في موقف لا يخلو من الإحساس بالأسى تحدثتْ إلي صديقتي مرة وهي تبكي من معاملة زوجها الطبيب المشهور في مجال العلاج النفسي والمدافع دائماً عن حقوق المرأة عندما قالت لي :
"زوجي يتعامل معي معاملة الند للند في المنزل ولا يشعرني أنني زوجته أو حتى أنني أنثى، منذ سنوات لم يفكر بشراء هدية لي أو دعوتي على العشاء كما كنا في السابق، وعندما ألمّح له بالأمر بشكل غير مباشر يقول لي: "أنتن النساء تطالبن بالمساواة دائماً وأنتِ مهندسة ولا تختلفين عني بشيء على العكس تتقاضين أجرأً أعلى من أجري لا ينقصك المال فاذهبي واشتري لنفسك ما تريدين لماذا تطلبين مني ذلك"!!
هذا الموقف تلته مواقف أخرى جعلت صديقتي تعاني من مشكلة نفسية في التواصل مع زوجها، ورغم حزني عليها وتعاطفي معها إلا أني وجدت نفسي بحاجة إلى وقفة تأمل مما يجري حولنا، شعرت باستغراب شديد من صدور هكذا موقف من رجل مثقف ومتعلم وذو دور فعّال في المجتمع فإذا كان زوج صديقتي المثقف والحضاري من الرجال المعول عليهم بمناصرة دور المرأة وحقوقها يفكر بهذه الطريقة الهشة والمتناقضة فكيف حال من هم على الرصيف الثاني من الحياة ممن لا يعرفون أدنى درجات الثقافة والوعي بما يتطلب عليهم فعله تجاه المرأة الأم والأخت والزوجة.
أذكر مرة أني قرأت افتتاحية لإعلامي سوري معروف وصاحب مجلة شهرية وقد كانت كلمته تحت عنوان "عن أي مساواة يتحدثون" قال في جزء منها: "أستغرب أن تردد بعض النساء كلمة مساواة، المرأة تدفع ضريبة وهم المساواة التامة ليس من أمن أسرتها فقط بل من صحتها، إذاً ماذا بعد؟؟ هل كانت الغاية من إطلاق شعار المساواة توريط المرأة وإشغالها بعناوين خلبية أم ماذا؟؟ وعن أي مساواة يتحدثون".
للأسف حالة من التناقض يعيشها الرجل بين ما يقوله وما يقوم به بين ما يظهر به للعلن وبين ما يخفيه في داخله هل يكفي أن يصفق الرجل لشعارات المساواة ويتغنى بها أم أنه يحتاج إلى قناعة تامة بماهيتها وأهدافها الإنسانية والمجتمعية السامية؟؟ كيف يقرأ الرجل الشرقي معنى فكرة المساواة مع المرأة لاسيما الشريحة المثقفة والواعية منهم.
المشكلة تكمن طبعاً في التكوين الفكري للرجل والإرث المتجذر في عقله الذكوري وسلوكه وحياته لهذا ورغم التقدم الحضاري والتحرر الذي يخيل للبعض أننا نعيش فيه ورغم أنهم يقولون المرأة حصلت على مساواتها مع الرجل إلا أننا ما زلنا نعاني من الفهم المغلوط لهذه العبارة وبذلك نعود إلى نقطة البداية في الوقت الذي نعتقد فيه أننا قطعاً شوطاً لا يستهان به في هذا المجال ولا نبالغ إذا قلنا أن 90% من الرجال الشرقيين يتمنون أن تكون المرأة أضعف منهم لأن التنشئة الاجتماعية تعطي أهمية وأولوية للذكر على الأنثى الرجل يتحدث دائماً عن التغيير وعن مناصرته للوقوف جبناً إلى جنب مع المرأة ودائماً أيضاً يرفض أن يتغير شيئاً ما في مسؤولياته وواجباته يخاطب في الندوات والمؤتمرات عن حرية المرأة ثم يقول لسان حاله كفى الله المؤمنين شر القتال.
منذ سنوات طويلة والمرأة تبحث عن حريتها وتحارب بكل ما أعطيت من قوة للوصول إلى حقوقها وهذا وإن كان حقاً مشروعاً لها فهو ما جعلها تطمح إلى أكثر من ذلك لتطالب بمساواتها مع الرجل، رغم أن الوصول للحرية يحمل في مضامينه الوصول للمساواة بما يحقق العدالة الاجتماعية التي باتت حلماً للكثيرات، لكن هذا لا يعني أن نتغافل عن كونها أنثى ولأجل ذلك تعالت أصوات النساء اللواتي كن وما زلن في مجتمعات مختلفة يرضخن تحت سطوة الظلم والعنف عنوة أو اختياراً، ولن تتوقف يوماً هذه الحناجر عن إيصال صوتها والاستمرار بمطالبها وكما يقولون : "لا يموت حق وراءه مطالب".
