قام مدير إحدى الجامعات بإلقاء المحاضرة التالية على الطلبة لتحفيزهم على الدراسة والمطالعة والبحث العلمي
فقال لهم : أيها الطلاب الأعزاء
منذ زمن بعيد
وعلى نفس هذه المقاعد التي تجلسون عليها الآن كان هناك طالب اسمر اللون يقال له قيس وكانت تجلس إلى جانبه و على نفس المقعد طالبة حسناء اسمها ليلى
ومع بداية العام الدراسي أشتعلت شرارة الحب في قلب قيس وأصبحت تجري كالنار في شرايينه فتقض مضجعه وتلهب إحساسه و تحرمه النوم و راحة البال و أصبح كلما استعار كتاباً من ليلى يقبّله و يناجيه ويكتب لها بين صفحاته أحلى القصائد وأجمل الأشعار ولكنها كالعادة كانت كل مرة تأخذ منه الكتاب وتضعه في المكتبة دون أن تقرأه وبقي حبه في صدره ناراً تحت الرماد وسراً طي الكتمان.
ولأن الحب كالشمس لا يمكن إخفاؤه فقام وجمع ما بقي له من القوة والاصرار و صارحها بحبه ونقل إليها لواعج نفسه وكشف لها عن شغاف قلبه ولكن المفاجأة أخذت منها كل مأخذ فاعتذرت عن حبه ورفضت وده وأصابته بمقتل في صميم قلبه .
وبعدها بفترة وجيزة شعرت بغلطتها وسوء فعلتها وفشلت فيما حاولت ألف مرة أن تخفيه وتنساه
فاستعارت منه الكتاب وكتبت عليه بمداد من دمها ودموعها
(أحبك أحبك أحبك ما حملت اطهر من ذلك الشعور لن أقولها إلا لك ولن أكررها لسواك أرجوك اسمعها وأصغي إليها وحاول أن تغفر ما بدر مني و تسامحني عن سوء تصرفي )
لكن قيس اخذ الكتاب ووضعه في الخزانة ولم يفتحه أو يقرأه
مر فصل دراسي آخر وكلاهما لم يفتح الكتاب ولم يقرا الجواب
وليلى تذوي مثل الوردة في مهب الريح وقيس لا يعرف ما أصابها ولا ما حل بها وأخيرا ماتت ليلى من حزنها ولوعة قلبها وجن قيس لفراقها وبعدها وأصبح يسير في الشوارع وينادي محبوبته بأعلى صوته
حتى أصبح رفاقه يرثون لحاله وينادونه ((مجنون ليلى))
كل ذلك لأنها لم تقرأ كتابه ولم يقرأ كتابها
لذلك ومن فضلكم
مشان الله افتحوا الكتاب واقرأوه ولو مرة في السنة.