بسم الله الرحمن الرحيم
كان ينظر إليها والى النور الذي يشع من وجهها الطفو لي . وكان المكان رائعاً والوقت أول المغيب والقمر بدر قد أنار مقعدهما . و كان يتأمل ثغرها الذي يقطر عسلاً . وهي تتكلم بعد صمت طويل بسبب ما أرخاه هدوء المكان عليهما من سكينة . و كانت تقول له .
لقد أحببتك بكل جوارحي . ولشد ما قاومتك ولكنك دخلت إلى قلبي . وسقطت أسواري بين يديك . وصار قلبي ليس لي بل أصبح لك أنت . أصبح قلبك . ولا أريد منك شيء . أريد أن تأمرني أنت . وتطلب مني ما تشاء . وروحي لك فافعل بها ما تشاء . أنا جاريتك يا سيدي . بل أريد منك شيئاً أخر . وهنا ترقرقت حبات اللؤلؤ في مقلتيها . نعم أريد قلبك لي كما أعطيتك قلبي . وكما صار صدري خاوياً وسكنت أنت بدل القلب فيه . فأريد قلبك أنت .
أراد أن يتكلم . فسارعت ووضعت يدها على فمه برفق فشم طيب رائحة يدها الطاهرة . وقالت : لا أرجوك دعني أكمل . أنت كل عالمي وكل أهلي . أنا صرت يتيمة بعد أن تعرفت بك . فلقد أنسيتني حتى أهلي . فرفقاً باليتيمة وقد أوصاك الله بها . وقفت وراحت تخطو مبتعدة إلى ركن أخر من مكان اللقاء .
وكانت عودتها أسرع مما ذهبت بكثير . وقعت على ركبتيها أمامه وهي تمسك بكلتا يديه . وتتأمل شعر ساعديه المفتولين . وتنظر إلى صدره والى وجهه والى عينيه وقالت : حبيبي . كلمة لن أقولها لسواك ولم أقلها لأحد قبلك . أنت حبيبي وعمري . ولأنه يعلم ما بها من فورة المشاعر النبيلة والصادقة لم ينطق بكلمة . بل ضمها إلى صدره بقوة وهمس في أذنها . لقد ملكتي علي كل جوارحي . ولن أكون إلا كما تشتهين . ودونك نساء العالم أجمع .
هنا أنارت أضواء السينما وأخذ الناس , هذا يتمطى . وهذا يصفر . وهذا يضحك . وذاك يعلق تعليقات سخيفة على المشهد الأخير . ثم خرجوا جميعا من باب السينما كالقطيع مرة واحدة . وكان بين الناس يمسك بيد حبيبته الحالية ويدخل إلى مكان الازدحام بها . عله يلتصق بها ويلمس بعض ما يحلم في الوصول إليه ويكون المبرر حمايتها من أن يتحرش بها أحد من الشباب المستعر بنار الماديات وكانت تشعر بذلك وتتجاهل تجاهل العارف وتقوم بحركات تشعره أنها غير مستاءة من ذلك وعندما أصبحا على الرصيف .
نزعت يدها من يده وابتعدت عنه قليلا لكي لا يراها أحد معه صدفة . فهي الآن من المفترض أن تكون بالمدرسة كان يتأمل مفاتنها وعيناه ترضعان من ثناياها وهو يحدثها . أين نذهب الآن . قالت : إلى البيت فلقد تأخرت وأقترح أن يسير كل واحد منا في اتجاه عندما نصل لرأس الشارع . أخشى أن يرانا أحد يعرفني معاً .
فقال لها : مما تخافين . قالت : من الفضيحة وكأنه لا يهمك أمري . فقال : وهو يمسد شعر صدغه بأصابعه ويرخي رأسه إلى الأرض مبتسماً . طبعاً لا . أقصد أنه يهمني . فقالت : طيب متى ستأتي مع أهلك لخطبتي . فقال في القريب العاجل . طيب : أنا مستعجل ويجب أن أذهب لقد نسيت شيئاً أراك ( أوكي ) فقالت ( أوكيه باي ) وما أن ألتفت عنها حتى أتصل بزميله في هذه الصنعة وقال له ( لقد فقس المشوار قال بدها خطبة أمل إبليس بالجنة روح عني يا ) .
وهكذا ذهبت في طريقها وهي تعلم أنه يتسلى بها وكانت ترفض هذه الفكرة وتعود لأحلامها لوردية في الخطبة والزواج . وهو ذهب في طريقه يبحث عن فتاة تكون مغفلة أكثر من هذه لكي يشبع نهمه منها . صورتان الأولى في الفيلم والثانية في الواقع أيهما أصدق .
أخي العزيز هذه القصة تحدث كثيراً في الواقع ولكن لا يجوز اللعب بمشاعر الطرف الآخر إن كان من الشاب أو من الفتاة وشكراً لك لهذه القصص الجميلة التي تتحفنا بها .