أذكر أنني في المتحف الحربي بباريس شاهدت صور وآثار أعلام محترقة وبقايا عتاد حربي وأزياء شعبية ارتداها المقاومون السوريون..
تلك المعركة التي انتصر فيها السوريون بقيادة الأطرش على أكثر من 10 آلاف جندي فرنسي.. هل تذكروها؟.. معركة المزرعة! وما أعقبها من ثأر لتلك المعركة المشرفة، وثورة زلزلت كيان المنتدب الفرنسي شعرت بالفخر والإعتزاز، بجوار وقف سائح أجنبي آخر، أشرت له بيدي وقلت هذا بلدي بفخر واعتزاز…. لم يبتسم وغادر لأنه لم يفهم أو ربما لم يعرف ماذا فعل المستعمر الفرنسي في شعبي وبلدي!
بالأمس القريب كنت جالساً أشرب القهوة مع صديق كندي، أشار إلى التلفاز وقال هذه سورية تلك بلدك! شاهدت ذلك العلم الذي رسمه وصممه الأنتداب الفرنسي يحمله ملثمون ويرفرف به محتجون مناهضون للحكومة والنظام! في منطقة مدمرة! وشعارات جهادية وشعارات أخرى عليها كلمة أرحل…
إنتابني شعور مختلف، شعور بالمهانة والمذلة! من أجل حريتنا قتل مئات الآلاف من السوريين، ومن أجل علم الإستعمار يقتلون اليوم عشرات الآلاف…
أجبت الصديق الكندي بالفعل تلك بلدي، ولكن هؤلاء ليسوا من شعبي!!!! ولا يستحقون إلا **** تجمعهم مع أمثالهم!
كلمات قاسية، صحيح قد تكون كذلك، ولكنها ليست أقسى من أبن عاقٍ لوالدته التي حملت به وولدته، أرضعته وأطعمته من خيراتها، حتى فطمته إنساناً كامل الأهلية، فعاث في أرجاء أرضها خراباً وتدميراً… ,أصبح مجرماً مقاتلاً قاطع للطريق أو مهرب باسم الحرية والمطالبة بالحرية!
من يستهدف الدولة السورية اليوم هو سوريّ ولم يعد إسرائيلياً مغتصباً، من يحرق البيوت ويغتصب النساء ويقتل الأطفال ويغتال العلماء والمهندسين والأطباء والفنيين هم سوريون ولم يعودوا إسرائيليين.
لأول مرة أشعر بالتعاطف مع الإسرائيليين وبالفراغ الذي تركته فتاوى حاخامات اليهود بشأن قتل المسلمين والعرب والتنكيل بهم وبأطفالهم! لقد أخذوا بالفعل إجارة، وأنابوا عنهم علماء المسلمين، والمفارقة أن المسلمين هم الشعوب الوحيدة التي تسمي رجالات الدين علماء حتى لو كانوا أمييّن لا يقرؤون ولا يكتبون، كيف ولا وهم على شاكلة ابن باز أعمى القلب والبصيرة يفتي بأن الأرض مسطحة ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين!
من يفتي بجواز قتل إخوانهم المسلمين ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هم عرب ومسلمون وليسوا حاخامات إسرائيل.
القرضاوي وأشباه الرجال من أمثاله اليوم الذين يدّعون أنهم على سنة رسول الله بالفعل يفتون بقتل أشقائهم وسبي نسائهم وأموالهم… الحقيقة لم أعد أستطيع أن أبرأ محمداً ولا الإسلام بعد اليوم! فالقرضاوي والعرعور وشيوخ الإسلام على مذاهب الشيخ الحقير إبن تيمية أخذوا صكوكاً من رسولهم بهذا الفعل القبيح الشنيع الفظيع!
أليس هذا ما يحدث في حمص؟ أليس هذا ما يحدث في ضواحي دمشق؟
ألا يستهدف هؤلاء السوريون الثائرون بنى وأسس الدولة السوريّة دون النظام؟ هل إذا ما أسقطوا الدولة سيستطيع أخوان الشياطين وأشباههم من المنافقين أن يبنوها مجدداً، والله إن عبد الله بن أبيّ تلميذ للقرضاوي وأشباهه من الأنجاس!
اليوم، الدولة السوريّة هي المستهدفة، أطباء علماء مهندسين فنيين وتجار وصناعيين، يغتالون يقتلون يذبحون ذبح النعاج، كم سيكون التاريخ فخوراً بكم وفي ثورتكم!
المضحك المبكي هي تلك المسيرات التي خرجت في غزّة لنصرة الشعب السوري الشقيق في جهاده على الكافرين ، حملت أعلام الانتداب وهتف الغزاويون لسقوط بشار، بشار الرجل الوحيد الذي وقف بوجه العالم من أجلهم وكنت أنا ممن وقف ضده آنذاك، واليوم أتمنى أن يدرك أن قضية فلسطين باعتها أصحابها من أبو مازن إلى هنية إلى مشعل إلى شعب عزة المحاصر بالإحتلال يقتل فيه وينكل به وكان من الأجدر أن يقف مع سوريا ورئيسها لا ضده!! كوميديا سوداء حقاً… مؤلم كم هم ساذجون العرب وأغبياء وربما حمقى!
اليوم..
