syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الأقليات والعروبة...بقلم : د.م

كنا ننتظر من هذه الابواق المزعجة أن تكف عن عويلها، كم هو مؤسف حقا أن تصادف أحيانا مقالات تروج لأفكار أقل ما يقال عن  أصحابها أنهم يعانون من الفصام، و الخرف والتزوير، و كل الامراض النفسية الاخرى.


حيث الأقليات في الوطن العربي هي قنبلة موقوتة.. قابلة للانفجار في أي لحظة، ولطالما استغل ويستغلها أعداء الوطن .

 ليس في الوطن العربي أقليات وإنما فيه اكثريتان : عربية تضم مسلمين ومسيحيين، ومسلمة تضم عربا وغير عرب.

 

وإن مراجعة تاريخ الاستعمار بكافة أساليبه  توضح أن معاداة العروبة والانتماء العربي، ومقومات الوجود القومي العربي، كانت ولا تزال، أبرز أدوات السعي لتعميق التجزئة لتأصيل التبعية وتوسيع مجالات الاستعمار، وتفتيت الوطن العربي.

 

وبالمقابل كانت العروبة هي الدرع الواقية التي احتمت بها القوى الرافضة للهيمنة والاستغلال،. ومن الأمثلة البارزة للعروبة على عمق الشعور بالانتماء للفضاء الثقافي القومي أن من أبهى ما قيل في أمجاد العرب  والمسلمين قد صدر عن الكتاب والشعراء اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيون والموارنة. ومن أبلغ ما قيل في مكارم أخلاق عرب الجاهلية ما خطه رئيس جمعية العلماء في الجزائر عبد الحميد بن باديس امازيغي النسب.

 

من هنا نلاحظ اننا بتنا امام اشباه سياسيين، وكتاب ومثقفين، لا يعرفون عن العروبة شيئا، سوى انها هوية يريدون ان يتبرؤوا  منها، بسبب عقد تاريخية من زمن الاحتلال واللاستعمار ، لم يقدروا ان يتخلصوا منها، هذه العقد التي عرف اقوياء العالم  الأشرار كيف ينفخوا في رمادها لكي تتحول الى انفصال يخدم المعتدين المحتلين، مثلما لا يعرفون شيئا عن قومياتهم  المزعومة، سوى انها قوميات يمكن ان تحقق لهم انفصالا عن دولتهم، بدعم وقوة المعتدين الأمريكان وطائرات بدون طيار ، حيث تحقق لهم شيئا مـن الأطماع غير الشرعية التي يحلمون بها، ناسين ان المحتلين الأمريكان وغيرهم،   تدمي ايادي من يتعكز عليهم، وأنهم لا يهتمون بأتباعهم وعملائهم، الا بقدر ما تتطلب مصلحتهم.. وقد يتخلون عنهم في نهاية المطاف...

 

 

ومن هنا نقول انه يليق بالعروبة، ان تتصدر كل الهويات وكل الثقافات العرقية أو المذهبية الدينية  المحلية.. وان تكون الخيمة  العربية هي السماء التي تحتمي بها سائر الهويات، القومية منها وغير القومية، وان تكون الوعاء الذي يحتوى كل الهويات الأخرى التي لا يمكنها ان تبقى وتستمر في الوجود لولا هذا الوعاء العربي الواسع .

 

 

وعليه فان من يتذرع بالخوف من عدوانية العروبة هو واهم جدا، لأن العروبة ليست معتدية ولا اعتدت على احد لا خلال التاريخ  القديم الذي نعرفه ولا خلال حاضر ما يسمى ربيع العرب وانما هي معتدى عليها من قبل اقوياء هذا العالم وأزلامهم.

 العروبة تعرف من هم الدخلاء في الوطن العربي، وطبعا هم الذين  يطالبون بالأنفصال أو الفدرالية لتفتيت وتقطيع اوصالالأوطان  متنكرين للوطن الذي عاشوا فيه . حيث هم جعلوا وجودهم..   قنابل موقوته يفجرها الغرب وقتما يشاء .

 

 

ربما كانت الأقلية البربرية أكبر الجماعات اللغوية غير العربية في الوطن العربي في دول المغرب العربي الكبير  (المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا)، واللغة البربرية ـ أو كما يسميها أصحابها (الأمازيغية) ـ ليست لغة واحدة، ولكنها لهجات متعددة، ورغم أن التعريب لم يشمل إلا بعض البربر، إلا أن عملية (الأسلمة) قد شملتهم جميعاً، والذين اعتنقوا الإسلام  في أعقاب الفتح العربي مباشرة، تحمسوا وحملوا لواء دعوته وأصبحوا جنوداً بواسل للجيوش الإسلامية، ومنهم   "طارق بن زياد  ". والتنظيم الاجتماعي للبربر لا يختلف كثيراً عن مثيله بين العرب؛ حيث يتمحور حول القبيلة والعشيرة، والبربر لهم العديد من المطالب، أهمها:  

 

ضرورة اعتراف الحكومة بهم، أو الاعتراف الدستوري والمؤسسي باللغة البربرية واللهجة الأمازيغية كلغة  رسمية وقومية...لكن هذا لايتحقق عن طريق نكران الجميل.. والسب والشتم والتطاول على المواطنة والأوطان...بل عن طريق ....

