syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
النشاط المفرط عند الطفل.. هل هو اضطراب سلوكي... بقلم: ريما الزغيــّر

http://syria-news.com/pic/articles/rimazghir.jpgوردتني رسالة من سيدة تشكو الحركة الزائدة لدى ابنها البالغ من العمر سبع سنوات حيث قالت أن حركته لا تهدأ أبداً في المنزل  


 تصل في أحيان كثيرة إلى درجة التخريب في الأثاث أو حتى أذية أخوته مع رفضه الدائم الاستجابة لأي تعليمات من الأهل بأن يهدأ أو يجلس حتى أنه يستمر في الحركة والسير أثناء تناوله الطعام أو كتابة وظائفه كما أكدت في رسالتها أن هذه المسألة باتت تشكل مشكلة حقيقية للأسرة لأن سلوك ابنها يخلق جو من التوتر والفوضى في المنزل وختمت رسالتها بسؤال هل ابني مصاب بفرط النشاط وما هو الحل؟؟

 

حول هذا الموضوع تحدث الدكتور "ياسر معلا" – معالج نفسي- في "مركز العلاج النفسي التخصصي

" حيث قال: "بداية يجب أن نقدم تعريف مختصر لفرط النشاط عند الطفل، وهل هو مرض أم اضطراب سلوكي. فرط النشاط هو مجموعة من الاضطرابات لدى الأطفال، والتي تبدأ في سن مبكرة من عمر الطفل "في الخمس سنوات الأولى" حيث تتظاهر هذه الاضطرابات بحركة مفرطة مع نقص في القدرة على الانتباه، وتعتبر الوراثة عامل مهم في حدوث هذا الاضطراب إضافة إلى وجود قصور في عمليات الاستقلاب في مراكز الحركة والتحكم في الانتباه، أما نسبة الإصابة بهذا الاضطراب فهي تتراوح بين 3 إلى 10% بشكل عام، وتكون نسبة إصابة الذكور أكثر من الإناث بثلاث أضعاف،

 

كيف يتم تشخيص فرط النشاط عند الطفل؟

من المهم الإشارة إلى أن كلاً من فرط النشاط ونقص الانتباه ضروريين للتشخيص ويجب أن يكون كل من النشاط الزائد واضطراب الانتباه واضحين في أكثر من موقف واحد سواء أكان ذلك في "الصف، المنزل، العيادة" حتى نقول أن هذا الطفل يعاني من فرط النشاط ولكي يكون التشخيص واضح وغير ملتبس يجب أن تواجد ثلاثة أعراض على الأقل عند الطفل لكي نقول أنه مصاب بهذا الاضطراب.

ما هي الأعراض وأي نوع من العلاج يحتاج الطفل " نفسي، دوائي، غذائي" ؟

 

أهم الأعراض:

-الحركة المستمرة والعشوائية في المكان الموجود فيه دون سبب أو هدف واضح، وعدم القدرة على الاستمرار في الجلوس في مكان واحد، بالإضافة إلى الركض والتسلق".

- سهولة تشتيت انتباهه بأي مثير خارجي.

 

- العجز عن التركيز في الدراسة أو العمل ما يسبب له التراجع حتى لو كان يتمتع بنسبة ذكاء عالية.

-غالباً ما يسارع بالإجابة عن سؤالك قبل أن تنهيه.

 

- يتميز بالاندفاع والتهور والصخب وعدم الهدوء في لعبه، ويجد صعوبة في انتظار دوره.

- مهمل في أعماله وكثيراً ما يتلف ألعابه وأدواته ويفقد ممتلكاته.

-عديم الصبر، لا يكمل أمراً بدآه، ولا يستجيب لطلبات الآخرين.

- متهور في أنشطته مما يعرضه إلى الأخطار.

 

- يتململ بيديه أو قدميه بعصبية، ويكون كثير الكلام يتكلم بفيض وغزارة كبيرة.

- عدم القدرة على التوافق الاجتماعي فالطفل المصاب باضطراب فرط النشاط  يكون عدوانياً وعنيداً يتسم بالطمع الشديد ولا يرضى بنصيبه ويتدخل في أنشطة الآخرين ويقوم ببعض السلوكيات الغير مرغوبة لذلك فإن المحيطين به يشعرون بالاستياء منه ولا يرغبون في وجوده معهم سواء أكان ذلك في البيئة المنزلية أم المدرسية ومن ثم فإنه لا يستطيع أن يتوافق معهم اجتماعياً.

 

العلاج: طبي باستخدام أدوية تخفف من الأعراض وأهمها: "الريتالين، ستراتيرا"، وهي أدوية تنشط بعض النواقل العصبية في الدماغ. أما العلاج النفسي فيكون عن طريق: العلاج السلوكي وتعديل السلوك وتعزيز الاستجابات المرغوبة عند الطفل، إضافة إلى التثقيف النفسي للأهل، ووجود وسائل تعليمية خاصة، ومن المفيد في هذا المجال إشغال الأهل للطفل كثير الحركة في أنشطة حركية مفيدة يستطيع من خلالها تفريغ ما في داخله من طاقات، أما العلاج الغذائي فيكون من خلال: التأكيد على التغذية المتكاملة والضرورية لنمو أي طفل وضرورة الإقلال من الحلويات وخصوصاً التي تحتوي على الملونات وأهمية الابتعاد عن المواد الغذائية التي يدّعي مصنعوعها بأنها تعالج فرط الحركة ونقص الانتباه.

 

فرط النشاط عند الطفل مشكلة حقيقية ومعاناة لكل من يتعامل مع الطفل سواء في المدرسة أم المنزل، حتى أن الطفل أحياناً يدرك اندفاعه الزائد وحركته المبالغ بها لكنه لا يستطيع السيطرة على نفسه ويجب على الأهل منح الطفل الاهتمام الكافي ومزيداً من الحنان والحب والدعم والتعاون مع الطبيب والمدرسة.

 

2012-02-17
التعليقات
صراحة
2012-02-17 21:40:40
الحقيقة
بعد التحية و الاحترام أعتقد أن هذا التقرير يكون صحيح في حالات نادرة أو مرضية و لا تشكل 1% معظم الحركة الزائدة هي بسبب إما وجود أقران كثيرين أو عدم وجودهم و هي إثبات للذات و الوجود و غالباً تجد الطفل يهدأ بعد أن يكبر .....لا داعي للأدوية و تعقيد الأمور

سوريا