syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
تقييم شخصي غير ملزم ... بقلم : قيس يوسف

أود بداية أن أطرح مفهوما ً إشكاليا ً: الوضع الداخلي السوري , العلاقات السورية- العربية, العلاقات السورية- الإسلامية , العلاقات السورية- الدولية !  


وقد باتت تؤرقني كثيرا ً  بعدما دفعت بلادي فاتورة كبيرة (ماديا ً ومعنويا ً ) وبعدما سمعته من ممن تحدثت إليهم في هذه المحنة التي تعصف بسوريا , ومنذ أشهر طويلة قاسية , وما أتت عليه من نتائج نزف فيها وطني وانقسم المجتمع بين مؤيد بأكثريته ومعارض بأقليته , وبغض النظر عن كل شيء .

 

بكوني مهندسا ً ولست رجل سياسة , لكني مواطن بسيط أعمل بجد وبانتماء لسوريتي قولا ً وفعلا ً , قبل الأزمة التي عصفت بنا وما بعدها , و بغض النظر عمن يتفق أو يختلف معي بالرأي .

 

فإذا ما قبلنا ما آمن به الآخرون من مقولة أن السياسة إذا لم تكن كل شيء فهي في كل شيء ,

 وإذا ما أخذنا بالفكر البراغماتي , القائمة عليه كل السياسات العربية والعالمية  في ظل تحول العالم لإيديولوجية العولمة , وإذا ما احترمنا غيرنا من العرب والإسلام والأجانب من سياسات رسموها لأنفسهم وتتناسب مع مجتمعاتهم , وإذا ما قبلنا ما قالوه عنا بالسلب الكثير والإيجاب القليل وهذا ما ظهر جليا ً في الأزمة شئنا أم أبينا وقد توج بما يسمى بالحقد الدفين والمكنون تجاه بني وطني و رئيسه 

 

وإذا ما صمتنا بعدما اعترفنا بأخطائنا المحلية والتي كان سببها الأول هو فساد كل من رجال السلطة و التجار المنافقين عبر سنوات باع الواحد منهم الوطن ببضع دولارات ,وإذا خرجنا من مقولة بأن السوري  لا يخون , لأننا نعترف أن هناك عدد من السوريين الخونة بامتياز وإذا ما علمنا بأن الخطاب الديني في مراحل معينة ومناطق محددة بحاجة إلى إصلاح بعدما ظهر على الأرض من كبر لله ولبس الكفن ( جاهلا ً ومثقفا ً) ومشى كالفاقد عقله من صدمة ما دونما رادع وحمل السلاح ضد أخيه وجاره وصديقه بعدما أجاز لنفسه انه خليفة رسول الله ومطبق الشريعة الإسلامية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وبات من الصحابة المبشرين بالجنة غدا ً وباختصار هم من يملكون صك الغفران الذي كان يباع في عصر الظلمات في القرون الوسطى .

 

وإذا ما آمنا بشيء أقوله دوما ً : بأن السوري(بصالحه وطالحه) رجل حضارة وهو كصانع الخزف الفينيقي الذاهب للأبدية  :::::: 

أما آن لنا أن نقوم بعملية تقييم وتقويم تجاه مفهوم العروبة والإسلام وما يجمعنا بهم من نقاط تلاقي بأن نحيد لبضع الوقت عن هذا العروبة والدول الإسلامية ونضع في اعتبارنا ما ذكر في مقدمة مداخلتي من عوامل ولنلتفت لإصلاح بيتنا الداخلي – ونحن قادرون – ومن ثم يجب أن لا ندافع عن أنفسنا كثيرا ً أمامهم ونشتمهم ونتباكى أنهم ظلمونا وتآمروا علينا – بالرغم أنني شخصيا ً لا أقيم وزنا ً لموقف عربي أو إسلامي, ليس من باب المكابرة والمغالاة والكره لا سمح الله , وإنما احتراما ً مني لما هم عليه من مواقف وآراء – وأدعم قولي بشواهد أننا ما وقفنا مع شقيق أو صديق إلا وانقلب علينا بدل شكرنا على ثوابتنا تجاه قضايانا المصيرية المشتركة , وكم قلتها مرارا ً أنه لاجمعّنا الله فالعرب والمسلمون خاصة دون أمم الأرض قاطبة : ما اتفقوا على شيء إلا وكان وبالاً علينا نحن السوريون – هنا لا أدّعي , بل استرجعوا أصدقائي بعضا ً من التاريخ 

 

 أنا اطرح هذه الإشكالية من باب السياسة والدين والدولة , وليعلم بني قومي بأن الوطن مهما كنت فيه من صفات أنت أيها السوري ( العربي ) تبقى فيها نجما ً ووطنك شمسا ً وقائدك قمرا ً والتاريخ سيثبت لك صحة ما أقول كنا متفقين أم مختلفين فيه , لماذا ؟ لأننا قوم حضارة عريقة ورجال علم ودين وعمل في غالبيتنا. دمتم أيها السوريون وأقول فقط السوريون وقائدنا الحبيب البشار وأنا مع مصلحة وطني بالرقم الأول وبعد مليار يأتي العرب والمسلمون والأجانب .

 

2012-02-17
التعليقات
ليلى
2012-02-17 23:36:12
مقالة رائعة
//الوطن مهما كنت فيه من صفات أنت أيها السوري ( العربي ) تبقى فيها نجما ً ووطنك شمسا ً وقائدك قمرا ً والتاريخ سيثبت لك صحة ما أقول كنا متفقين أم مختلفين فيه// , رائع رائع ما قلت يا سيدي و يا ليت الكل يعلمون و يفقهون قبل فوات الآوان

سوريا
محمد
2012-02-17 19:19:22
بدون عنوان
خسرت أغلبية قرائك من أول سطرين كتبتهم, عندما قلت ان المجتمع أغليبيتهم مؤييدين والأقلية معارضة...خلال ملاحظاتي, لا يمكن معرفة من معارض ومن مؤييد بشكل مؤكد..لان معظم الشعب خائف يبدي معارضته علنيا..ومنهم خائف يبدي تأييده إذا وقع في بيئة معارضة بالأعلب.

سوريا