أولا : الترغيب في النكاح :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة  فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء  ) ( الباءة أي بمعنى النفقة وجاء بمعنى وقاية وصيانة عن الحرام )  وقال أيضا عليه الصلاة والسلام ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فقد  رغب عني )

وأيضا الصحابة الكرام بالغوا في الترغيب بالنكاح فكان ابن مسعود يقول لو لم يبقى من عمري إلا عشرة أيام لأحببت أن أتزوج لكيلا ألقى الله عزيا

وماتت امرأتان لسيدنا  معاذ بن جبل رضي الله عنه بمرض الطاعون وكان هو أيضا مصاب بالطاعون فقال زوجوني فاني اكره أن ألقى الله عزيا

ويقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي إن للنكاح خمسة فوائد :

1- الولد 2- كسر الشهوة 3- تدبير المنزل 4- كثرة العشيرة 5- مجاهدة النفس بالرعاية والولاية والقيام بحق أهله والصبر عليهم .

ثانيا : الترهيب عن النكاح :

فقد ورد عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه قوله إذا أراد الله بعبد خيرا لم يشغله بأهل أو مال .

ويقول سفيان رضي الله عنه : يا حبذا العزبة والمفتاح ومسكن تخرقه الرياح لا صخب فيه ولا صياح

وكما قال الإمام الغزالي إن للنكاح ثلاث آفات : 1- العجز عن طلب الحلال فان ذلك لا يتيسر لكل احد وخاصة في هذه الأوقات من اضطراب المعيشة فيكون النكاح سببا في التوسع للطلب والإطعام من الحرام وفيه هلاكه وهلاك أهله والعازب في امن من ذلك .

2- القصور عن القيام بحقهن والصبر على أخلاقهن واحتمال الأذى منهن

3- أن يكون الأهل والولد شاغلا له عن الله تعالى وعن طلب العلم

المقارنة والموازنة :

الحكم على شخص واحد بان الأفضل له النكاح أو العزوبية مطلقا قصور وخطا كبير فلكل شخص حالاته وظروفه مثال على ذلك من خاف العنت ( الزنا ) وكان يملك الباءة فالزواج واجب في حقه ومن لم يخف من العنت وكان فقيرا لا يملك الباءة وخاف من ظلم الزوجة والأولاد فالزواج محرم في حقه

وهكذا ينبغي أن توازن بين فوائد النكاح وآفاته ويحكم بحسبها

  والله من وراء القصد