الشكر الشديد للصحفيه ريما الزغير لتعليقها على تعليقي واقول ان التعبيرات مثل المساواة و مجتمع ذكوري و مجتمع شرقي تعبيرات لاتعبرعما تريده المراةوتحط من الرجل لانها تدين الرجل سلفا وهذا ظلم للطرفين وخلق مشكلات جديده لهما وكما وصت ام ابنتها عند زواجها كوني له امة يكن لك عبدا والمشكله ان هذه التعبيرات منتشره في الفضائيات والطرقات وما بينهما و يجب نشر تعبيرات مفيده للطرفين مثلا المراة تساوي الرجل عندما يكون المراة امراةً و الرجل رجلا ً
تغير دور المراة في المجتمع لن يغر من فيزيولوجية المراة أبدا , ولن يغير من تركيبها العاطفي او الجسماني ولن يغير دورها كأم او يغير دورها وموقعها الاساسي في الأسرة . اذا اردنا ان نبني جيل خالي من القعد علينا ان تعلمه واجباته قبل ان نعلمة حقوقه ان كان للذكر او الانثى . فيعرف واجباته ويحترمها قبل ان يبدا بالمطالبه بحقوقه . والا لو كان الاثنان بنفس الميزان لكنت رايت الدنيا جنس واحد فقط وليس جنسين مختلفين اختلاف مطلق متكاملين قد تصل لاعلى الدرجات . الخالق عدل بينهما لكنه لم يساوي .
عن جد أول مرة ريما بحب أن أقول أن كتيرزعلان منك على هل المقالة لأنو نحن الرجال صرنا المظلومين ولازم نطالب بحقوقنا والزوجة لم يعد يعجبها العجب ولا الصيام برجب...
جميل جدا ... لكن في الحقيقة لايمكن أن تتساوى المرأة بالرجل فهذا يخرج تماما عن قانون الطبيعة .. فالمرأة منذ الأزل تحتاج لأن تعيش تحت جناح رجل ... حتى القرأن الكريم ذكر في اياته ( الرجال قوامون على النساء ) كل حرف كتبتيه استمتعت به جدا . انتي في الحقيقة تجيدين الرسم بالكلمات شكرا لقلمك .
شكرا لجهودك ريما موضوع حلو ولكن هل هناك مساواة في مجتمع شرقي؟ من المؤكد لأ لان الرجل مهما كان مثقفا الا انه عند اول مشادة كلامية مع امرأة يذكرها انا الرجل وعلى الرغم انها تشاركه كل شيء واكثر احيانا تعمل داخل البيت وخارجه وتدرس الاولاد وتنظف وترتب وتقوم بواجباتها الاجتماعية وتساعده ماديا وعندما تشتكي يتذمر ويقول ماذا تفعلين هذه واجباتك. بالنهاية مجتمعنا ذكوري بحت لأنه شرقي يقدم تبريرات لأخطاء الرجل مهما عظمت ولكنه لا يغفر خطأ صغير للمرأة ولذلك لا مساواة ابدا.............
يا اخي الله يخليلنا الصحافة وخص نص الانسة ريما عنجد لحنا من دونكون ما بنسوى شي يعني هوه يعني للازم نعمل مساوات ومنقدر جهودكن الجبارة يلي عم تبزلوها اكيد وانا بصوت للانسة ريما بشكل خاص
الأخ محتار شكراً على مشاركتك وأعتقد أن ردي على الأخ أحمد يختصر ما أريد قوله لحضرتك . المشكلة ليست بفاتورة المطعم . في تحقيق راتب الزوجة قد تجد إجابة على تساؤلات كثيرة. أتمنى دوام التواصل والمشاركة وشكراً لك
الصديق الدائم لصفحتي الأخ يامن المحترم اعتدت على مشاركتك وإبداء رأيك بكل كا أكتب وأنا أشكر لك جهدك واهتمامك الدائم رأيك يهمني وأعتبره موضوعي ومنطقي وبعيداً عن المجاملة . وباختصار ما أردت إيصاله من مادتي أن المشكلة بطريقة تفكير الرجل تجاه المرأة ومن يقرأ المادة بدقة يلاحظ مقصدي . المرأة تغير دورها بالمجتمع وعلى الرجل أن يتغير تفكيره هذا ما يحقق التوازن في المجتمع ويساعدنا على بناء جيل خالي من العقد النفسية . مع الشكر
أشكرك على المساهمة وأوافقك الرأي بأن الرجل والمرأة يكملان بعضهما لكني اعترض على الازداوجية بالسلوك بالنسبة للرجال الذين يتعاملون مع المرأة بنقيض غريب داخل المنزل وخارج المنزل هذا ما أردت الاشارة إليه صدقني هذا الشخص خطير على المجتمع أكثر من الشخص المتخلف والتقليدي أو حتى المتعصب تجاه المرأة. وبالنسبة للإنفاق الكثير من النساء العاملات اليوم ينفقن على الأسرة والأولاد ربما أكثر من الزوج لكن المشكلة أن الزوج بات يتعامل مع زوجته على أنهارجل مثله.ولك مني كل الشكر
