عندما يرتقي مزود وكالات الأنباء العالمية بالأخبار - عما يجري على الأرض السورية - من مرتبة شاهد عيان إلى ناشط في أمر ما، ثم إلى عضو في تنسيقية أو هيئة إبتدعها ولا يعرف كنهها إلا هو
فحقوقي في مؤسسة وليدة بفعل الحدث الدائر، وأخيراً وليس آخراً إلى مراسل - في المحطة أو الوكالة التي تحتضنه - لتبث ما تصدح به قريحته من معلومات، و من دون أي مؤهل يؤهله لإعتلاء مثل هكذا وظيفة سوى الكذب والنفاق وتلفيق الأحداث.
وعندما تستند معظم البيانات والتفارير في الهيئات والمنظمات الدولية - والتي نعتقد بأن أولياء الأمر فيها يحترمون عقول منتسبيها - على ذلك الكم الهائل من الرسائل الإخبارية والمعطيات التي ترد عن طريق من ذكرناهم آنفا ...ً نعي حجم التخبط الذي تعيشه تلك الهيئات والمنظمات وخطورة القرارات التي يمكن أن تتخذها استناداً غلى المعلومات، تلك المعلومات التي استقتها فقط من المصادر التي ذكرناها.
ومن ناحية أخرى بات كل منا يعرف بأن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقبع في لندن، ولا يشغله سوى فردين إثنين فقط، لنجده مسند إليه في كل يوم مسألة إحصاء عدد القتلى والجرحى على كافة بقاع الأرض السورية وبكل دقة وشفافية ( فقط اللذين قتلوا برصاص الأمن والشبيحة، لأنو رصاصات الأمن والشبيحة طعمها غير شكل - ) لنجد الأرقام تتوالي وبشكل هستيري لا يتوافق مع أدنى شكل من أشكال العقلانية في تداول مثل هكذا شأن.
وبمنظور ثالث نجد بأن الوكالات الإعلامية العالمية، تجند ثلة ممن تدعوهم مراسلين - وليس لهم سجلات - لتدفع بهم فينخرطوا في أتون الحرب الإعلامية، التي لا يألون جهداً لتسعيرها بالشكل الذي يرضي طموحاتهم وغاياتهم التي لم تعد تخفى على أي متتبع للحدث، ولهذه الأمر يحللوا استباحة حرمة حدودنا لخرقونا بشكل غير شرعي، ثم يلقوا اللوم علينا بحجة عدم تمكننا من حمايتهم كجواسيس، ما علمنا بوجودهم إلا حين دارت دائرة السوء عليهم، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من عاد محملاً على نقالة ليخبر الآخرين بما قد لقن، وآخر لم يسعفنا الوضع لمتابعة شأوه والتحقق من وجوده.
إذاً وبالرجوع إلى مجمل البيانات والتقارير والتي تتحدث عن الشأن السوري ( حديث القرن ) نجدها كلها مستندة لما ذكرنا من مصادر قيل بأنها إعلامية، والتي لا يمكن أن ننعتها إلا بأنها لم تصدر غير عن أناس أقل ما يقال عنهم بأنهم مأجورين لنشر ما يستخدم لتحقيق مخططات موضوعة لمنطقة الشرق الأوسط، ولحجب ما يدين تلك المخططات أو يقلل من وتيرة تنفيذها أو الحد من تفعيلها.
وبالمحصلة نستطيع القول بأنهم يريدون وبكل ما أتوا من قوة أن يمرروا مشاريعهم التصفوية ولو على أشلاء كل الخليقة مستخدمين كل الحجج والذرائع لفعلهم المشين.
ما ذكرته باعتقادي متفق عليه مع كل من يمتلك العقل أو ألقى السمع وهو شهيد، أما ما ليس بالحسبان هو المصير المنتظر للأدوات التي يستخدمها الآخر في تنفيذ مخططاتهم الشيطانية، والتي بات ومن المؤكد بأنها ستتحول في المستقبل المنظور لأهداف لا بد من تصفيتها لاستكمال المخطط المنشود ولتبيان سبب التأكد على ما أقول أورد القصة التالية:
منذ زمن ليس ببعيد، طلب أحد الملوك المتغطرسين من مهندس للبناء - يعمل في كنفه - أن يبني له قصراً بمواصفات الكمال، على أن يجعل فيه لبنة لو أزيلت لزال القصر عن بكرة أبية، وذلك تحسباً لسقوط القصر في يد الأعداء والإنتفاع به... ففعل المهندس من دون إبطاء، وفي نهاية المطاف وبعد أن علم الملك بموضع تلك اللبنة، صعد برفقة المهندس لسطح البناء، فما كان منه إلا أن أمر بقذف ذاك المهنس من على السطح.. فتوسل المهندس - قبل تنفيذ الحكم - بأن يعرف سبب إعدامه رغم عظيم العمل الذي قام به.. فقال الملك: وكيف تريد مني أن أنام في مكان يعرف سر وجوده أو زواله أحد غيري.
وبقليل من التدبير والتفكير، صرنا على يقين بأن الآخر لا يمكن أن يعطي مفاتيح اللعبة لأي كان إلا ليستفيد من هذا الشيء للفوز بها، ثم يفنيه ليضمن عدم استغلال هذا الشيء لتلك المفاتيح ضده...فتذكروا يا ألي الألباب.
إن شاء الله بينقلب السحر على الساحر وبتفضل سوريا سيدة الكل.