 


 

 

2012-05-21
التعليقات
نزار علي
2012-06-11 10:39:15
زال استغرابي
أحيانا أشعر بالاستغراب الشديد لماذا تمر البلاد و العالم العربي بهذه الظروف المؤسفة ..بوجود أمثالك يا عزيزي أعتقد أن لن ننجز أي خطوة للأمام

سوريا
الطير المغرد
2012-05-23 07:59:07
الى fe
أخي الكريم ألم أقل أن معظمنا ما ذال يعيش ذكريات المدرسة وكتب التاريخ المكتوبة تحت امرة البوط الحاكم أو اللحية والعمامة وكأننا نتغنى بما يفيض به حلمنا الوردي وعندما نستيقظ من الحلم نرى واقعا قاتما" فلا نجد سبيلا الا القاء اللوم على غيرنا وتمجيد أنفسنا\\ وهل تعلم ماذا كان رأي شعوب الدول المفتوحة من قبل العرب أنذاك. أـتمنى أن نستفيق من هذا الحلم ونعيش الواقع مع باقي الآنسانية \\ وكما بنا العرب قصورا"وترعا"وحدائق كذلك فعل الفرنسيون وبنوا الجسور والطرقات والمدارس والمشافي ومع ذلك أقول كله أست

الولايات المتحدة
Orouba
2012-05-23 02:30:06
2
لتوحيد الصفوف لمواجهة العثمانيين. و لو رجعنا للاصول العرقية لدول الوطن العربي لميزنا بسهولة ان العرق الذي ينتمي إليه الساحل السوري مثلا مختلف تماما عنه في ام درمان بالسودان و مختلف عن عرق اهل البصرة بالعراق و عن العرق الذي تنتمي إليه بعض قبائل الجزائر رغم انهم جميعا عرب

سوريا
Orouba
2012-05-23 02:27:35
1
لكم انزعج من الناس الذين يعرفون العروبة على انها عرق. العروبة بكل معاجم العرب هي فصاحة اللسان عندما تتحدث اللغة العربية حيث يقال "عربي اللسان". و عليه إن كنت تتحدث العربية بدون ركاكة و هي لغتك في التواصل في بيتك فأنت عربي. مثلا: إن كنت تتكلم العربية بطلاقة و تتواصل بها مع اهلك بالمنزل فأنت عربي و حتى إن كانت اصولك العرقية افريقية سوداء و كان جوازك سفرك انجليزي. نظريات القومية في العصر الحديث هي ما استندت عليه بعض الاتجاهات السياسية في الدول الناطقة باللغة العربية كوسيلة لتوحيد

سوريا
Fe
2012-05-22 16:15:22
وليس احتلالاً أو اسنعماراً
موضوع هام وقد صدق كاتبه....وللمعلق الأول أقول نعم لقد استعمر العرب اسبانيا ووصلوا إلى السند ولكن غاب عنك بأنهم لم يستخدموا أساليب المستعمر الغربي في تغذية الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية كي يسود بل بسط العدل والاستقرار في ربوعها وترك لأهل البلاد حرياتهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية وساهم في بناء مدنهم ولم يستمر في المكائد بعد إخراج أهل البلاد له ولم يستغل الأفليات لزعزعة استقرارها واستمرار سيطرته على ساستها وسياساتها بعد طرده....لهذا نسميها فتوحات وليس احتلالاً أو اسنعماراً

الولايات المتحدة
الطير المغرد
2012-05-21 11:20:46
انت فين والحب فين
أخي الكريم, ان القاء كل هفواتنا ماضينا وحاضرنا, هزائمنا وتخاذلنا على شماعة الدول الأستعمارية لهو الهروب بعينه نحو الهاوية التي نغوص بها منذ زمان بعيد وكأنك لم تقرأ التاريخ العالمي والأنساني بل أقتصرت على ما يكتبه مؤرخي الزمن المكبوت والمربوط بأحذية الزعماء العرب من دينيين وزمنيين. أخي الكريم ناقضت نفسك وأنت تقول أن العرب تكسوهم الطهارة منذ الأزل وحتى الأن \\ بالله عليك ألم نكن مستعمرين فيما مضى لأسبانيا ولم نكن (فاتخين)لكل الدول المعربية والأفريقية والأسيوسة ووصلنا الى السند والهند وبلاد الغال

الولايات المتحدة