يا ستي نحنا الرجال اكتر الناس منطالب بمساواة المرأة مع الرجل ....تفضلو لشوف ادفعو مهر متلنا وجيبولنا صيغة وعملو حفلة العرس على حسابكون وجيبو بيت وسيارة واادفعو نص تكاليف الحياة الزوجية مناصفة واخدمو عسكرية......لما بدك تقولي مساواة يعني مساواة بكل شي ...بكل شي ....,وهاد الشي مستحيل طبعا.....اذن خلي كل شي على حالو لانو المساواة فكرة مستحيلة التطبيق لانكون مالكون قدها بصراحة ..فخلي كل واحد يقوم بالدور المطلوب منو حسب ما رب العالمين خلق الكون ...في حدا بيفهم اكتر من الله يا جماعة ...خبروني ؟؟؟؟؟؟؟
موضوع المساواة بحاجة لوعي من الطرفين.لكن يجب ان يكون هنالك وعي اكثر من المرأة. لكم يوجد من نساء مظلومات لا تسمع اصواتهن وكم يوجد من نساء يدعين الظلم. الحقيقة تكمن في ضرورة معرفة حقوق وواجبات كل طرف. وغالبا ما تكون مسؤوليات الطرفين مختلفة وبالتالي تكون المساواة في المواطنة مثلا شرط الا يتعدى اي طرف على الاخر. بمعنى حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخر.والمساواة بهذا المعى ممارسة.
تريد المساواة مع خصوصية كونها انثى و هذا نقيض المساواة لان المساواة تكون بين متماثلين فاذا انتفى التماثل انتفت المساواة و بالتالي من الاجدر الحديث عن العدل و هو مفهوم يحتوى الاختلاف كاحد مكوناته عند ذلك يطالب كل طرف بما يراه حقاً له لكن على مقاسه هو و ليس على مقاس من يختلف عنه. و بالنتيجة تكون المطالبة بالمساواة ضرب من ضروب العبث لكن العدالة مطلوبة و ضرورية أخيراً فان الكلام عن الحرية في نهاية المقال لا يخدم و لا يتعلق بما ورد في متنه لذا يرجى تنظيم الافكار قبل الشروع بالكتابة
أعزائي القراء: نشرت هذه المقالة في جريدة النور السورية بتاريخ 11/ نيسان/ 2012 . وجب التنويه احتراماً لخصوصية الجريدة
المساواة زمن لم ياتي و لن ياتي ابدا لانهما مختلفان ولكنهما متكاملان واذا تساوى فليس هما رجل وامراه فمن يريد او تريد المساواة ان كنت امراه فانها تريد ميزات الرجل الماديه وتريد عاطفته انهاامراه ةان كان رجل فانه يريدمشاركتها الماديه وعاطفتهاوهذا صعب جدا لان الذي ينفق يحق له ان يامر ويطاع وهذاواضح وضوح الشمس ولكن من لا يريد ان يرى لا يرى
اذا استطعتي المساواة بين النار والماء تستطيعين المساواة بين الرجل والمرأة !!! مخلوقين مختلفين في كل شيئ ولكل طرف حقوق وواجبات فكيف تتمكنين من المساواة بينهما !!!!
يعني ما فهمت شو بدكم؟ بدكم المهر و الصيغة و الهدايا و العمل و تشعري انك انثى و يعزمك على المطعم طيب ليش ما تعزميه انت على المطعم؟ فهمينا ما هي ماهية المساواة التي تريديها؟ المرأة تنافس الرجل في سوق العمل بدعوى المساواة. و بما أنه ليس المطلوب منها تأمين المهر و الصيغة و البيت فهي من الممكن أن تقبل بأجر أقل يعني بصراحة منافسة غير شريفة و هذا أدى إلى خلل بالمجتمع و عدم القدرة على الزواج. في المجتمعات التي تطبق المساواة هناك مساواة بالواجبات أيضا. يتشاركون حتى في فاتورة المطعم
الشكر و كل الاحترام لمتابعة و الرد على التعليقات لم أجد في تصرف الرجل تناقض فلو انه ادعى أنه من مؤيدي المساواة ثم طلب من زوجته ترك العمل و الاهتمام بالمنزل ربما يكون كلامك صحيح. أنت تطلبين من الرجل أن يؤيد المساواة ثم يعترف بأنه لا مساواة بالنسبة للانفاق و المرأة العاملة أرجو اعادة قراءة تعليقي السابق. أصحاب المعامل يفضلون الاناث و العاملات على الذكور لأن اجورهم أقل. و أجور الاناث أقل لأن المطلوب منهم أقل ( لا مهر لا صيغة لا بيت لا سنين في الجيش تأكل الأخضر و اليابس و تقضي على ما تم ادخاره)