syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
محطات سورية مثيرة _ الجزء الرابع ... بقلم : نصر زينو

رابعاً : دولة فلسطين الوهمية وتداعياتها:


ولا أعني الشعب العربي الفلسطيني ،الذي تآمر العالم كله عليه ، وتآمر بعضه على نفسه أيضاً، ببيع أراضيه بالواسطة أو مباشرة لليهود ،بدءاً من أول مستعمرة استيطانية أنشأها اليهود في فلسطين عام 1882،مروراً بما أعلنه المؤشر اليهودي الأول في سويسرا عام 1897،على لسان رئيسه هرتزل من إستراتيجية إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين،وإلى خطواتها التكتيكية أيضاً ...،والذي تآمر زعماء الحركة الصهوينة في سياقه مع هتلر،حتى على قتل المرضى وضعاف الأجسام من اليهود،الذين لا نفع منهم ، لإجبار القادرين منهم،و خاصة الشباب على الهجرة إلى فلسطين....، والتاريخ يشهد بذلك ...،إلى اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي واقتسمته، ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، لتسهيل إنشاء الدولة اليهودية عليها ،تنفيذاً لوعد بلفور بذلك عام 1917،والتي فضحتها الثورة البلشفية الروسية عام 1917...، فقامت الثورات و الإضرابات و المظاهرات،وعمت الفوضى والاضطرابات أرض فلسطين ولكن دون جدوى،حيث أعلنت الأمم المتحدة القرار الأهم والأخطر والأظلم ،تقسيم فلسطين عام 1947...،بحيث أعطى اليهود 56%  من مساحة فلسطين الطبيعية،و أعطى العرب  43%،و القدس ومحيطها1% تحت إشراف دولي .

 

ورفض العرب القرار،ودخلت الجيوش العربية الحرب ضد العصابات الصهيوينة الإرهابية المسلحة ، المدعومة من الغرب كله..، فخسرتها بخيانة قائد الجيوش العربية آنذاك الأمير عبد الله بن الحسين،وبسبب الظروف الموضوعية والذاتية غير الملائمة أيضاً،واستولى اليهود بنتيجتها على أكثر مما خُصص لهم في قرار التقسيم،وتوقفت الحرب بتوقيع اتفاقيات الهدنة الشهيرة ،وأعلنت إسرائيل دولتها في 15 ايار1948 ، بقرار إنشائها من الأمم المتحدة،القرار الثاني الأخطر والأظلم في حياتها،المرهون بشروط عديدة ، يتوجب على دولة إسرائيل الوليدة التقيد بها وتنفيذها،وأهمها قرار التقسيم،وما يصدر من قرارات عن الأمم المتحدة لاحقاً،التي لم تنفذ منها حتى الآن قراراً واحداً بالمطلق،ضاربة بعرض الحائط بها وبصاحبتها،وبالقانون الدولي وبكل الشرائع السائدة،بعنجهية وغطرسة الغاب.....

 

وهنا نسأل،ألم يكن هذا القرار أحادياً ومن طرف واحد،أم شارك به شعب فلسطين؟! وكذلك كافة القرارات والأعمال التي تلته،وأخرها قرار انسحاب إسرائيل من غزة،وإزالة المستوطنات منه،أليس هذا قراراً أحادياً؟!، حتى لم يُعلم به الفلسطينيون ولو من باب الإعلام فقط، أو ليس قرار إنشاء جدار الفصل العنصري أحادياً أيضاً؟! والأهم والأخطر ما قضى من قرارات بإنشاء مئات المستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع ..ولا يزال..،أليس أحادياً أيضاً...؟!، فكيف نسي العرب والفلسطينيون أو تناسوا كل هذا وغيره ؟! و لمَ لم يردوا قانونياً وبالحجج العلمية والقرائن الموضوعية الدامغة،على ادعاء أمريكا وإسرائيل والغرب ، بأن تقديم طلب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين النظري، على الأرض المحتلة من فلسطين عام 1967، والتي لا تبلغ سوى 22%من مساحة فلسطين، كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة يعتبر قراراً أحادياً؟! ألم يكن أيها الفلسطينيون والعرب قرار التقسيم الأظلم أفضل وأرحم لكم مما جرى و يجري حتى الآن؟! وأعتقد أنه سيكون البند الأول على جدول أعمال أول حكومة لدولة فلسطين، إذا ما تحققت....، و الله أعلم ؟!

