رابعاً: الخيانة واقع أم خيال:
وهكذا نرى تجديداً واستنهاضاً، يجري بشكل عام لهمة كافة العملاء والمرتزقة والفاشلين، فاقدي الكرامة والشخصية، وتجييشهم وإعدادهم إعداداً ممتازاً، من التدريب والتأهيل والتسليح، إلى الإعداد النفسي والمعنوي، وغسل أدمغتهم، وسلب الإرادة نهائياً لبعضهم، وتسخيرهم لتنفيذ الأوامر الأمريكية بالأساس التي تصدر إليهم، بكافة العمليات وخاصة الانتحارية منها ...، لينطلق الحراك الجديد، حاملاً معه كل الشرور والضغائن والكراهية، وكل سيئات وأخطار عمليات الثأر والانتقام من الآخر إلى سوريا، وبكل هذا الكم الهائل من كراهية الإنسان الآخر الآمن المؤمن، الراضي المرضي، الهانئ بحياته، والطامح للفرح والسلام، الذي تعتبره القاعدة ضدها حكماً، ووجوده خطر عليها، ولا ضير من قتله أو استعباده كونه كافراً حكماً...!! كما قلنا مكررين ...
ورغم كل هذا ياتنظيم القاعدة، خسئتم ومن معكم جميعاً، فهذه سوريا العرب، ولن يرهبها أو يثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية الثابتة، كل ما تقومون به أنتم والجماعات المسلحة الباغية في الداخل ...، من أعمال إرهابية لا حدود لبشاعتها وهمجيتها وخطورتها، من قتل الأبرياء بالجملة وارتكاب المجازر المروعة بحقهم، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، ومن أعمال الخطف والتعذيب الوحشي، والتنكيل بجثامين الشهداء وحرقها، وبالإضافة إلى كل هذا عمليات السلب والنهب والتشليح وطلب الفدية لهم لابتزاز ذويهم بكل صفاقة، إنهم يريدون المال ..المال ...، والله أكبر على هكذا ثوار وطلاب حرية وديمقراطية ...!!
وكان على ما أرى، بن لادن يقاتل عما يؤمن به، أنه الحق بما يحمل من فكر ديني وهابي متعصب، ويجاهد في سبيل خلاص الأمة وخيرها وصلاحها، حسبما يعتقد، وبالتالي كان العدو المعلن والمحدد له هو أمريكا والصهيونية ومن معهما، هؤلاء أعداء الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان، والله أعلم بما في صدره، لكن نائبه وأمين سره أيمن الظواهري، كما يبدو، صار اشد تكفيراً وأعم، وأكثر تعصباً وتزمتاً وأدهى وأعمق تخلفاً وتيهاً، وأسوأ باستخدام أساليب القتل الوحشية نفسها وأكثر، وبأدوات القتل الجهنمية ذاتها وأقسى، من قطع الرؤوس بالفؤوس، إلى الذبح وبقر البطون، إلى العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية ،وما تفتق عنه ذهنهما الإرهابي الإجرامي الوحشي ولا يزال، من أساليب القتل المحرم للأبرياء من الناس ...
وبالمناسبة أتحدى هذا التنظيم، أن يكون قد أقدم على عملية واحدة حقيقية، جهادية أو استشهادية أو قتالية معلنة ، ضد أمريكا في أفغانستان أو حتى في العراق ... حيث جميع الأعداء في متناول أيدي هؤلاء، دعاة للجهاد دجلاً ونفاقاً وخداعاً لعامة المسلمين ... وحقنا أن نسأل! لماذا لم يقم تنظيم القاعدة أيضاً بأية عملية جهادية، في فلسطين الجريحة المغتصبة والمستغيثة بكل العرب والمسلمين وأحرار العالم ...؟ ولا من ناصر، عجباً ...!!
