syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
أعضاء مجلس الشعب في الدور التشريعي الأخير... بقلم : رضوان رحابي

مجلس الشعب أو ما يسمى بالبرلمان أو النواب أو الشورى . مهما تعددت الأسباب يبقى الغاية من وجوده في أي بلد هو  نقل تطلعات الشعب أياُ كانت (سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ) إلى الجهات المختصة في الحكومة ومتابعتها حتى تدخل حيز التنفيذ أو التصديق عليها من قبل   الحكومة ضمن قوانين


إن مجلس الشعب هو أعلى سلطة تشريعية موجودة في أي بلد وهو الذي يرسم خطوات الحكومة في كافة المجلات وأيضا من مهام مجلس الشعب أن يراقب عمل الحكومة ويحق له حجب الثقة عن الحكومة بشكل كامل أو عن بعض الوزراء أن وجد تقصير في أداء أعمالهم

إن مهام مجلس الشعب والتي خوله بها  الدستور كثيرة ومتعددة ولكن السؤال ؟ هل يقوم مجلس الشعب في سورية أو غيرها من البلدان  بالمهام التي حددها له الدستور أي هل يمارس هذا الفكر الموجود في الدستور على ارض الواقع

 

تصنف مجالس الشعب في العالم من حيث العمل على أرض الواقع إلى ثلاثة أصناف هي:

 

1-    مجلس الشعب هو صاحب القرار وأن الحكومة تلتزم بكل ما يرد من تشريعات صادرة عنه وهذا النوع من مجلس الشعب موجود في أوربا الشمالية

2-    مجلس الشعب يقوم بالتنسيق مع الحكومة قبل إصدار أي قرار وهذا النوع من مجلس الشعب موجود في لبنان  مثلا وبعض الدول الأوربية المطلة على  البحر المتوسط

3-    مجلس الشعب لا علاقة له بشيء من القرارات التي تصدر عن الحكومة وهذا النوع من مجلس الشعب موجود في معظم الدول العربية أو العالم الثالث لان عضو مجلس الشعب من الصنف الثالث يكون إما مؤيد للنظام أو راضي عنه النظام أو يطرح أفكار قريب من النظام وما يهم العضو من هذا الصنف  المنصب والحصانة ولاسيما إذا كان ثري

 

من المعروف أن كل  أربعة سنوات تجري انتخابات تشريعية لمجلس الشعب ولنتحدث عن تركيبية أعضاء مجلس الشعب السوري  فهي كالتالي :

 

1- يتم الاحتفاظ  نصف أعضاء الدورة السابقة أو أكثر  للدور المقبل وذلك لمعرفتهم في كيفية عمل آلية مجلس الشعب وهذا أمر مطلوب وصحيح إلى حد ما وهذا الجانب موجود  ويعمل به في معظم دول العالم

2- وأيضا يوجد أعضاء شبة دائمين في مجلس الشعب أي لأكثر من ثلاث دورات ولكن يبقى عددهم محدود

3-  الحكومة لها أعضاء  محدود في مجلس الشعب (وزير لشؤون مجلس الشعب )

 

حتى أن الدور التشريعي الأخير والذي جرى7\5\2012  وقد عُمل  بهذا الاجتهاد وجدنا أن عددا كبير من الأعضاء قد سبق لهم أن كانوا في البرلمان في الدور السابق ولنتحدث عن الدور التشريعي الأخير والذي جرى في 7\5\2012

 

أنا هنا سوف أتحدث عن تركيبية أعضاء مجلس الشعب السوري في محافظة ادلب وربما تكون الحالة هنا متشابه مع بقية المحافظات السورية أو مختلفة اختلافا كبير لست ادري إن أعضاء مجلس الشعب والذين فازوا في الدور التشريعي الأخير في محافظة ادلب والذي جرى مؤخرا أي منذ أيام في محافظة ادلب ينقسمون إلى قسمين:

 

1- قسم  منهم تجاوز الستين من العمر وهذا يعني أن  شعره قد شابَ وقلَ سمعه وخف بصره بسبب كبر السن

2- والقسم الأخر  وهو الأهم هو من حملة الشهادة المتوسطة أي الفئة الثانية أي إنهم ليسوا من حملة الشهادة الجامعية

 

وان وجود هذا الكم الكبير من أعضاء مجلس الشعب في محافظة ادلب بهذه المواصفات (من حملة الشهادة المتوسطة وكبر السن) له مؤشرات سلبية كثيرة سوف تنعكس سلبا في مردود العمل الايجابي للمحافظة وذلك للأسباب التالية :

 

1- من حملة الشهادة المتوسطة : أغلبهم لا يملكون المخزون الثقافي العلمي الذي  يمكن ومن خلاله أن ينشئوا حوار داخل المجلس مع حملة الشهادات العالية

2- حرمان محافظة ادلب  من ترشيح احد هؤلاء إلى منصب قيادي من الدرجة الأولى لان المنصب القيادي من الدرجة الأولى يجب أن يكون من حملة الشهادة الجامعية على الأقل

3- لا يمكن لأحد هؤلاء أن يكون رئيسا للجنة في مجلس الشعب لأنه وكما هو معرف أن مجلس الشعب ينقسم إلى لجان مثل (لجنة التربية  . لجنة الزراعة .....وهكذا )

 

ولكن  ؟ هؤلاء السادة الأعضاء قد حصلوا على أعلى نسبة أصوات بين المرشحين رغم وجود بعض الشهادات العالية بغض النظر عن نسبة المقترعين والتي اختلفت من بلده إلى بلدة أخرى في المحافظة وهذا الأمر قد لعب دورا كبيرا في فوز مرشح على حساب أخر

أن هؤلاء السادة الأعضاء لن  يقدموا لنا شيئا  يذكر في المستقبل  إما بسبب كبر السن أم تدنى المستوى العلمي وأعقد أن الخلل ليس بهم وحدهم وإنما بنا نحن ربما  لأننا لا نملك ثقافة الاختيار الصحيح لما نتطلع به أنا هنا أتحدث بشكل عام سوا من شارك في الانتخاب أو الذين لم يساهموا في المشاركة

 

ولكن ربما يقدموا لنا ما لا نتوقعه منهم  ؟ وأتمنى ذلك تماشيا مع القول المأثور (يضع سره في اضعف خلقه )

 


 
2012-05-21
التعليقات