syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
بعض النفوس بدون رتوش... بقلم : ماجد جاغوب

النفس الانسانيه/الكرم والاخلاق والضمير ليست حالات عابره ولا نوبة مرض مؤقت انها ملتصقه بشخصية الانسان ونابعة من اعماقه ومن حاول تمثيلها فشل حتى لو استطاع خداع البعض من عديمي الفطنه لان  امره سيتكشف امام الناس  مهما حاول اخفاء جوهره


ولو كان من الممكن سؤال حاتم الطائي هل كنت قلقا عندما ذبحت فرسك العزيز على قلبك على من سيأكل لحمه المشوي ام ان تفكيرك الذي جسد روح وجوهر الانسانية الحقيقية والكرم الاصيل   كان هو اسكات صراخ امعاء جائعه اكان يستحق جميع اصحابها الحياة ام ان الغالبية من المسحوقين كانوا عاجزين عن التعبير عن شكرهم حتى ولو بنظرة امتنان وعرفان بالجميل وتقدير للكرم الاصيل

 

 ولكن  جوهر بعضهم  لو استطاعت القبور  التعبير  لصرخت طالبة ان لا يدفنوا فيها وتلفظهم  من قذارة نفوسهم  ولتاريخهم الاسود لانهم اي البعض السيء  واثناء مضغهم وبلعهم شواء لحم فرس حاتم كانت عيونهم تتجه على لحم حاتم نفسه ويحدثون انفسهم  هل من الممكن ان نقتطع من جسده لحما نشويه مثل حصانه والمثال على العطاء الشجرة التي لا تطلب شهادة حسن سلوك ممن يأكل من ثمارها اكان انسانا او حيوانا طيرا او حشره

 

وهنا نعود الى حاتم حيث كان  تفكير حاتم غاية في السمو وانساني بامتياز وبعض من اكلوا من لحم فرسه كان تفكيرهم تحت ارجلهم وضميرهم في دهاليز نفوسهم السوداء واخلاقهم تحت مستوى قاع البحر الميت اي لا يوجد من يفوز عليهم في السقوط الاخلاقي وانعدام مشاعر تقدير الجميل  لانهم دفنوا   ضمائرهم في الجحيم   و هذه النماذج يجب اسقاطها من حسابات الرجوله لانهم ذكور بيولوجيين بامتياز ولا علاقة لهم بالرجولة التي يلازمها الكرم دون انتظار مقابل

 

والاخلاق الساميه المستنده الى تفكير سليم في عقل صحيح ونفس صافية والصادق مع نفسه صادق في كل المواقف وجميع الاوقات والكذاب والمنافق والغادر  يضم بين جوانبه نفسا مريضه ولن يستطيع خداع الكثيرين باستثناء البعض من عديمي الفطنة و مؤقتا ولمرحلة محدوده وسيطفو على السطح من خلال  تصرفاته ومسلكه كل  ما في داخله من سلبية وقذارة وانحطاط

 

  واحيانا يشكر الانسان القذارة والنذالة والانحطاط  والغدر ونكران الجميل والصفاقة والنفاق والكذب والانحلال والانانية لسبب واحد لانها التصقت بالبعض لتكشف جوهره وليشكل تصرفهم مناعة  وحصانه من الاذى الاكبر الذي يضمره من تمرس على الكذب والدجل والنفاق وتمترس وراء قناع هش مزيف من التمثيل الفاشل الذي لا يقتنع به حتى من لا زال في المهد صبيا ولا زالت خلايا دماغه في مرحلة النضوج  ولا من بلغ من العمر عتيا  واستهلكت خلايا دماغه سواء في التفكير بالخير او بالشر والله علام الغيوب والاعلم بخفايا القلوب

2012-05-27
التعليقات