من الممكن ان الجميع في عالمنا العربي سمع بكلمة ومصطلح الشرق اوسط الجديد الذي يحمل في طياته اكثر من هدف ومعنى مبطن .
ويمكن لنا كمواطنون تهمنا مصالح دولنا ومستقبل ابنائنا القول بكثير من الاطمئنان إن الإستراتيجية الغربية تجاه هذا العالم العربي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان العميق بضرورة تقسيم العالم العربي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة وصغيرة ومتنازعة ومتناحرة فيما بينها على شكل فتاة ، حتى يسهل التحكم فيه والتلاعب بمقدراته ومصالحة الخاصة وايضا وضع اليد على الثروات الغنية لهذا العالم العربي .
وهذا اللعبة بدأت منذ زمن مضى لكنه اعيد دب الروح فيها من جديد واعيد التلوين والرسم . بما يتطابق مع مصالح الدول الغربية . ولذا كان لا بد من وجود اسرائيل تلك الدولة التي اصبحت تشكل بعبعا للعالم العربي ومن هنا رأى هذا العالم , ان هذا الوطن العربي فيه من المميزات ما يغيض اسرائيل ويحبط تفكيرها ومشاريعها فهذا العالم يتسم بشكل كبير من الترابط والتوحد في اللغة والدين والعادات والتقاليد وبشكل من أشكال الوحدة يعني أنه سيشكل حاضرا ومستقبلا ثقلا إستراتيجيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، ويشكل عائقا أمام الأطماع الامريكية والاستعمارية الجديدة لهذا العالم والتي تتجلى في هذا الوقت رغم حالة التشرذم التي يعيشها العالم العربي .
ان الحديث عن هذا الموضوع يحتاج لمجلدات وكتب لما في من شذرات وتشعبات وزمن طويل قد مضى .نتحدث ونحن نرى ونتابع بام اعيننا وبكل شغف ان الشرق الاوسط الجديد سار بما تشتهي سفن وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في عهد جورج بوش "كوندليزا رايس" التي حملت تباشريها للشرق الاوسط لتخبره بالفكرة عن هذا الشرق الاوسط الذي يناسب المقاس الامريكي ويلبي الطموح الاستعماري والسيطري والاستعلائي على هذا الوطن العربي الذي ينظر له ابناء العم سام وكأنه عالم اعرج لا يتعكز الا على مصالح ومطامح امريكا في المنطقة .
انصرف بوش ومن معه ممن بشروا بهذا الشرق الاوسط الجديد الا ان الفكرة لم تنصرف . بعدما غرست الولايات المتحدة الامريكية مخالبها وانيابها في رمال العراق وجعلته دولة تعود الى العصر الحجري بعدما كانت دولة لها تواجدها على الصعد الدولية وحاضرى دائما بأسم العرب واحتلت في الخيرات والقدرات واصبحت العراق لا تذكر الا في وقت المأسي واصبح حديث العراقيين عن الامن قبل الحرية والديمقراطية لما جلبته لهم امريكا معها من فوضى لا زالت مستشريه .
ومن قبلها كانت افغانستان التي اغاظت العمامات فيها مزاج امريكا فحركت الاساطيل لتحول تلك البلد الى ركام ودمار وتنشر كل اصناف القتل والتخريب في مقاطعات وجنبات هذا البلد الذي اصبح مرتع الارهاب بمعرفة ومباركة امريكا ولم تتوقف امريكا عند هذا الحد ليكتمل مشهد هذا الشرق لا بل تدخلت في دول وفرضت الحصار على دول اخرى . ولم تتوقف .
لكن امريكا لم تفكك من القنبلة الا صوتها ومازال مفعول الانفجار قائم . وهي تنظر وتفسر بوجود محور الشر المتمثل بمنظمة حزب الله اللبنانية التي لجمت اسرائيل عام 2006 وحدت من طموحاتها وايضا ايران التي فتحت شهوتها على سلاح نووي بالاضافة الى دعمها المتواصل لكل من يناهض امريكا واسرائيل في المنطقة العربية وحركة حماس الفلسطينية والنظام السوري الذي جعل من بلاده حاضنه لكل تلك الاصناف والانواع التي ادرجت تحت عنوان داعموا الارهاب ومشكلوا محور الشر . لكن تفكيك تلك القنبلة يحتاج الى تركيز من قبل امريكا التي خسرت ما خسرته في العراق وخرجت دون ان تحف ماء الوجة لجنودها وسمعتها التي تلطخت على بساتير جنودها في بغداد وكابول .
اليوم وفي ظل مشهد الثورات الذي يغلي في المدن والعواصم العربية تقف كل الدول بمباركة امريكا في اكبر هجمة منذ الحرب العالمية الثانية يشهرون سيوفهم ويطلقون العنان لأجهزة مخابراتهم ويفتحون بنوكهم لتمويل المنظمات ويعطون الفضائيات التي يملكونها الضوء الاحمر لممارسة كل ما هو مطلوب وينقضون كالصقر على الفريسة . ضد سوريا منذ اكثر من عام ونصف العام بعدما تبخرت احلام من تحرر من انظمتهم وزاد ضعف البطالة في مصر التي لا تعي ولا تعرف الى اين هي ذاهبة وحال تونس ليس بافضل حال ولا ليبيا التي انقض عليها الناتو الذي قايض الدم والدمار بالمال والنفط .
