحاضر وعناوين الماضي.

تعيدني الأيام إلى شوارع أرتادها من جديد كانت قد حفظت شكل مريول المدرسة وعانقت انطباع أقدامي على اسفلت ذاكرتي المتجددة.

اليوم الأول من كل بداية يكون غامضاً مغمساً بالخوف ربما لأن التخمين بوقع الساعات المتوالية مرتبطة بعقارب الاكتشاف لمن حولنا .

 اليوم وأنا معك يا صغيرتي امشي معك على دروب مدرستك ومعها تمشي ذاكرتي لتقف دمعة حنين في عيني الماضي.هو أيلول العشق الحزين والوداع المبطن باللوعة هو حسرة عاشقين تركا مقعداً شاغراً لأوراق حب متساقطة تجر أذيال خيبة مبتكرة!!

هو الخريف تراه يجمع جمال الأشياء في شيخوخة العمر لذا يكون الكلام شفقاً معصوراً في إناء الأيام الأجمل التي تحتفظ بالجزء الأكبر من ذاكرتنا.

ما اجمل يومك الأول يا طفلتي وأنت تمتعي أنفاسي ببسمتك البريئة وما أشهى براءتك وأنت ترتدي مريول ذاكرتي وتلبسيه لعناوين المقاعد التي جلست يوماً.

 

2010-11-18
التعليقات
طائر السنونو
2010-11-19 14:10:21
سحابات حنين
سحابات حنين تناثرت كلماتك كما تتناثر كريات الدم الحمراء في فضاء الجسد .. كأنفاس عاشق تبعثرت في صباحات الحنين الملبدة بالاشواق ..وثمة أوراق للحب لا تسقط فينا ابدا ..أغراني جمال نبضك بالكتابة هنا..رائعة دائما يا ريما

السعودية
بسمة
2010-11-19 00:49:49
...
بكل بساطة .... رائعة كتير ..بتمنالك كل الخير ..

سوريا
جهينة
2010-11-18 22:32:33
وصف رائع
تعابيرك رائعة ووصفك جميل ومنمق .ذكريات جميلة نراها في اعين من نحب فنستعيد حالنا الجميل الماضي ,الله يخليلك بنتك ويطول عمرها وتشوفيها باحلى مستقبل

الولايات المتحدة
صمت
2010-11-18 19:47:03
بلا عنوان
حلو.....بس ليش منتورط مع بعض بهيك حسرة؟بهيك حزن؟هل الانسان بطبعو ميال للحزن والموت وهوو عايش؟اديه منحب نحط حالنا بمواقف درامية عصية جدا نحنا بأنفسنا منحبا.....منموت بأنفسنا ومنضل معقدين طول حياتنا انو يا رب ليش ما عشت مع حبيب النظرة و الهمسة والطفولة؟بتمنى ننفي ذاكرة الحب ونحط محلا بس الخريف والبر ولمطر لأنو بيكفي حزن !

سوريا