syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
من قال ...بقلم : سامر عوض

من قال: (الشعب السوري).... ومن قال هو شعب غير كفؤ، ولا مجد، ولا معطاء، ويجرح به ،كلما اراد....

يتسابق المتشاطرين منا، بالإدعاء، بأن الشعب العربي السوري، هو كذا وكذا. وكأن بهذا، أو ذاك هو قيِّم، أو مقسِّم، أو قاضي.


شعبنا يرتكب آخطاء (ولا شك في ذلك). كما أن لغيره من الشعوب آخطاء أيضًا، ولكن.. هل نتناسى كون هذا الشعب هو نفسه، الذي أعطى العالم: الحرف، والقارب الفينيقي... ولماذا ننسى بأن من هذه الأرض، قد خرجت لأصقاع المسكونة، رسالات السماء. إذ خصَّ الله أرضنا لتكون نافذة يطل منها على البشر.

 

أذكر أن الأب الياس زحلاوي، قد سألته مرة عن أمر معين، يتعلق بتأسيس الجوقات، فأجاب: (علموا الأولاد الصغار الترتيل، حتى لو لم يكونوا بعارفين للقراءة). وعندما استوضحته عن ماهية الفكرة، وكيفية توصله إليها، وإستخلاصه لها؛ إذ كيف يعلَّم الأطفال، الترتيل، وهم لا يعرفون القراءة... وخصوصًا بأنه مؤسس، لأكبر جوقة ترتيل مسيحي بالشرق.

 

 فأجابني من حيث لا أعلم، قائلًا: (حضرت كورالًا في أواخر الستينات، بسينما بدمشق لأطفال فرنسيين، وكانوا أطفالًا صغارًا، لا يعرفون القراءة، ولا يتجاوز سنهم الثانية. وعندما عدت من الحفل سألت نفسي، "ماذا ينقص الطفل العربي كي يصبح كمثيله الغربي يجوِّق وهو صغير السن؟". فرأيت بأن ما ينقصه هو الإهتمام ليس إلا. فقررت منذ تلك الساعة أن أهتم بأطفال دمشق. وكان له أن أسس جوقة الفرح). بهذه الفكرة البسيطة تحفز لتأسيس هذه الفرقة العظمية.

 

 إذ ينقصنا، كما ينقص أولادنا الإهتمام.

فالإهتمام الخارجي مهما بلغ، لا يصل للمتلقي، إن لم يعززه روح الإهتمام الداخلي. ذاك الذي ينقل الإنسان إلى حيث يشاء، ومن جهة آخرى، لا بد من التصميم وبذلك لا ننسى بأن الظروف تتحول، ولا تحوِّل. وأن الأحوال بذلك تتحسن، ولا تحسِّن، حسب ما يوجد من حولها.

 

2012-06-05
التعليقات