syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
كيـف ننـمي احتـرام الـذات عنـد الـطفـل؟؟ بـقلـم : ريـمـا الـزغـيّـر

لتنمية احترام الذات عند الطفل قواعد وأساسيات تربوية لا بد من اعتمادها في تعاملنا اليومي معه، وهي تؤدي دوراً كبيراً في بناء شخصية متوازنة للطفل، والحيلولة دون تعرضه لمشاكل واضطرابات نفسية عندما يكبر.


  حول هذا الموضوع تحدث الدكتور "جلال نوفل" اختصاصي الأمراض النفسية في "مركز العلاج النفسي التخصصي" حيث قال: 

"بداية يجب أن ننظر للطفل على أنه جزء من عائلة، وإن أمرين أساسيين يعززان احترام الذات عنده، الأمر الأول طبع الطفل، وهذا له علاقة بالجينات والمورثات، والأمر الثاني هو البيئة التي يعيش فيها، فإذا وجد الطفل بجو عائلي أساسه الاحترام بين الوالدين، وبعيداً عن العنف أو سوء التعامل، سيؤثر هذا حتماً على تعزيز هذه القيمة عنده، وإن حدث العكس فسيفقد الطفل أحد أهم عوامل الأمان لديه

 

 لذلك نقول إن وجود هذه العناصر "عوامل الأمان" المرتبطة برعاية الأم الجيدة لابنها، وحرصها على أن يشعر بالأمان والاستقلالية ضمن حدود معينة هي أهم عوامل تنمية الثقة بالذات عند الطفل، ما ينعكس على ثقته بالمحيط الخارجي، وهذا كله يحدث بالدعم النفسي من الأب والأم للطفل منذ ولادته حتى عمر ثلاث سنوات، ومن المهم هنا أن تتقاطع معايير التربية للطفل أي أن يربي الأب والأم الطفل بنفس المعايير، أما بعد عمر الثلاث سنوات فيأتي دور الطفل والعائلة معاً، حيث يبدأ احتكاك الطفل بالعالم الخارجي، وتنمو حاجاته الاجتماعية هنا يجب أن نلاحظ كيف يعبّر الطفل عن نفسه، وعن احترامه لذاته، وثقته بقدراته، وهذه الملاحظات نحصل عليها من خلال مراقبته بالروضة، ومراقبة بيئة الروضة".

 

 إشكالية الثواب والعقاب: أما عن تعزيز تصرفات الطفل الإيجابية، وتقبل مشاعره السلبية، ودور هذه المسألة في تنمية احترامه لذاته فيقول د. "نوفل": "هذا الأمر له علاقة بالمرحلة العمرية، فإذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أعوام فعلى الأهل تعزيز تصرفاته الإيجابية بالثناء والمكافأة، والتعامل مع مشاعره السلبية بهدوء، وبعد ذلك يأتي دور الروضة والوسط الاجتماعي، فالطفل يتعلم بطريقتين إما "بالقدوة" أو "بالثواب والعقاب"، لكنه بحاجة إلى نمط مناسب للثواب والعقاب، فإذا قام بتصرف إيجابي علينا أن نعززه له، وإذا قام بتصرف سلبي نعاقبه حسب حجم الموقف، ومن الخطأ أن نحاسبه على كلمة سيئة تفوه بها، وكأنه ارتكب إثماً عظيماً

 

 هذا التناسب يعطي الطفل نظرة واضحة لرؤية العالم الخارجي، ويحقق له التوازن في شخصيته، وهناك خطأ يرتكبه الكثير من الأهل، وهو أنهم يعاقبون الطفل عندما يقوم بسلوك سلبي على أنه طفل سيئ، بينما عليهم أن يشرحوا له أنهم يعاقبونه على سلوكه السيئ فقط، هذا يشجع الطفل على الابتعاد عن التصرفات السلبية، ويبعده عن الاضطرابات النفسية التي غالباً ما تنم عن قلق وكآبة".  

 

 وأضاف: "كما أن احترام الطفل لذاته ينشأ من احترام والديه لبعضهما، فهما القدوة بالنسبة له، والأب الذي يقول لابنه: "لا تضرب صديقك"، وهو يضرب زوجته سيجعل القيمة اللفظية أقل شأناً من القيمة غير اللفظية، والأهم أن الطفل سيعد سلوك الضرب سلوكاً عادياً جداً، لأنه يراه أمامه وخصوصاً إذا كان موقف الأم هو الاستسلام. هذا التنافر بين ما يشاهده الطفل وبين الأوامر اللفظية يخلق عنده نوعاً من القلق الذي يعبّر عنه بالتوتر غالب". 

 

 ايجابيات احترام الطفل لذاته: عندما يوجد الطفل في بيئة راعية وداعمة له سيكون قادراً على استثمار ما عنده من طاقات بشكل مفيد ومنمّ لقدراته، وبما يقدم فائدة للمجتمع وقدوة لبعض الأطفال الآخرين، وبذلك نساهم بتنشئة منهجية ومنظمة للطفل، وقد أثبتت الدراسات أن تخفيف عوامل القلق على الطفل في طفولته سيخفف من اضطرابات السلوك بشكل شبه مباشر عندما يكبر، وإذا لم تعالج هذه الاضطرابات في الطفولة فهذا سيجعل الطفل يعاني عندما يكبر من اضطرابات نفسية". التثقيف النفسي ضروري للأهل فتربية الطفل ليست بالأمر السهل، ويجب القيام باستشارة زواجية في المراكز والعيادات النفسية، حيث تضمن الإجابة عن عدة أسئلة مثل كيف نستعد لنكون والدين مثاليين؟ وكيف نفهم سلوك الطفل؟ هذا كله يكون من خلال دورات واستشارات أو قراءة كتب عن أساليب التربية.


 
2012-03-15
التعليقات
Navigator
2012-03-15 23:45:16
I have a dream
والله شي رائع ...قليل نشوف هيك مقالات تنموية وبتخلي العائلة تنهض وترتقي ...والله المساهمات صايرة بتنوم...شكرا للكاتبة

سوريا