 

والمنافقون من (بوش) الصهيوني الأرعن والأكذب،الذي دعا إلى حل الدولتين،إسرائيل و فلسطين متجاورتين مستقلتين،إلى أوباما الأكثر كذباً وخداعاً ودجلاً بلبوس أنساني متواضع، الذي بدافي خطابه الأخير في الأمم المتحدة ، عن طلب الفلسطينينن الاعتراف بدولتهم، وللآسف كأنه سفيرٌ لإسرائيل...، إلى بعض هؤلاء العرب الذين، وللآسف الشديد جداً، ينفذون أوامر أسيادهم الأمريكان دائماً، بلا تردد أو تلكؤ أو حتى تساؤل أيضاً ، حتى أنهم لم يعترفوا بالدولة الفلسطينية المطلوب الاعتراف بها، لا بل اعتبرها الملك الأردني وغيره خطراً على القضية الفلسطينية، التي في طريقهم لإنهائها جذرياً ونهائياً....؟! فالمفاوضات التي دامت /18/عاماً بين الفلسطينيين وإسرائيل،منذ اتفاق أوسلو المشؤوم عام 1993،الذي يعتبر عباس مهندسه الأول ولا فخر ....،والذي جاء بالسلطة الفلسطينية إلى الضفة والقطاع،لتؤدي بالتأكيد المهام الصعبة عن إسرائيل المحتلة، لم تسفر أي هذه المفاوضات، إلا عن مزيد من اغتصاب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وربما سيأتي يوم قريب جداً،لا يبقى فيه أي شيء تتفاوض عليه هذه الجوقة المتواطئة الآثمة.....؟؟ فقد قال شاميرفي مؤتمر مدريد،انه سيجعل المقاومات تمتد لمئة عام ..، وسمعه العالم والعرب والفلسطينيون جميعاً، وهذا ما كان يرمي إليه هذا الخبيث،فأين انتم يا عرب كنعان ؟!.

 

والذي أعنيه أيضاً،هو أن  السلطة الفلسطينية والأعراب،لا يستطيعون بل ربما لا يريدون،أن يتزحزحوا قيد شعرة،عن أوامر ونواهي الإدارة الأمريكية والإسرائيلية أبداً لماذا يا ترى....؟ فإلى متى الصبر عليهم يا عرب فلسطين والوطن العربي ،ويا أيها المسلمون  في العالم ؟!فلنعلم أنه قد ضاع من فلسطين التاريخية حتى الآن 85%من مساحتها تقريباً ، والباقي إذا بقيتم هكذا، على الطريق، لا سمح الله ...فالطريق الوحيد الصحيح لاسترداد فلسطين،وتحرير الأرض والإنسان،لن يكون إلا بإسقاط نظام الفصل العنصري (أبارتيد ) الإسرائيلي،وإسقاط كيان دولته....،وهذا لن يكون إلا بالمقاومة الوطنية والإسلامية الفلسطينية الشريفة المسلحة وسواها..،وأنصارها جميعاً، ولن يكون هناك أي خيار آخر ، فمقولة ما اخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة صحيحة جداً جداً،(رحم الله جمال عبد الناصر)...، فمارسوها بكل العزم والقوة ،وبالحكمة وبالتضحية بالغالي والنفيس،لتحقيق هذه الدولة العلمانية الديمقراطية الحرة المنشودة، التي تتسع لجميع سكانها،العرب مسيحيين كانوا أو مسلمين،ولليهود شرقيين كانوا أم غربيين،فالكل متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون....،ومن يرغب بالخروج من هذه الدولة إلى حيث يشاء...، إلى وطنه السابق أو غيره،فهو حر والله معه..،فهذا هو الحل العادل والدائم والشامل الإنساني،والوحيد الموضوعي والممكن ، كهدف استراتيجي نهائي لا بديل عنه بالمطلق ...، فتبصروا وتفكروا واعملوا وانتصروا ..،وليس لكم إلا تنتصروا...وإلا فانتظروا المصير الأسود،وهو كمصير الهنود  الحمر الأمريكيين...،وهو لا محالة قادم...، أجاركم الله منه....

