يعتبر القلق بالنسبة لمعظم الأشخاص تفاعلاً مؤقتاً تجاه الإجهاد الفكري ولكنه عندما يتواصل أو يستمر هذا الجهد يصبح مرضاً يمنع الشخص عن ممارسة حياته بشكل طبيعي
وقد يشعر المصاب بنوبة قلق بالخوف والتوتر ويصبح غير قادر على التركيز أو التفكير بوضوح ،وقد تنتابه أعراض متقطعة الحدوث : كتسارع القلب وتعرق راحتي اليد والارتجاف وانحباس الصوت والصعوبة بالابتلاع ،وقد يعاني المصاب بالقلق صعوبة التنفس ، كما لو كانت رئتاه تحت ضغط متواصل أو قد يعاني وسواس المرض فيتوهم أنه مصاب بمرض قلبي أو معوي ، لكن من أبرز أعراض القلق العصابي القهري ، أو (العصابي الوسواسي) تزاحم الهواجس الظلامية والتوترات الشديد والتصلب بالرأي وعدم تقبل فكرة الآخر حتى وإن كانت صائبة والتعبير القاسي وقد يقوم المصاب بهذا النوع من القلق برمي ما تصل إليه يده من أشياء ليقذف بها الآخر الذي أثار لديه الشعور بالتوتر وإذا ما سئل عن السبب الذي دفعه لهذا التصرف الفجائي ، أجاب على الفور : بأنه إن لم يقم بهذا الفعل انفجر وقضي عليه في الحال .
أستعرض هذه المعلومات المفيدة ، وأنا على يقين بأن الشخص الأكثر تعرضاً للإصابة بمرض القلق الذي يجعله غير قادر على التفكير بوضوح ليس مرده الإجهاد الفكري فقط إنما يرتكز على مشكلة نفسية طفولية سواء أكانت هذه المشكلة اضطراباً فكرياً ذاتياً أم ضغوطات خارجية منعكسة عن مناخ البيئة الاجتماعية الملوث بالجهل والعقد النفسية المتجلية بأعراض الحسد والطمع والأحقاد والدافع للتعالي على الآخر ، وعدم فهم المراهق لنصائح والديه وتأنيبهما له من أجل حمايته من الوقوع في شرك هؤلاء المرضى الكيديين بطريقة لا تتوافق مع مدارك المراهق المتوسطة وقراءته الضعيفة للواقع الاجتماعي الذي يحيط به .
وهذا الأسلوب التربوي الخاطئ يشير إلى أن الأبوين يعانيان القلق المنعكس عن مناخ البيئة غير الصالحة وإن طريقة النصح والإرشاد التي يتبعانها من أجل حماية ولدهما يتخللها عملية انتقال قلق الأبوين على ابنهما فالطريقة التربوية الناجعة لا تقوم على معاقبة الطفل حين تعثره أو ظهور بعض أخطائه إنما مراقبته المستمرة والتدخل المناسب في الوقت الذي يتبدل فيه سلوكه المعتاد وأصبحت الأخطار تحيط به من كل جانب .
أما موضوع القلق والخوف لدى الشباب اليوم وبغض النظر عن القلق المؤقت الذي يصيب الطالب جراء الجهد الذي يبذله لخوض الامتحانات فأعتقد بأن أسبابه متعددة ،وقد يكون أبرزها انجراف الشاب عبر الحداثة وحب الثراء السريع وبلوغ مكانة اجتماعية مرموقة بأسهل الطرق وهذا الدافع ليس محرماً على أحد إنما التفكير به بشكل مبالغ فيه قد يصيبه بقلق شديد ، لا يمكن التخلص منه حتى وإن تحقق ما كان يصبو إليه وقد يدفعه للسرقة والانحراف أو الوقوع في أزمات نفسية حادة تؤدي إلى فقدان القدرة على التركيز أو التفريق الدقيق بين ما ينعكس عليه بالطمأنينة وراحة القلب التي هي أثمن من كنوز الأرض وبين القلق والقهر وعذاباته المؤلمة وابتعاده عن مصادر السكينة والهدوء الكامنة بممارسة الطقوس الدينية وقراءة الكتب التاريخية والراويات الاجتماعية الدالة على أدبيات المجتمع السوي المتحضر بنسيجه المتماسك بالحب والاحترام المتبادل بين أفراده .
وهذا يعني أن الحداثة ومواكبة عصر التطورات التكنولوجية لا تغني الفرد عن أدبيات مشاعره الوجدانية النبيلة وهي التي تصونه حقاً من أخطار القلق والعقد والأمراض النفسية .
شكرا جزيلا سيد محمد على تحليلك لهذه الحالة فقد اصبت الهدف مباشرة و وفرت عللي البحث عن مطولا عن هذه الحالة التي اعاني منها كشاب و اظن ان هناك الكثير غيري ممن يعانون نفس المشكلة و شكرا جزيلا و رجاء خاص استمر بشرح هكذا مشكلات و الحلول المناسبة لعا و ابقنا على اطلاع و شكرا
ان الأغلبية العظمى من الجنسين وخاصة في سن الشباب تعيش هذه المعاناة والمتمثلة بالخوف والقلق والكثير من الأمراض النفسية..ولكن تلك المعاناة كانت مجهولة الأسباب قبل هذا الشرح والسرد المفصل والتحليل العميق والذي يؤدي حتما الى معاجة تلك الأمراض...فالشكر كل الشكر للباحث محمد عنداني على معالجته لمثل تلك الأمور والتي فيها صلاح وفلاح المجتمع ككل