وأنا أرى كيف تتحكم الغريزة بالإنسان في شوارع سورية وليبيا واليمن والعراق، بدأت أدرك، أن هذا الهمجي الذي علق جثة موظف حكومي على أحد أعمدة الكهرباء في حماة منكلاً بجثته، وأولئك المجرمون الذين ذبحوا حامية جسر الشغور في إدلب وفي حماة وحمص ونكلوا بالجثث، ورموها في نهر العاصي، والقناصة الذين يقنصون الأبرياء في شوارع كل المدن السورية… بدأت أدرك أن هذه الهمجية متأصلة فينا، وهذا الكبت والعطش للدماء موجود في أنفسنا إلا أن الديكتاتورية هي التي كبتتها خلال خمسين سنة بل سبعين سنة مضت! فالديمقراطية لم تعش في سوريا إلا شهوراً…
اليوم بدأت تتوضح لي أسباب تلك الصورة التي روجها الإسرائيلي ويروجها اليوم للعربي بأنه مجرد من العواطف متعطش للدماء جاهل غارق في جهله أحمق وهمجي…
أنظر وأقرأ تصريحات القرضاوي وفتاوى العرعور والزغبّي والعريفي وأشباه الرجال من أمثالهم فأفهم وأدرك أسباب رسم ذلك الفنان الدينماركي للرسول محمد بالطريقة التي صوره بها
أقرأ وأرى تصريحات وسلوك القبيسيات المعقدات من أتباع شيخة الإسلام مريدة الله منيرة القبيسي المرأة القبيحة المعاقة عقلياً لأدرك لماذا أنطبع في ذهن العالم كله تلك الصورة السلبية عن المرأة العربية والمسلمة
لقد بدأت أن أدرك أنه ربما كتبنا التي تعلمناها في المدارس ونظرياتنا الدينية والقومية كلها خاطئة، وأن وجهة نظر الغرب وخصوصاً الإسرائيليين منهم قد تكون على حق!
عسى أن تثير هذه الكلمات حميّة ورجولة بعض العرب الخانعين الضائعين التائهين.. ولكن هيهات
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
وجسم لا تكون الروح فيه جماد عند أرباب السداد
فلا تعجب إذا ناديت جسماً ولم تسمع جواباً من جماد
صدقت بأنني ميت ولكن كشفت الحال ما بين الأعادي
ألم تعلم بأن الجسم عندي وأن الروح في تلك البلاد
والله العظيم أنا ومعظم شعبي : لسنا مع أنصار الحرية ولسنا مع النظام ، لسنا مع هؤلاء ، ولسنا مع هؤلاء ، نعلم وندرك الخطر الذي يحيط بنا كسوريين وكدولة فتتوها من الداخل ، ولكن هذه هي نهاية الظلم والظالمين ، جوعوا الشعب ، أدخلوه في متاهات لا تنتهي من زمان يغرق المواطن السوري لتأمين الخبز والمازوت والغاز لأهله ، يشتهي اللحمة ولا يقدر دوما أن يشتريها ، حتى الفروج صار من المنسيات، لا حرية لا كرامة أينما ذهبت : ادفع بالتي هي أحسن ، قتلوا الابداع في شبابنا ، حرموا بنات سورية من الحصول على زوج يوحد الله
يا توفيق ...كلامك لا غبار عليه وأنا معك وسورية تذبح الآن من الوريد إلى الوريد بأيدي أبنائها ، ولكن تعال وشوف حجم الحنق والضرب الدامي ، والاهانات التي يتلقاها الشعب المتظاهر ولو سلميا ، يا أخي طال بنا الزمن ونحن نأكل الاهانات ومعاملة الحمير في دوائر الدولة، في شعب التجنيد ، في المستشفيات وأفران الخبز، هلك الشعب من الواسطات وغلاء المعيشة ,وعدم قدرة الشاب على الزواج وشراء بيت يستره مع بنت حلال ، الزبالات ذبحتنا بالشوارع ، القرف في كل مكان حتى المقابر ضاقت بساكنيها، تعال واتفرج على أسعار المحروقات
بتعرف شو يلي حارقلي قلبي؟!انك عم تكتب من كندا,يعني كندا ما علمتك شي؟!ما حسستك انو صرنا بال 2012 مو بال 1982 على ايام تلفون ابو قرص!!ما بتعرف انو الواحد هلا في يحكي مع الناس بكل سورية وحمص تحديدا حتى لو كان التلفون مقطوع؟؟!!ما علمتك انو في الاف السوريين برا وجوا عم يحكوا مع بعضهن وعم يسمعوا الاخبار مباشر ومالهن ساءلين لا على جزيرة ولا على عربية ولا حتى عالدنيا تبعك اذا نقلوا الخبر او لا؟!,تصبحون على وطن.
في كل دول العالم : الأولوية للمواطن إلا في هذا البلد ...الأولوية للمنتمين للحزب ولأصحاب الواسطة، لماذا يزداد الغني غنيا والفقير فقرا ، لماذا لا يكون هناك مشاركة من مهندسينا وخريجينا وأدمغتنا البشرية في وضع حلول حقيقة للأزمة وليحكم سورية بعدها من شاء ؟؟ أعجزنا يا أخوتي ؟؟ زوجوا الشباب والفتيات ، حلوا أزمة السكن وغلائه العالمي ، تبنوا أفكار الشباب والمخلصين،أين جماعة حماية المستهلك ، لماذا سعر سلعة ما مثلا هنا 50 وهناك 60 وفي الشارع الآخر 70 ؟؟لماذا مضطرين ان نسكت لآخر العمر ، اللهم ارحم شهدائنا