دمشقُ يا أمَّ الحضارةِ لم تزلْ آثارُ عزِّك والأمجادُ من قِدمِ
سطّرتِ تاريخاً وصغتِ ملاحماً حتى غدوتِ بحقٍّ خيرةَ الأممِ
وكنتِ نبراساً لكلِّ ابن آدمٍ باليُمْن ِوالبِشرِ أمطرتِ وكالدِّيم
واليومَ أقزامٌ عليكِ تآمروا لكنْ ترفّعتِ عن الكيد ولم تُضمِ
يأتونكِ الآنَ طلّاباً لحرِّيةٍ من أجل أن ترتاحي أو تتنعمي
مع أنهم ليسوا المثالَ المحتذى إذْ ليسَ عندهمُ حرٌّ بنو قزمِ
ورثوا المناصبَ عن جدٍّ وعن سلفٍ وعاثوا فينا رعاةُ الإبلِ والغنمِ
ما عندهمْ إرثٌ لأي حضارةٍ كانوا يعيشون حتى الأمسِ في خيمِ
لا علمُ لا أدبٌ ، لا بعضُ معرفةٍ وجلُّهم حمقى أو فاقدوا الذممِ
من أجل أن يمتطوا التاريخَ واعجباً إذْا همْ على جهلٍ من الإمساك بالقلمِ
يسعونَ للهدم والتخريب في بلدٍ فيه التنوعُ بالأعراق والأممِ
إذ يسهمون بقتل الرّوح والجسد من غير لا خجلٍ أو حسِّ بالندمِ
زعموها ثورةَ مظلومٍ ومضطهدٍ بذَلَ النفيسَ لنشر العدل والقيمِ
لكنّ حجّتهمْ سرعانَ ما انكشفتْ لما استظلّوا بظلِّ التُّركِ والعجِم
بذريعة العدل يا للعار وا أسفاً من هكذا قاضِ بل من هكذا حكمِ
لا عاهلٌ كفؤٌ ، لا سعدُ لا حمدٌ فأين همُ من عزِّ الشام والشممِ
فالعزُّ أنتِ وهامتكِ مشرِّفةٌ هلَّا نقارنُ هامَ العزِّ بالقدمِ
مهما تفنَّنوا أو فتُّوا دراهمَهمْ لمّا ولن يستطيعوا النَّيلَ من هرمِ
فالعاهلُ السعوديُّ مافيه من أملٍ خانَ الأمانةَ للرُّسل وللحرمِ
والسَّعدُ ابنُ أبيهِ طالبٌ ثأراً يرجو انكسارَ وقلبَ الشامِ في الحُلُمِ
أما الأميرُ الَّذي قد عقَّ والدَهُ كالفيل ما فيه غيرُ الدِّهن والورمِ
الكلُّ مدَّ إلى الأعداءِ قبضتَه من أجلِ حرقِ بلادِ الشَّامِ والشِّيمِ
وشامُنا طائرُ الفينيقِ ، ديدنهُ فلا بهالكِ أو ميتٍ ومنهزمِ
لاشكَّ ينهضُ من تحتِ الرَّماد إذا حرقتْهُ ألسنةُ النَّيرانِ والحممِ
لكنَّ من ركبَ الحماقةَ هالكٌ والحمقُ أسوأ من مرضٍ ومن سقمِ
صارالزَّمانُ زمانَ العهرِ والكذبِ بئسَ الزَّمانُ وليت الكونَ لم يقمِ
إذِ القرضاوي يتحفنا بفتواهُ في هدرِ دمٍّ وقول الَّلاء والنَّعمِ
أو فتوى إرضاعِ الكبير وغيرها أو منها ما يختصُّ بالتقبيل والَّلممِ
من كان متَّبعاً فإنَّه مسلمٌ ويالهُ من كافرٍ من كان عنها بمُحْجِمِ
أيُّ سخافاتٍ وأيُّ تغييبٍ لنا بل أيُّ تصفيةٍ ! أيُّ سفكٍ للدّمِ
لله في خلق الورى شأنٌ وحكمتهُ قد يبُرئُ المخلوق أو يبقيهِ في ألمِ
لا تهدِ قوماً عافَ الله هديَهمُ ذرهمْ لنفطِهُمُ للجنس كالخدمِ
من يُعمِلِ العقلَ في حلٍّ لمشكلةٍ متمثِّلاً للعرف للأخلاق والحِكمِ
متجنِّباً للعنف والتَّشهير في لغةٍ مستخدماً ما عفَّ أو مارقَّ من كلمِ
في غاية الأمر فإنَّ اللهَ مجزيهِ يلقَ الجوازيَ من عزٍّ ومن كرمِ
مادام عقلٌ فينا سوف ننتصرُ بتفاني شعبنا والإخلاص للعلمِ
والحبُّ يمنحنا ثقةً وأجنحةً تعلينا كالنَّسر في الأجواء والقممِ
بعضٌ من الصبر والوعي ويلزمنا وقفاتُ عزٍّ واستنهاضُ للهممِ
يا شامُ نفديكِ بالأولاد والمال عهداً قطعنا على الأرواح بالقسَمِ
أن نبذلَ النّفسَ والأجساد والغالي في الذّود من دون لا كللٍ ولا سأمِ
فالله كان مع الشَّآمِ ولمْ يزلِ مَنْ ناصرَ الشَّامَ لم يُخذَلْ ولم يُلَمِ
مهدُ الحضارةِ كلُّ الناس يعرفها هذي الحقيقةُ لم تأتِ من العدمِ
