سادت في بلادنا العربية الكثير من العادات العائدة الى الدين وماتركه الاجداد وانتشرت بشكل واسع على نطاق القبيلة او المجتمع ...
ولاقت تقبلا ورفضا من افراد المجتمع فمنهم من جاراها واعتمد عليها كعادة خلّفها اسلافه, ومنهم من نبذها واعتقدها بالية لانفع منها أو طورها وقام باعادة انشاءها لتصبح مناسبة لعصره
ومع تقدم السنين وتطور العصور وتلاحق الاجيال اصبح من الصعب الفهم الدقيق بكل كلمة لذلك اختلطت المفاهيم وتغيرت المعاني مثال على ذلك عندما نقول عن فتاة ما؟ متحررة
البعض يفهم انها مجرّدة من الاخلاق والقيم والبعض الاخر يعتقد انها متمردة على المجتمع وبعضاً منهم يقول انها غير محجبة ولباسها غير محتشم
اما المعنى الحقيقي لتحرر؟ لغة : اي الفك من قيد أو اسر
معنى: فيقصد بها الاقتناع بالافكار الشخصية والمعتقدات وحمل تلك الافكار لتطبيقها في مجتمع اخر دون النظر إن كانت هذه الافكار مواتية لقوانين هذا المجتمع
فتلك الفتاة المتحررة بغض نظر عن سلوكها ولباسها ولكن من المعروف انه في إي مجتمع عربي يفترض التقيد بمجموعة شرووط واحترام عدة بنود
أما كلمة الانفتاح فتلك الكلمة ضاع حقها واصبحت مضمورة مع الزمن اذ اننا لانجد من يستخدمها أبداً
إلا عندما نقول :(نحن في عصر الانفتاح)
فالانفتاح يقصد به التعرف على حضارات ومعارف ومهارات العوالم الاخرى دون نسيان اصالتنا واخذ منها المناسب وتطبيقه في المجتمع إي الشخص الملتزم بأصالته وعنده إلمام بباقي العلوم والعوالم الاخرى فيجب أن نطلق عليه منفتح وليس متحرر
أما الشخص المتعصب فهناااا الكارثة يكون متحجر لرايه الذي يكون في اغلب الاحيان خاطئاً
مثال:تجد شخصاً يقوم بتنقيب نسوته خشية من نظر أحد اليهم وعندما تظهر مغنية على الشاشة عيونه ترقص فرحا زتتعلق بالشاشة ؟؟ ومن الوارد جدا أن يطلق عبارات السعادة برؤية تلك المغنيات (يسلملي هالطول وتقبرني هالجاذبية )اللواتي يقول امام ابنائه انهن ساقطات وسافلات والخ الخ الخ
هنا اين الدين مكانه ؟؟ وأين التعصب والمقت الذي هو فيه وهذا طبعاً مثالاً من الامثلة التي لانهاية لها من ذلك
وان اتكلم باسمي الشخصي انني احزن على هذا المتعصب الذي لايعرف ولايفقه شيئاً من شيئاً
باعتقاده انه ملم وعلى معرفة كبيرة بالشيء المتعصب له ولكنه حقيقة يقتات على خبز غيره ويتعلم من غيره أو يأخذ ماسبق عن الأولين ولكن دون الاقتناع يعني متعصب بالفطرة
واكثر ما يغيظني ويولمني عندما ذلك المتعصب يقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام
ان حبيب الله لم يكن يوماً متعصباً بل كان قمة في اليسر والسماحة
فرجااااء لاتعصب بين ابناء الارض كل يقنع بواقعه وكل يسهم في تنمية نفسه لكي لايبقى مغمورا وحين نقول لشخص ما:(لك يازلمة اتماشى مع هالعصر هالجيل اختلف) نقصد بذلك أن يتعلم الجديد الجيد ويتمسك بأصالته وأن يكون يتمتع بالمرونة الكافية ليقدّر كل جيل وانجازاته وتحمّل اخطاءه والعمل على تصحيحها أو تلافيها
لذا ختاماً:
لنكن سمحين متحابين نرفق بالجميع ونكون مرنين وقادرين على مخالطة انواع البشر جميعها دون التخلي عن افكارنا بل نضيف ونعدل ونظل في تطور مستمر وان نترك الاحكام العشوائية والسريعة ونتذكر اننا كلنا اخوة على هذه الارض المؤقتة
أشكرك أخت سالي على هذا الموضوع أنت تزدادين تألقاً على ما يبدو يوماً بعد يوم وأفكارك تتطور بشكل ملفت للنظر . أما بالنسبة لموضوعك المختصر المفيد فأقول أنا مع الوسطية والاعتدال في كل شيء ولست مع التحرر حتى الانفلات أو التزمت إلى درجة التعصب لأن الوسطية تعني المرونة التي تفتح المجال للآخرين بالحوار معنا وتغيير وجهة نظرنا بأمور كثيرة قد تكون خاطئة في معتقداتناالمرونة تجعلنا نتقبل الأخر وتجعل الأخرين يتقبلون أفكارنا وليس أمراً مشيناً أن تعترف بأخطائنا.
التحرر لا يكون بالتحرر من اللباس المحتشم بفك ازراره او تعرية الجسد !! والتحرر لايكون بتحول المشروبات الروحية الي بديل عن العصائر الطبيعية لتكون سمة من سمات الشخص المتحرر الحضاري !! والتحرر لا يكون بتحول الزنا الى علاقة مصاحبة ومساكنة ولا يكون بتحول القمار الي لعبة وتسلية ولا بتحول الربا والرشوة الي عمولة !!!والتحرر لايعني ان تكون الاخلاق الحميدة فقط (انا اساعد الاخرين ولا أضر باحد وجسدي هو ملكي وانا حر بتعريته و أهبه لمن أشاء). كنت اتمنى ان تعلني الفرق بين "التحرر" و "الانفلات" ايضا .
حقا يوجد انفلات وتزمت وانا لم اتطرق للانفلات لانه ايضا شي خااص ولكن انا اخترت كلمة ( التحرر )لان الجميع يسئ الفهم لمعناه ويعتقده (انفلات) ونوهت انه اقتناع بالافكار الشخصية مع احترام عادات المجتمع ولكن حقيقة اعتدال ووسطية كما قالت ريما وشكري لرايكم