الاغتراب
هذه المفردة يعاني منها ألاف ألاف العائلات وتحرق قلوب ألاف ألاف الشباب هي التي زرعت الدمعة في عيون الأمهات وهي التي سرقت البسمة من شفاه الفتيات وهي التي أبعدت الأبناء عن تلك العائلات ولكن؟؟؟؟؟
المصير المحتوم والقدر المكتوب أجمعا على أن المستقبل وتحسين المستوى المعيشي يتطلب اللجوء إلى الغربة والسفر وهنالك نوعان من الشباب اللذين يهاجرون للبلدان الأخرى النوع الأول هم من ضجروا من حالتهم المادية التعيسة وتعبوا من فرص العمل القليلة ويئسوا من مشاكلهم العائلية وهم بالطبع لا يملكون شهادات تعليمية ولا خبرات عملية فاعتقدوا بأن السفر سيحل مشكلة فعندما يأخذون قرار غير مدروس ومجهول العواقب يقعوا في مشاكل وعراقيل أكبر وهم يرددون جملة(شو ما كانت العيشة بالغربة أحسن من هالوضع التعبان).....
وهنا يتحملون مسؤولية قراراتهم ونتائجها وبغض النظر عن رغبتهم في السفر أليسوا هم شباب الفتوة واليفاعة والبلاد بحاجة إلى مهاراتهم المهنية المتعددة أي أنهم لم يضطروا للغربة لولا فرص العمل النادرة ومؤكد بأن كل شخص يملك مواهب متعددة ونحن علينا إنمائها واستغلالها في التطوير لتصبح مكتفية ذاتيا وتقدر على دعم وإفادة الغير والمجتمع
أما النوع الثاني هم من يملكون شهادات تعليمية مهمة كالمهندس والطبيب والعالم والكيميائي هؤلاء وجدوا فرص عمل لائقة ولكنها ليست مقدرة لجهودهم بالقدر الكافي أي أن الرواتب المعطاة تكفيهم وحدهم؟؟؟؟؟ فما مصيرهم ؟منهم من يذهب إلى العمل الخاص أي العمل الغير تابع للدولة والقسم المتبقي الغير قادر على إنشاء عمل خاص ماذا يفعل؟؟؟؟؟؟
لن يستطيعوا تأسيس أسرة وبناء عائلة وهذا يدفعهم للهجرة باعتقادهم أنه مجدي أكثر ومراعي لجهودهم بشكل أكبر هؤلاء أبناء البلد يهاجرون إلى الدول الشقيقة وأبناء الريف يأتوا إلى المدينة!!!
وهذه هي المشكلة الحقيقة أي أن من أسباب التدهور الاقتصادي هو اغتراب الكوادر والأطر والأدمغة المؤهلة والمدربة في الحقيقة هي مؤهلة فعلا ولكن مدربة ليس تماما وسبب أخر التضخم السكاني مما يؤدي إلى البطالة وهذا يؤدي إلى و إلى و إلى و إلى
وعلاج هذه المشكلة يحتاج لوقت كبير بالإضافة إلى أنها قضية تهم شريحة واضحة من المجتمع ولكن هي نشأت بسبب مشاكل كثيرة قبلها وأعتقد أن هناك قضايا أكبر وأهم وأعمق تستحق النقاش والتفصيل والعلاج والحل يبدأ من جذر المشكلة و نرجو من الله أن تؤخذ قضيتنا هذه بعين الاعتبار وتدرس ونقوم بحلها عمليا على الواقع..............
هذا النوع هو الاكثرية و هو الهارب من الخدمة العسكرة فأغلبية الشباب تفضل الهجرة و العمل في الدول الاخرى و لو بعائد مادي قليلي على الذهاب للخدمة العسكرية و امضاء سنة و نصف مهمة في هذه المرحلة من العمر بالإضافة الى مساوئ هذه الخدمة المعروفة لدى الجميع من ذل و تحطيم نفسي و رشاوي إلخ , و كم اتمنى لو كانت الخدمة العسكرية ستة اشهر لتعليم استعمال السلاح في حالات الضرورة بالضافة للدفاع المدني لكان 50 بالمئة من الشباب المغتربين عادو و بقو على محاولة بناء مستقبل افضل في بلدهم ...