أعتقد أن حركة طالبان في أفغانستان، بالقطع لا تريد أن يشارك تنظيم القاعدة في أية عمليات عسكرية معلنة، ولا أن يشاركها في القيادة أيضاً، وفي الجوهر، وربما حتى لا تتأكد صحة الحجة والذريعة التي ادعتها واتخذتها أمريكا، لاحتلال أفغانستان، للقضاء على تنظيم القاعدة، بعد تبنيه باطلاً أحداث 11 أيلول لعام 2000، وتبريراً لما جرى ويجري بعدها من مآسي ومصائب في العالم، وغيرها من الأعمال الدنيئة والوحشية، التي تقوم بها أمريكا بواسطتكم، في أي مكان في العالم، التي لم ولن تحترمه أبداً...!! (ولطفاً راجع مقالتي، الانتحاريون بين الجهاد والإرهاب في سيريا نيوز 2009)
وربما لأسباب ذاتية تعود لعلاقة زعيمه بن لادن، بأمريكا الأم أيضاً ؟! وهذا ما يفسر، على ما أعتقد، عدم تبني القاعدة لأية عملية عسكرية، مهما كانت حتى الآن في أفغانستان ... فتفكروا يا أخوان الرضا ...!! فأين أنتم ... وجهادكم المزيف والمنافق، أعلموني ...، إلا اللّهم العمليات المسرحية المضحكة المبكية ...، كمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية الفاشلة، وكمحاولة تفجير سيارة مفخخة في نيويورك الفاشلة أيضاً...!!
وعلى هذا يبدو أن الظواهري، قد خان زعيمه وأصبح أداة ضاربة وأكثر طواعية وعلنية، بيد أعداء الأمة والإسلام، أمريكا والصهيونية ومن معهما ...، كما يلاحظ المتابعون، أن تنظيم القاعدة وفي عهد الظواهري، يضرب حيث تريد أمريكا ...، ويقتل حيث تشاء أمريكا، بالإضافة إلى أن هذا التنظيم يلقي إلى التهلكة، بهؤلاء الانتحاريين المغيبين عن الدنيا وعن العقل، ويعتقدون باطلاً أنهم ينفذون أمراً إلهياً، جزاؤهم عليه الجنة زوراً ...!! (كما أسلفنا)، فعجباً وألف عجب، كيف ولماذا يسكت دعاة الإسلام عن ذلك، ولا يحركون ساكناً ؟!
فالجنة ليس مفتاحها بيد الظواهري ولا القرضاوي ولا العرعور، ولا بيد أي من مشايخ الفتنة، ولا بيد أي مخلوق كائناً من كان، وإنما هو بيد الخالق الواحد الأحد، وهي للشهداء والصّدقين ومن يشاء بغير حساب، قال تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } صدق الله العظيم، آل عمران169.
خامساً: فسق الدعاة والمريدين
وفي الختام نقول، أنتم لستم تنظيم قاعدة إلا بالاسم، أما فعلاً، فأنتم مجموعة مرتزقة تكفيريون مجرمون إرهابيون، وعملاء مجندون من الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية ومن معهما ...، فاشلون في دنياكم وآخرتكم ...، والله أعلم، حياتكم لا تساوي الرصاصة أو السكين التي تقتلون الأبرياء بها، أو أرخص لدرجة المتاجرة بها، في سوق النخاسة والسفالة، بالشر المستوطن قلوبكم وقلوب أسيادكم الطواغيت، يا ليتكم تستفيقون من غفلتكم، وتقطعوا أيدي جلاديكم، ولكم في ذلك أجراً عظيماً عند ربكم والناس ...، إن شاء الله ...
وأختم بالقول، أنني أعتقد بعد قراءة وتشخيص الواقع، والقبض على مشكلاته وعلله، وتحديد أسبابها وحيثياتها، بموضوعية دقيقة، أنه يوجد في الحقيقة والواقع، نفر من الناس، وبغض النظر عن آرائهم ومواقفهم وانتماءاتهم السياسية والعقائدية وغيرها ...، لا يعترفون بوجود الآخر بالقطع، وبالتالي هؤلاء السلاطين في الفساد والإفساد، يحملون فكراً كفكر القاعدة الإلغائي الإقصائي، من حيث رفضهم الآخر وإقصائه، بعد الحكم عليه بالقصور وعدم الكفاءة والأهلية، لتحمل المسؤوليات الهامة، مما ولًد غيرة وأحقاداً لدى هذا الغير، نتج عنها رغبات متراكمة بالثأر لحقه المهضوم، وكرامته المغمسة بالمعاناة المريرة لسنوات طوال ...، لم تلق شؤونهم وشجونهم الاهتمام الكافي والعادل، من السلطة المختصة في بلدهم... ولا تزال ...!!
