syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
عام ونيّف مرّ على الأزمة السورية ... بقلم : اتحاد الشباب الديمقراطي السوري

عام دموي ذهب فيه آلاف السوريين قتلى وجرحى.
عام تشردت فيه عائلات عن مدنها وأحيائها وبيوتها بسبب أعمال العنف والعنف المضاد، الذي أخذ سبيله في الأزمة نتيجة للتخلي عن إعمال العقل للتوصل إلى حل سياسي دعونا إليه مطولاً، وما زلنا ندعو لإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي تمر بها سورية


كل شيء وجد طريقه إلى الأزمة السورية إلا الحلول السياسية، رغم الدعوات المستمرة للحوار، فالعنف كان هو الأرجح والغالب , ورغم كل الحديث النظري عن الإصلاحات، إلا أن تنفيذها فعلياً على أرض الواقع لم يجر على أكمل وجه، والبدء بها لم يدفع الأطراف الموجودة إلى الاحتكام للحل السياسي، فقد كان هناك لقاء تشاوري من أجل مؤتمر لحوار وطني شامل، وهو اللقاء الذي شاركنا فيه كاتحاد شبابي ديمقراطي سوري

 

 إلا أن أطرافا كثيرة من المعارضة لم تشارك فيه، مع أننا كنا نرى فيه مدخلاً رئيسياً كي يجتمع السوريون على اختلاف مشاربهم وأطيافهم دون تدخل أيد خارجية بغرض الوصول إلى حل لأزمتنا قبل استعصائها. ومع أن هذا اللقاء قد خرجت عنه توصيات هامة كان بإمكانها أن تشكل الأساس لمنع تطور الأزمة وحلها، إلا أن قوى عديدة من طرفي الأزمة عملت على إجهاضها.


وتتالت بعد ذلك مبادرات عربية وغربية لحل الأزمة السورية، لكنها لم تخل في أغلبها من نوايا خبيثة تستهدف إسقاط سورية وزجها في حرب لا خاسر فيها إلا الوطن وشعب هذا الوطن، حتى إن بعضها، وإن كان عربي الصياغة والمصدر، إلا أنه طالب بالتدخل العسكري الأجنبي ضد سورية وفرض الحظر الجوي عليها، وهذا ما لم ولن يقبل به أي سوري شريف ووطني، إلى أن جاءت أخيراً مبادرة السيد كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الذي قدم مبادرة من ستة بنود، وأهم ما تهدف إليه هذه المبادرة هو وقف العنف والقتال وخلق المناخ كي يجلس السوريون إلى طاولة الحوار للوصول إلى حل سياسي يُخرج  سورية من دوامة الدم وينقذ البلد من الانجرار الكامل نحو الحرب الأهلية، التي ستذهب بسورية، إن حصلت، إلى غياهب ليل لن ترى بعده النور أبداً.


إن اتحاد الشباب الديمقراطي السوري يرى في مبادرة عنان طريقاً سليماً وسلمياً لحل الأزمة السورية، وربما يكون الفرصة السياسية الأخيرة لمثل هذا الحل، وهو يعلن عن دعمه لها، ويرى أن نجاح هذه المبادرة مرتبط بمدى مصداقية رعاتها والتزامهم بها، ويترتب لنجاحها وقف الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة، وإيقاف مدّها بالعتاد والمال والمقاتلين، وهو الأمر الذي لم يعد خافياً على أحد. هذا من جهة، وعلى التزام السلطة السورية بتنفيذها بما لا يضر بمصلحة سورية أرضاً وشعباً، خاصة بعد أن وافقت الحكومة السورية على بنودها.


ويبقى الاعتماد على الشعب السوري هو المفتاح لأي حل، بعد أن استطاع التدخل الخارجي وبدعم من الجامعة العربية وطلب من أطراف المعارضة لهذا التدخل شق طريقه في الأزمة السورية، هذا التدخل الذي ما كان لأي وطني سوري أن يرضى به.

دمشق في 2 نيسان 2012

اتحاد الشباب الديمقراطي السوري

 

 

2012-04-07
التعليقات