المشكلة التي تملأ أجوائنا الآن ربما لا يعتبرها الكثيرون بهذا السوء مقارنة مع الأشياء الأخرى التي تعبق بسماء حياتنا ومسيرة تفاصيلنا اليومية التي لا تنتهي من أحداث عابرة ومعضلات جسيمة أحياناً...
وبالطبع مع ما نحياه بالآونة الأخيرة من متغيرات أحاطت ببلادنا ومجتمعنا وشعبنا...بعيداً عن تلك اليوميات التي لا تنتهي و قريباً منها بذات الوقت هناك دخان يٌتعس بعضنا (القليل جدا) أن يتنفسه في كل مكان ويدخل إلى تلابيب أوعيته التنفسية وممراته الهوائية و رئتاه وأنفه هذا إن لم تدمع عيناه ويصبغه برائحته الدخانية المزعجة ...مما يؤرقنا في مجتمعنا الذي يحاول النهوض للأعلى والتقدم للأمام والهرب من وأد الزمان لتراثه وقيمه بأننا ما زلنا نتعامل مع التدخين وكأنه أمر حتمي و طبيعي في كل محطات الحياة وبكل مناسبة ولا نقوى على إيقافه...
كم كانت فكرة منع التدخين بالأماكن العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات التربوية ..ووووو والمقاهي والمطاعم مشرقةً بأحلام وردية نقية كصفاء الحياة التي نحلم بأن نحياها و نوفرها للأجيال التي ستأتي بعدنا ..على الرغم من أن منع التدخين ليس الهاجس الأكبر الذي يطمح مجتمعنا للتوصل إليه الآن لأنه ربما يعتبر من كماليات العيش بسبب صعوبة الحياة الحالية لكن مع هذا بالسابق لم يستطيع ضبط أفراده وأعصابهم بالاستمرار بتطبيق قرار كهذا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل..أحقا فشلنا في أن نستمر بمنع كهذا؟ّ!...
ربما يسخر البعض من حساسية الآخرين تجاه أمور كهذه لكن حتى في تفصيل صغير كهذا نلغي الآخر حين يشهر سائق التكسي سيجارته ويزفر أنين تعبه في وجه الراكب الذي ربما يتذمر أو يبلع دخان السائق في ابتسامة ساخطة هذا مثال بسيط عن سائقين ربما لم ينالوا قسطاُ من المعرفة بكيفية التصرف أما أن تكون في مؤسسة تعليمية و تٌعتبر أنك في هيكلية المدينة الفاضلة المزعومة التي من المفترض بأن يكون القيّمين عليها بناة أجيال وقدوة حسنة فالطبع نحلم حين نفترض افتراضات كهذه لأننا نصحو على غمامات من التلوث يقضون بها مضاجع راحتنا القصيرة جداُ لنهرب منهم ومن أمثالهم ويشعروننا بأننا نحن الذين لا ننتمي لقاعدتهم التي يطبقها معظم أفراد المجتمع...
هذا وإن أحببت أن تزور مطعم أو مقهى من مقاهي بلدنا الغالي فعليك ارتداء كمامة قبل أن تتجرأ بالدخول ولا نبالغ حين نقول كمامة ونظارات واقية من الأراكيل المسيلة للدموع الخانقة للصدر المعشوقة الوحيدة التي تتصدر كل أرجاء المكان ...هذا عدا عن الدوائر التي نسيت غرفة التدخين منذ حين؟.. والأماكن بازدياد كبير.....
أحقاً المشكلة باتت بنا بأننا لا ننتمي إلى الدخان؟!....
أبات حلماً بأن ننقي ذرات أوكسجيننا من الكربون الذي أتلفنا؟
عذرا أيها المدخنون فدخانكم عبق بأثيرنا و سرق الأوكسجين من هوائنا فنكاد نختنق أعذرونا إن كانت همومكم أكبر من همومنا ووسائل تنفيسكم عنها تضرنا جداٌ ولا تعتبرونا مثاليون إن لم نشارككم بنشر الدخان لكنكم تلحقون الأذى بنا فاعذرونا .......
سورية هي أمنا جميعا لذلك علينا أن نحميها خاصة أنها تواجه فوضى عارمة التي أصبحت اليوم حربا حقيقية والدليل على ذلك هو ما يسمى الجيش الحر و عندما يتقاتل جيشان فهذه حرب حقا لذلك نرجو من السيد الرئيس بشار الأسد أن يعلن الحرب و يقضى على ( الجيش الحر) لأننا اكتفينا من كل هذا مللنا من سماع صوت الرصاص صباح مساء ما يحدث في مدينة الحفة من إطلاق النار و الأنفجارات المستمر في اليل والنهار