 

ـ فلا حماس المقاومة حررت باقي الأراضي الفلسطينية،ولا سلطة عباس المفاوضة رحلت ، بعد أن فشلت فشلاً ذريعاً  في الواقع ، فلا حرية ولا كرامة استعادت، و لا أرضاً حررت ،و لا مقدسات صانت ، ولا ثقافةً فلسطينية عريقة حافظت، فلا تتقن إلا الاستنكار و الشجب...،وثم الخضوع والعجز عن الفعل الحقيقي الصائب المجدي، رداً على انتهاكات إسرائيل لكل المواثيق والقيم  الإنسانية..،وخاصة ما يتعلق منها بالحقوق الفلسطينية المشروعة،والدفاع عنها..!!

 

 فما زال عباس يراوغ ويناور ويماطل في المصالحة الوطنية،خدمة لأسياده الأمريكان وتنفيذاً لغايات اسرائيل ومن معها، باعتبار أن المصالحة الوطنية خطر  حقيقي عليها... ،فلا يزال يختال رئيساً للسلطة،و رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية ،التي هي بالأساس حركة تحرير وطني،تعتمد الكفاح المسلح مع كافة الوسائل و السبل المتاحة الأخرى ، لتحرير الأرض و الإنسان من الاحتلال،و استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،بما فيها حق العودة ،فكيف يكون رئيسها هذا الذي،يفاخر أنه لم يحمل بندقية ،ولم يطلق رصاصة في حياته،  كأنه غاندي ما شاء الله ...؟!!و الأنكى أن ولايته منتهية منذ أكثر من ثلاث سنوات ، و حكومة حماس المنتخبة مُقالة أيضاً...!!أليست هذه من عجائب العصر ..، يا أهل فلسطين الكرام . أينما كنتم ...؟! فلا تزال حماسٌ محشورة في القطاع ، ولا تزال تتلهى بالسلطة...، و تتلهى بالسلطات الناشئة من حولها، ظانة أنها ستكون لمصلحة نضالها...، فهيهات هيهات إنها واضحة لن تكون إلا كما يريدها واليها،وغداَ لناظره قريب...،إن شاء الله تكون كما تظنون...،كما أنه لا تزال بقية فصائل وأطياف الشعب الفلسطيني الوطنية كأنهم يتفرجون....!!

 

وبالاختصار نقول،أنه عندما كانت القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى المركزية ،أضاعوا منها ما أضاعوا، و المبادرة العربية عام /2002/  دليل إثبات على حجم الضياع و المؤامرة ،و ربما كانت أسوأ من وعد بلفور المشؤوم بالنتيجة ....؟ و لما استلم الفلسطينيون قضيتهم،بالقرار المستقل المزعوم في حينه ، أضاعوا ما أضاعوا أيضاً.... ،و اتفاق أوسلو عام /1993/، و ما تلاه من تفريط و تنازل و تخاذل،دليل إثبات على حجم الضياع و المؤامرة...،و بالتالي فقد تخلى العرب عن هذه القضية الأساس،إلا القليل المحاصر الشريف القوي و الفاعل  ، و تخلى الفلسطينيون عن قضيتهم بشكل ما ....، فلا يزالون يتخاذلون و يتنازلون...،إلا القليل المحاصر الشريف القوي و الفاعل  أيضاً...، و الأغرب أن الأخوة الفلسطينيين ،ظلوا يقولون دائماً، أن كل الحق على (الطليان)، و نسوا أنفسهم و ما عليهم ، فهل يصدق أحد من العرب و المسلمين و أحرار العالم ،أن هذا الشعب العظيم ، الذي روى بدمائه أرض فلسطين وأرض الاغتراب في العالم ،ينصب عليه رئيساً لعدة سنوات خطيرة، كالسيد عباس الذي عرفنا .....،وللآسف لايزال كذلك،وربما يقول، كما قال الخليفة العباسي المتوكل (بغداد تكفيني)...، فكفاكم أيها الأخوة الفلسطينيون،أينما كنتم وهناً و هواناً، وافعلوها مرة واحدة ،وقولوا أن الحق علينا ... ،وأصلحوها دفعة واحدة وإلى الأبد...، فإلى متى أيها الصابرون،تنتظرون إقتلاع السرطان،أياً كان و كيفما كان ؟!فلا تتأخروا بذلك كثيراً،حتى لا يلتهم هذا السرطان كل شيء،فتبكون بمرارة على الأطلال...، ،أيدكم الله بنصرٍ من عنده...

2012-02-23
التعليقات