كانت الأسرة في العصر الفرعوني أداة لحماية العادات و التقاليد و الأخلاق التي تكون مادة التراث الفرعوني فالأسرة أول وحدة اجتماعية يتعلم الفرد فيها الولاء للمجتمع.
وقد كانت الأسرة تستمد أصلها ومعنى وجودها من عجز الطفل الشديد فغاية تكوين الأسرة هو إنجاب الأطفال و تربيتهم , ولا نجد نزاع في إن الأطفال لا يعيشون من اجل آبائهم ,بل الإباء الذين يعيشون من اجل الأبناء.
وكان الزواج لدى الفراعنة يقوم على عقد كتابي ثابت وكان المجتمع يتيح للشباب و الشابات التعارف فيما بينهم و التفاهم على الزواج الذي لا يتم اخبرا إلا برضاء و موافقة الوالدين .
وزواج الشخص من أخته يلوح لنا كشيء تحرمه الأديان وتشمئز منه التقاليد و الآداب ولكنه كلن معروفا لدى المصريين القدماء ولاسيما زواج الاقربين في الأسرة المالكة وذلك للاحتفاظ بنقاء الدم الإلهي.
وكانت الزوجة تساعد زوجها في الأشراف على شؤون المنزل وترافقه في رحلاته ويقول الوزير ((بتاح حوتب)): ((إن الرجل يكون حكيما عندما يؤسس لنفسه منزل ويحب زوجته.
ويعود اهتمام المصريين بإنجاب الأطفال لتخليد الاسم . وكانت تنشئة الطفل يتلقاها من أمه التي كانت ترضعه ثلاث سنوات وتتولى حمله , وكانت الأسر الغنية تستأجر أحيانا المرضعات وكان لهن فيما يبدو مركزا ملحوظ. وكان من واجب الأب الإشراف على تربية أولاده في حقبة السنوات الأربع الأولى . ففي هذه السن يعيش الطفل مع ألعابه , ولكن التربية لم تكن رخوة لينة ,فمنذ السنة الأولى من عمره يسير عاري القدمين حليق الرأس ,طعامه الرئيسي خبز الذرة وشجر البردي المشوي.
والى جانب التعليم فان مقرر التربية كان يتألف من تعليم فلسفة الحياة العملية وقواعد اللياقة وآداب السلوك