- فقد اصبح الكل على قناعة، قبل حادث حرق المواطن التونسي احمد البوعزيزي روحه، والذي نسب اليه تفجير ما يسمى ثورات ربيع العرب، ان الوطن العربي سقط من ذاكرة الحرية والديمقراطية الي الأبد ..
وحتي عندما رفعت الولايات المتحدة في عهد بوش الابن شعار نشر الديمقراطية، إبان الغزو الامريكي للعراق، لم يصدقها أي عربي، فالنوايا الامريكية دائما سيئة، في نظر أي مواطن عربي، وللمواطن العربي العذر في ذلك،فالولايات المتحدة لم تقدم على مدي تاريخها أي خير للعرب، بل انها ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر، في تثبيت الحكام الطغاة علي مقاعدهم، وغضت الطرف عن أفعالهم وجرائمهم في حق شعوبهم.
- ولن تسلم حتى بعض دول الخليج!! من شبح" احمد البوعزيزي"!! وامتداد يد الديمقراطية، وحرية ثورات الربيع العربي، رغم ما تغدق به على مواطنيها، واصدقائها العرب والمسلمين من أموال طائلة، وهبات مقنٌعة بالمساعدات!!
- قد نكون متحمسين أكثر ونباهي الآخرين، بأن الديمقراطية تعني فصل السلطات، وعدم تركيزها بشخص واحد ، هنالك سلطة تشريعية ، وأخرى تنفيذية، وثالثة قضائية، ولكن لم نفكر يوماً بأن نبحث عن سلطة الكاتب والمثقف؛ والحيز الذي من الممكن أن يكون فيه وبه، بعد أن ظل عقوداً طويلة يصنع ما يراد منه تصنيعه، وكتابته وفبركته وتعليبه في قوالب مُعدة سلفاً من قبل الآخرين.
وهذا ما يجعلنا نوجه دعوة صريحة لكل الكتاب و المثقفين، في عالمنا العربي، لأن يؤسسوا لمفهوم آخر للثقافة، بعيداً عن التبعية، والانحياز للآخرين، لأن هذه التبعية من شأنها أن تصادر مفهوم حرية الفكرو الثقافة، وتجنح بها لأن تكون تابعاً يردد ما يريده الآخرين، وبالتالي يظل الكاتب والمثقف يدور في فلك السياسي، ومطب الفبركة والانحياز.
- الآن هناك صحوة في أوساط بعض المثقفين والكتاب العرب، المثقفين والكتاب العرب انقسموا إلى :قسم ساير الأنظمة وفبركتها، وجاملها واستفاد منها، واكل على موائدها، وتحول إلى بوق لها، تحت أعذار كثيرة،ضاربا بعرض الحائط حتى الحقوق المشروعة، واسترجاع الأراضي المغتصبة وتطهير القدس الشريف، وهناك قسم آخر مشى مع المشروع الأمريكي بالمنطقة، بحجة الليبرالية والواقعية، كما هناك الآن قسم جديد يطل برأسه، هذا القسم من الشباب المثقف، الذي أدرك بأن المشروع الأمريكي مشروع تدميري، وهكذا بدأ يطل برأسه في الجامعات، وفي الصحف وعلى الانترنت، الذي هو الإعلام والكاتب والمثقف البديل!!
- قد تكون الظروف الاقتصادية، التي يعيشها بعض الكتاب و الإعلامين العرب، أصبحت تحدد خياراته ومواقفه، حيث لم تعد المبادئ والأفكار، والقيم والعلاقات الأخوية والمصالح الوطنية، ومستقبل أجيالنا القادمة، وخطوط حمر أمننا القومي العربي، وحقوقنا المشروعة لها أولياتها، فالأولوية هي للمصالح الآنية والشخصية!!
- إن الكلمة في هذه اللحظة موقف، والموقف يحتاج الآن للحكمة والفطن، والشجاعة والإقدام، ونحن نعتقد أن العودة لتلك القيم، هو حاجة ذاتية ووطنية وقومية ملحة، رغم كل هذه الظروف والأحداث التي يمر بها وطننا الغالي...
- ختاماً يجب ان لا نعيش متقاربين تحت سقف واحد، ومتباعدين غرباء في وقت واحد، كا تشتهي النخب من " الشبيحة والمندسين"، إننا نريد ثورة إصلاح وتغيير، لا ثورة أحقاد وانتقام، ما يتطلب ألا يكون هناك منتصر في أزمتنا، والوطن هو الخاسر الوحيد ، فسوريا أم حنون تتسع للجميع، من دون إقصاء أو تخوين، أو تهجير، فكلنا يريد الخير لسوريا، وان اختلفنا في الأسلوب.
لو كانت تتسع للجميع ما منا تغربنا و اتبعدلنا مع ملايين من السوريين. النظام جعل سوريا مزرعة خاصة و مص دماء الشعب إلا من فئة قليلة فاسدة معه