وعلى هذا فقد هيأ بذلك هؤلاء الأنفار، الأرضية الخصبة والمناخ الملائم، لانقضاض فكر القاعدة التكفيري، وذئابها، ومن خلفهم ومعهم نصف العالم، لمؤازرة ودعم أمثالهم من الجماعات المسلحة الإرهابية، الذين يعيثون فساداً، و يسفكون دماءً طاهرة، في سوريا، بلد الأمان والحب والوفاء، والعيش المشترك الأبدي بالانسجام الرباني ...، والمثال الأسطع على تصرفاتهم الهستيرية والهمجية، بعد كل جريمة يرتكبونها أو أثناءها، لا مثيل لها في التاريخ، إلا حفلات إبادة الهنود الحمر في أمريكا، وحفلات آكلي لحوم البشر، هو جريمة قتل شاب بريء وتعليقه على شجرة، وتحلق هؤلاء الإرهابيين ومعهم بعض الحاقدين من الناس، حوله وهم يصرخون ويصفقون ويرقصون فرحين، كالمجانين بجهل مكين وحقد الفتنة الدفين، لعن الله هؤلاء الموقظين لها جميعاً.
وأخيراً لا بد من القول أيضاً،أن هؤلاء الأنفار،المأخوذين بأنفسهم لدرجة الغرور والتيه، هم بغطرستهم المقرفة، وأخطائهم المشينة، يميلون لأن يكونوا من طيف واحد، لولا مؤازرة الكثيرين من كل الأطياف الأخرى في المجتمع لهم، ومعهم في المغانم وفي الإساءات للوطن والمواطن معاً، وهؤلاء لا يؤمنون لا بالحرية ولا الديمقراطية ولا بوجود الآخر أصلاً، كما ذكرنا، مما جعل التعيين آفة الفساد، وجعل غياب المساءلة والمحاسبة، السبب الأساسي في تكلس المسؤولين، وما جلبوا بذلك للمجتمع، من خراب نفسي وثقافي وسياسي واقتصادي، فهؤلاء الأنفار الطغاة ومعهم الإرهابيون جميعاً، الذين ساهموا هم بوجودهم، يحتاجون لتطهير الوطن من أرجاسهم وآثامهم، واجتثاث الآفات الخبيثة التي جاؤوا بها للبلاد والعباد، يحتاجون ليد الشعب العظيم الجبار، وقواه الوطنية التقدمية الأمهار، ولسيف القائد الحكيم الصادق الأمين البتار، بالحق والعدل والإنصاف، تحت سقف القانون والنظام الشفاف،وعلى الملأ البهار بعون الله ... وقبل أن يطلع الصباح، وتمسك شهرزاد عن الكلام المباح، نطرح هنا باختصار التساؤلات الصريحة والبناءة المشروعة التالية :
1ـ هل وبعد خمسين سنة من حكم الثورة، نسأل من المسؤول عن جهل هؤلاء العصاة المسلحين وفقرهم، الذي مكّن الأعداء والحاقدين الأشرار، من تجنيدهم وتسخيرهم بهذه السهولة والسرعة المذهلة، وجعلهم أرضاً خصبة للتضليل والتغرير والانقياد الأعمى لأرباب الفتنة الأنجاس، وتحويلهم إلى وحوش آدمية ضارية، تمزق بأنيابها أجساد ضحاياها، وتفترس بوحشية الأبرياء من كل الناس، وبذبح بعضهم كالخراف متباهين ببلاهة ونذالة نادرتين، ويا للهول المرير، يترافق ذلك بصيحاتهم ... وبالتكبير؟! الله أكبر؟! كأنها أفلام رعب حقيقية حدثت وتحدث في سوريا لدمويتها وجبروتها، والله أكبر عليهم، وعلى أسيادهم ...