استمر البرنامج الذي وضعة جورج ضبليو بوش بمباركة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا انذاك وسارت خطط الشرق الاوسط على ما يرام الا انها اصطدمت بعقدة تشكلت في سوريا التي بقي العالم يحاصرها كما العراق من قبل لوجود حزب البحث الحاكم على راس السلطة ولدعمها المتواصل لمنظمات وحركات المقاومة العربية ولادارة النظام السوري ظهرة للعالم وعدم خضوعه للسياسات الامريكية والاملاءات التي تفرضها واشنطن على اغلب الاحيان
هنا شكل العالم غرفة عمليات عربية شقيقة واجنبية للانقاض على هذا البلد تحت حجة الثورة والتحرر ولوجود ثورات في دول شقيقة هي تعبتر الفرصة السانحة للانقاض على سوريا وعلى مدنها وقراها . والى اليوم ما وان توصل سوريا العالم بكل جنودة ودبلوماسيية الى البحر الا وارجتهم عطشى . في مجلس الامن في كل اجتماع يوجد حق النقض ضد قرارات العالم التي شقتها سوريا الى نصفين واليوم لا زال العالم يعول على سقوط النظام الذي ما زال يتجنب الحرب المفتوحة ويفكك في رموز المعادلة بكل برودة اعصاب وهدوء وحنكة سياسية ان دلت فهي تدل على ان مدرسة سوريا الدبلوماسية هي انجع من كل غرف العمليات العسكرية التي تنشئها الدول المشاركة في تلك الحرب المسعورة والغير مباشرة في عواصمها .
لكن لا زالت سوريا تشكل من المعادلة رقما صعبا لا يمكن من العالم تجاوزة رغم الازمة . ومجزرة الحولة التي اعتقد مرتكبوها بانها ستربك حسابات تلك المعادلة. التي استمرت بنفس الروح وطول النفس في التعامل مع الازمة . وعاد سيناريوا امريكا من جديد ليجعل من ارياف سوريا معقلا ومرتعلا للارهاب كالعراق وافغانستان الذي يقتل ويدمر ولا زال وهنا ينطبق على امريكا في التعامل مع الملف السوري المثل القائل " جاجة حفرت على راسها عفرت" ولا تزال سوريا رغم المصاب الجلل ورغم القتل والمؤامرة والحرب المفتوحة والتحريض هي العقدة التي تقف في طريق مشاريع امريكا وهي السبب الوحيد في افشال ما ترنوا اليه واشنطن وتل ابيب بشهادة شهود .
ومجزرة الحولة لن تغير من الواقع شيئأ ما دامت نفذت باجندة غريبة وما دام الجيش الحر متشتت في قيادته واماكن تواجده وهو مربك الحسابات والقواعد وعدم امتلاكة للعقيدة التي يمتلكها غريمة الجيس السوري الذي اثبت للدول المحيطة بانه جيش يجب التوقف والتريث عند الحديث عنه لقوة تماسكة ووحدة خطابة .
تستمر الازمة وسيستمر القتل حاضرا ومستقبلا لان الحرب ليست بالصغيرة وهي تدار من غرف في دول كبرى وتمول بأموال طائلة لكن اللعبة تدار بكل حنكة وسوريا تعي جيدا خطوات تلك اللعبة التي جرت في اكثر من دولة ولم تنجح لكن بطريقة مصغرة . عقدة سوريا هي عقدة قديمة لا يمكن ان تتخطاها منشار الدول الاستعمارية ولربنا تشهد الايام والاشهر القادمة ان تلك العقدة قد تكون سبب في انكسار وانحسار مطامع الشرق اوسط الجديد الذي سيتوقف زحفة على اسوار الشام القديمة ومدن حلب ودمشق وطرطوس والاذقية وباقي المدن في سوريا التي ستستعيد عافيتها بعد تلك الوعكة التي تخلى فيها العدو والصديق عن هذا البلد ولم يقدم له يد المساعدة .. الا انه قدم الدعم للقنل ولارهاب المتواصل في حواري الشام ....
لاتزعل مني بس انت خارج نطاق التغطية ... حبيبي القصة ثورة شعبية بيكفي مزاودات على دماء الشهداء 100 الف معتقل و15الف شهيد والمهجرين في داخل الوطن وخارجه .. كيف حدث هذا من اجل امن الوطن ؟ يكفي كلام لايليق بالمواطن السوري سورية للجميع ليست فقط لمن هو مع النظام
هذه هي الحقيقة الساطعة وستبقبى سورية حرة أبية بقيادة بشار الاسد
ما يحدث هو نتيجة عقود من تهميش وضرب المواطن السوري اجتماعيا واقتصاديا لمصلحة قلة من المنتفعين و ولاعلاقة للكواكب الاخرى بما يجري. من يضحي بنفسه لاينتظر 50 دولار كما تدعون, سوريا قبل شهر 3 لعام 2011 لن تعود حتى لو استعملتم الكيماوي والنووي ضد الشعب , هل من المعقول ان الارهاببين باتوا بعشرات الالوف وفي جميع المحافظات. على الدولة ان تعترف أولاً بعجزها الاقتصادي والسياسي التام كخطوة اولى من الحل والا فالحل سيكون بيد (الارهابيين) عما قريب وقريب جداً اما مجلس الشعب فيكفيه العبود والشلاش هههههههههه