syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
حكمة الدهر ... بقلم : سالي سمير

القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟


وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟

 

ولم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع وما أدراكم أنه حظ سيء؟

 

وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر.

 

وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.

فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل.

 

وهؤلاء هم السعداء فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم (الرضى بالقضاء والقدر) ويتقبل الاقدار بمرونة وإيمان لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء.

 

والعكس بالعكس

 

2012-03-08
التعليقات
سالي سمير
2012-03-25 19:49:51
شكرا جزيلا
شكرا لكم على تعليقاتكم المحفزة وانا في قمة سعادتي عندما اقرا جملكم الرائعة وامل ان اقدم الافضل دائما وان تنال كتاباتي اعجابكم

سوريا
محمد عصام الحلواني
2012-03-19 22:12:37
سلمت يداك وطاب قلمك
أستاذة سالي سمير المحترمة : من أروع ما سمعت من القصص القصيرة رغم أنني هاوي قصة قصيرة ولي كتابات كثيرة في هذا المجال إلا أن قصة حضرتكم جعلتني اشعر بروح المنافسة وسأكتب على هذا النمط بإذن الله بارك الله بقلمكم ومد في عمركم بمزيد من العطاء والسلام

سوريا
عاشقة الليل
2012-03-10 13:06:21
جميل
ما أجمل الرضى بكل ما يختاره لنا رب العالمين، فمفتاح السعادة الرضى، ودمت بخير.

سوريا