2ـ كم يلزم من الزمن، لتنظيم هؤلاء وتأهيلهم وتسليحهم وتدريبهم، وإعدادهم النفسي والعقلي ؟! وكم من الزمن، يلزم لحفر الأنفاق، وإنشاء غرف العمليات المزودة بأحدث وسائل القيادة والاتصال وأرهبها، وكذلك إقامة المشافي الميدانية ...؟! وكم يلزم من الأدوات والوسائل والمال والزمن، لنقل كل هذا الكم الهائل من الأسلحة والأعتدة المتنوعة وأدوات الاتصال الأحدث والأخطر، والمصادر منها ينطق بهولها؟! فأين كانت نائمة الأعين البصاصة المعنية، وأعين الناس الباصرة والغيورة، عن هذا الكم الهائل من الخلايا النابتة والوافدة الساهرة وليست النائمة ؟
3ـ هل بعد مراجعة جريئة وصحيحة وموضوعية ودقيقة، للمرحلة السابقة والحاضرة ،وتحديد الأخطاء الفادحة، والأثمان الباهظة والأكلاف الهائلة، لتصحيح وتصويب كل ذلك، وتحصين الذات، حتى لا تتكرر المأساة الدامية المرعبة، التي كادت تلامس الكارثة، في الوطن الأرحم والأرحب لكل أبنائه؟!! أم أن سلطان النوم خيم علينا جميعاً ولا يزال ...، والعياذ بالله...؟!
فانتصروا أيها المعنيون لأنفسكم وللوطن الأعز، فالنصر المؤزر المرتجى، قادم بكم ومعكم أو بدون .
الموجز:
وبالإيجاز نقول، أن الحرب الكونية الجارية، مع سوريا وعليها وفيها، هي حرب عقول راجحة، وخبرات عميقة، ومهارات فائقة، في الاستخبارات، وعلى هذا فهي حرب أمنية بامتياز لافت ... ، والباقي تفاصيل، لكنها تفاصيل هامة لا شك ..، ولهزيمتهم الأكيدة فيها، طار صوابهم، وتاه قراراهم وضل، وطاشت تصرفاتهم وسخفت...، هؤلاء الأمريكان والغرب وإسرائيل ومن معهم ...، وانكفؤوا خائبين خاسرين، وأتباعهم وعملاؤهم وأدواتهم القاتلة الجاهلة والغاشمة الإرهابية ...، فاعقلوا أيها الناس جميعاً واحذروا جنون المهزوم وعدوانه الأشرس المحتمل خير لكم، لو كنتم تعلمون.....وإن شاء الله، يأخذهم التاريخ إلى مزبلته وبئس المصير...
أصلحنا الله جميعاً، وأعادنا وإياكم إلى الرشد والسداد والصواب والصلاح، وأثابنا خيراً على ما قدمنا من الحسنات ولو بالنيات، وإنّا لمنتصرون بكم ومعكم أيها المواطنون الأحرار الأبرار ...، فنحن موعودون بالنصر الإلهي القادم، إن شاء الله، وهذا النصر استراتيجي، عالمي ولكل القوى والأنظمة المحبة للحرية والسلام ... وللديمقراطية الدولية، كناظم للعلاقات الندية والمتكافئة بين الدول في الكون ...
وما استخدام روسيا والصين الفيتو المزدوج في 5/10/2011 إلا دليل على بدء العد التنازلي، لسقوط نظام القطب الواحد في السياسة الدولية، والأحداث والوقائع التي تلته أدلة وقرائن دامغة على ذلك، وبالتالي على تجاوز العالم المتعدد الأقطاب لمخاض الولادة العسير أيضاً، واعتقد أن هذا النصر المجيد في سوريا، سيكون زلزالاً إيجابياً، بناءً كبيراً في المنطقة، سيغير وجهها بالتأكيد.نحو الأفضل حتماً، وسيكون الخاسر الأكبر فيه إسرائيل ومن معها جميعاً...، وغداً لناظره قريب ... فانتظرونا ياأحرار وأشراف العالم...!!
والسلام عليكم
4/4/2012